مسرحية «الجزيرة».. نقد اجتماعي ساخر

دشن الفنان محمد الحملي مساء أمس الأول عروض «لايف شو» على مسرح دار المهن الطبية في الجابرية بمسرحية «الجزيرة» تأليف عبدالعزيز عطية، بطولة الثنائي محمد الحملي وعبدالله الخضر، وبمشاركة الفنان ولد الديرة وعدد من الممثلين بينهم ناصر البلوشي، حسين المهنا، سعود بوعبيد، ديكور جاسم الحملي، أزياء رابعة اليوسف، والعمل تجربة جديدة للحملي والخضر، تعتمد بالدرجة الأولى على قدرتهما في الارتجال وتقديم الضحكة والكوميديا، من خلال تسليط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع المحلي.
التجربة الجديدة تستحق الإشادة لأنها تأتي في إطار تنشيط الساحة المحلية بأعمال كوميدية انتقادية تحرك المياه الراكدة، وهو هدف سام خاصة أن الجمهور المحلي تواق إلى مثل هذه الأعمال التي تقدم الضحكة والابتسامة بعيدا عن الاسفاف والتجريح.
ولاشك أن عمل الخضر والحملي معا منذ سنوات جعل بينهنا انسجاما واضحا ومنحهما القدرة على التحرك بحرية على خشبة المسرح، وهما خبيران بما يريده الجمهور الذي يحضر أعمالهما الاجتماعية.
 
◗ ظواهر نقدية
تعتمد مسرحية «الجزيرة» على حكاية مكررة شاهدناها مرارا، وسبق للحملي والخضر أن قدما بعض مشاهدها في أعمالهما السابقة، ولا ضير في ذلك مادام الهدف من العمل الضحكة بالدرجة الأولى.
تدور الأحداث حول ثلاثة أصدقاء، تعطل بهم «طرادهم»- قاربهم- في عرض البحر أثناء رحلة ترفيهية، وقذفتهما الأمواج على شاطئ إحدى الجزر، وأصبحوا مقطوعين عن العالم، لا طعام لديهم ولا تواصل لهم مع العالم الخارجي، وأثناء وجودهم على أرض الجزيرة وبانتظار وصول النجدة، تمر عليهم بعض الأحداث الغريبة، خاصة مع وصول إحدى الشخصيات المتنفذة مع بطانته، الذي يمتلك كلمة السر «افتح ياسمسم» فتفتح له أبواب المغارة ويستخرج منها عددا من الصناديق ثم يقوم بقتل أحد مساعديه.
وتتواصل الأحداث على هذه الشاكلة لتكشف عن خيوط ما يدور على أرض الجزيرة التي تمثل مجتمعا مصغرا، ويتمكن الأصدقاء من كشف سر ما يحدث بعد أن يتم انقاذهم في نهاية المطاف.
كل ذلك يدور في إطار الكوميديا الساخرة التي تعتمد بالدرجة الأولى على قدرات الحملي والخضر، إلى جانب الفنان ولد الديرة في الارتجال وتقديم الضحكة والنقد الساخر لما يحدث في المجتمع، واعتمد النص على البساطة والارتجال في الحوارات، خاصة من جانب الفنان عبدالله الخضر.
 
◗ أداء عفوي
ميزة مثل هذه النوعية من الأعمال الكوميدية التي يغلب عليها الضحك اعتمادها على ارتجال المواقف، التي ترتكز أولا وأخيرا على قدرة الممثلين على التواصل مع الجمهور وكسر الحواجز بين الخشبة والمتلقي، وإذا كان الجمهور قد تفاعل مع عبدالله الخضر ومحمد الحملي وولد الديرة في أعمال سابقة، فإن الحملي منح بعض العناصر الشابة الفرصة لإبراز قدراتهم على الخشبة، ومن هؤلاء ناصر البلوشي الذي نجح إلى حد بعيد بتقديم أداء عفوي، كما برز الثنائي سعود بوعبيد وحسين المهنا.
وغلب على أداء الممثلين بشكل عام العفوية والتلقائية.
اعتمد العرض المسرحي على الإبهار في الديكور والألوان، وهو إبهار قريب من مسرح الطفل. وأعتقد أنه لا يتناسب مع الأحداث التي تقدمها المسرحية بشكل عام.

————————————————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – عبدالمحسن الشمري – القبس الإلكتروني

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *