مسرحية “شاطارا” .. صرخة نساء تكسر الصمت حول معاناة المرأة المهاجرة

هسبريس – فاطمة الزهراء جبور

وفق طرح دراماتورجي يلتقي فيه الغناء باللغة الشعرية والأداء الجسدي، أطلقت ثلاث نساء صرخة لتكسير الصمت حول معاناة وانتظارات المرأة المهاجرة، هي تجربة مسرحية جديدة بعنوان “شاطارا” للمخرج المغربي أمين ناسور.

“شاني” و”طاليا” و”ربيعة” هي أسماء النسوة الثلاث التي اختصرها مخرج العمل في عنوان “شاطارا”، لتقديم ثلاث حكايات منفصلة ومتداخلة في الوقت نفسه، أبطالها نسوة لكل واحدة منهن حكايتها ومعاناتها الخاصة، يورد ناسور، “فالأولى القادمة من دول جنوب الصحراء من أم إفريقية وأب غربي، مرفوضة من طرف المجتمعين، هاجرت إلى أوروبا للبحث عن والدها وهويتها، وحضن أب يحتضنها.

أما الثانية “طاليا” المشرقية فقد تم تزويجها غصبا عنها وهي قاصر وظل قلبها متعلقا بالطفل الذي أحبته في صباها، لكن جراء ويلات الحرب والصراعات القبلية هربت والتقت بحبيبها وقررا الهجرة إلى الضفة الأخرى للبحث عن مستقبل جديد، وللأسف تبتلعه الأمواج، في الوقت الذي وقعت فيه المغربية “ربيعة” في المحظور بعد تنصل حبيبها من مسؤولية طفله الذي تحمله، وقررت الهجرة إلى أرض أخرى، لكن للأسف في رحلتها تجهض الطفل ويجهض حلمها”.

وينتصر النص المسرحي “شاطارا” للمرأة المهاجرة في حمولتها الفلسفية والجسدية والنفسية، وفق طرح دراماتورجي لجأ فيه المخرج إلى قصائد محمود درويش وأحمد جندول، ومقاطع غنائية وتقنية الفيديو الذي تمثله شاشة في الخلفية يتم فيها بث عناوين المشاهد ومواكبتها بلوحات توضيحية وأخرى تجريدية وصورة ختامية للفنانة الراحلة ثريا جبران كعربون تقدير لسيدة المسرح.

أمين ناسور، مخرج العمل، أوضح أن “اختيار الموسيقى لم يكن جماليا فقط، بل يدخل في دراماتورجيا العرض. أما الشعر فهو يعبر عن معاناة داخلية كتب عنها العديد من الشعراء للتعبير عن معاناة المرأة وكل الأشياء المحيطة بها، بالإضافة إلى فن الفيديو الذي لجأنا إليه من أجل ترجمة بعض الأحداث التي لا يمكن تجسيدها على الركح وقدمناها كصورة”.

وأضاف المخرج المسرحي المغربي ذاته في تصريح لجريدة هسبريس: “هناك تلاحم في الأداء والموسيقى والشعر من أجل أن نرسم لوحة فنية متنوعة نقدمها للجمهور”.

أما على مستوى سينوغرافيا العرض، فقد اختار السينوغرافي طارق الربح الاشتغال على أشكال هندسية ذات ستة أضلاع، حيث كانت في البداية على شكل ثلاثة مقاعد تجلس فوقهن ثلاث نساء يحكين قصصهن المؤلمة، لتتحول في مشاهد متوالية إلى أقفاص كبيرة تجدن أنفسهن سجينات داخلها، ثم إلى فضاء “مخدع هاتفي” يجمعهن للتواصل مع الوطن.

وقام بتشخيص أدوار مسرحية “شاطارا”، التي قدمتها فرقة ثفسوين للمسرح بالحسيمة بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، كل من أمل بنحدو وقدس جندول وشيماء العلاوي؛ بمصاحبة في الأداء والغناء للفنانة ثيفيور والأداء الموسيقي للعازف إلياس المتوكل.

أما الفريق الفني والتقني فيتكون من كل من عبد الرزاق آيت باها في الإنارة، رضا التسولي في تصميم الفيديو، فاطمة حموشة في تنفيذ الملابس، وعبد الحليم سمار في المحافظة العامة، ومحمد أمين البنوضي وكريم اعمو في تقنيات الصوت، ومحمد الحقوني في التوثيق؛ فيما يعود تأليف النص إلى الكاتب المسرحي سعيد ابرنوص وفريق العمل، السينوغرافيا لطارق الربح، وتصميم الملابس نورا إسماعيل ودراماتورجيا وإخراج للفنان أمين ناسور.

هسبريس – فاطمة الزهراء جبور

https://www.hespress.com/

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …