مسرحية بفصل واحد “اثنان في قطار ” تأليف زينب المالكي – العراق

 

 مسرحية بفصل واحد  “اثنان في قطار ” تأليف زينب المالكي

المكان : غرفة في قطار ،الاجواء تدل على سرعة القطار وهو يسير الى الامام والمناظر تشتد سرعتها باتجاه الخلف ،الاصوات تارة تعلو وتارة تخبو ، صوت القطار والصقيع المرتطدم بنافذة القطار ، والاضواء تتوهج في قاعة المسرح ثم تخبو لتظهر وميض البرق الخاطف ..

الزمان : مجهول .

الشخصيات حسب تسلسل الظهور :

الحفيد : يجلس بالقرب من نافذة غرفة القطار ،فتى تبدو عليه امارات القلق والتوتر يرتدي ملابس زاهية الالوان وبيده منديل ..

الجد : يجلس على النافذة المقابلة لنافذة الفتى ،رجل عجوز ذ ملامح قوية وصارمة وهو يرتدي الزي القديم ..

يعلو صوت الرعد فجأ  في قاعة المسرح لينتبه الشاب بفزع ويلوذ بالمنديل يمسح يديه بتوتر وفي هذه الاثناء يسطع ضوء من النافذة ليسلط الضوء على ملامح الجد التي تبرز عيناه بوضوح وهما يبرقان ليسأل الفتى 

– مابالك يا فتى ..؟ 

يجيب الفتى على تساؤل الشيخ بتوتر 

 – لاشيء يا جدي ..لا شيء انني هادئ الاترى انني هادئ ،الصوت يرتد اليه من عمق النافذة ،هاديء ..هاديء ..هاديء ..الشيخ يكمل 

– لا اعتقد اننا سنواصل طريقنا معا يا بني ..فالليل والنهار لن يتقابلا في يوم ما ..يجب ان تفهم هذه الحقيقة ..والفظك كما الفظ انفاسي الاخيرة بجانبك ..

– وانا ..؟ يجيب الفتى وهو منهمك بمسح يده 

– ستعيش وحيدا ..لم تعد بحاجة لوجودي قربك وستواجه الريح لوحدك .. 

وميض البرق يخطف لابصار وهدير الرعد يصك الاسماع ومحرك القطار لازال مسرعا ..الفتى يدخن سيكارا  ..لحظة صمت يكسرها الحفيد وهو يمسح يديه بتوتر ..

– اللعنة ..اللعنة ..

– مازالت يداك قذرتين ..؟ لحظة صمت تصفع الفتى دون ان يجيب 

– أنا اعرف قذارة يديك ..لقد رأيتك نعم رأيتك ..

– ماذا رأيت ؟ انك تكذب ..قل ان ما تنطق به ليس حقيقة ..هيا قل ..

الاضواء تسطع في ارجاء غرفة القطار ويطول سطوعها لتبين عيون الجد بحدقتين واسعتين وهو يحدق في عيني الفتى وكأنها تريد التهامه ..

– لقد رأيتك وانت تقتل ..لقد رأيتك ..

– لم اقتل صدقني يا جد ..لم اقتل احدا في حياتي أنا ..أنا لا اقوى على وخز بعوضة ..

– ولكنني رأيتك معهم …رأيتك يعلوك الكبر ..دون ان يرتد طرفك ..لقد قتلتني منذ زمن بعيد ..بعيد جدا ..يتردد الصوت بعيد ..بعيد ..بعيد ..

يشيح الجد بوجهه نحو النافذة ليحدق من جديد نحو المجهول ..

– لا تشح بوجهك عني أرجوك ..أرجوك ..

– انني ارى الحقيقة ..

– أي حقيقة تعني ..

– حقيقة السماء والارض ..تعال وانظر ..الحفيد يدنو من النافذة وهو مرعوب ..مرتعش من فرط التوتر وقد زاد انهماكه بمسح يديه ..الجد يمسح على النافذة بيديه..تتسع عينا الحفيد وهي تتصفح النافذة ..الحفيد يرى أشباح وفرسان يتقاتلون ورماح وسهام ..وصراخ اطفال وعويل النساء وخيام تلتهمها النيران ..

– ماهذا ..

يشير الجد الى النافذة 

– انك هناك 

الفتى  يدنو اكثر اكثر ..

–  لا أرى شيئا 

– هناك انظر ..انك هناك تصوب نحوي ولم تراع شيبي ووقاري ..

الحفيد مصعوقا ..

– لكنني لم اقتل ..لم اقتل ..

– الامر سيان ..لقد كنت معهم ..معهم …معهم ..الصدى يتردد في اجواء المكان ترتفع الاصوات في كل مكان اصوات محرك القطار ، والرعد ، وتسطع الاضواء هنا وهناك ،يغرق الفتى في غيبوبة للحظات ..تخبو الاصوات شيئا فشيئا..لحظة هدوء  ..الهدوء والصمت الا من محرك القطار وهو يشق طريقه مسرعا نحو المجهول ..الفتى يفتح عينيه ببطء تتلفت عيناه يمينا وشمالا ..الفتى يصرخ وهو يمسح يديه بشدة لا تتركني ارجوك ..لا تتركني ..لا تتركني  (الصدى ) ومحرك القطار لازال يدوي .. 

ستار 

————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *