مريم قلوز: أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم هذا العام ومع ذلك يبقى الرقص حيّا #تونس

مريم قلوز: أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم هذا العام ومع ذلك يبقى الرقص حيّا #تونس

بيان أيام قرطاج الكوريغرافية أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم  هذه السنة

ماذا لو تحدثنا عنها دون عنوان؟

هي الجمال اليومي والحركة المطلقة. هي سعادة التشارك. هي حلم لا ينتهي. هي لا نهاية الأجساد، واكتمال الفضاءات والأزمان.

هي المعنى لكل حركاتنا وهي شاعرية السياسة،

ماذا لو تحدثنا عنها دون ذكر اسمها، حتى لا ننسى قصصنا وذكرياتنا؟

هي كل الذين واللاتي آمنوا وآمنّ بها، لقد وجدت بفضل كل الأجيال الذين اختاروا الطريق الوعرة حتى يعيشوها في مطلقها ومداها.

هي أنتم، حين تملأ أعينكم جمالا وقوة.

هي نحن، حين نهديها إياكم.

انتهكت ذاكرتها ونسيت.

تصدّعت جدرانها وأغلقت مراكزها.

أصبح تاريخها مجهولا.

هي،

تفتك مكانتها وتتواجد.

هي، تصارع من أجل أن تعرف بين جيرانها، وأن يتم الإعتراف بها.

هي ذاكرة الأجساد التي انتهكت، استهلكت وعذّبت.

هي أيضا ذاكرة الأجساد المبتهجة والقوية.

هي لا تنسى، فهي سبب حياتنا.

سندافع عنها، سنحبها، سنتألم كثيرا من أجلها ولن نتخلى عنها أبدا.

هي الملجأ، وهي المعنى.

هي منتهى الرغبة، وهي الرغبة في منتهاها… كما تقول الأغنية.

أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم

لن ترقص الطرقات، ولن تفتح القاعات أبوابها، لن يقدم الفنانون عروضهم ولن يكون هناك مكان للرقص… لن تطير الأجساد الراقصة بأحلامنا.

لن نرقص، تقنيون، فنانون، راقصون، فاعلون ثقافيون، مبرمجون ومتفرجون، لن نتقاسم معا هذه السنة فضاءات البهجة والخلق.

لن نحلم معا بالرقص، وبالتزامنا بعالم يغلب فيه منطق الحس، على الجانب التجاري التنافسي.

أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم

إلى كل الراقصين العرب والأفارقة،

طالما التزمت أيام قرطاج الكوريغرافية بأن تكون منصة للقاء والتشارك.

لن نجتمع بكم هذه السنة، لكن فلنبقى معا على نفس المبدأ: لا مجال للرقص دون تحقيق كرامة الأجساد.

تتجلى كرامة الأجساد الراقصة في اعتراف بلداننا بمهنة الراقص وظروفها الخاصة جدا.

تعانق الأجساد كرامتها، عندما تقطع مع ثقافة البقاء وتختار الحياة.

الكرامة، هي مسؤوليتهم في احترام حياتنا.

الكرامة، هي أن نرقص دائما، أبدا ودون قيد.

الكرامة، هي عدم الخضوع لما تمليه النيولبرالية وقانون السوق.

الكرامة، حين نفرض فنّنا على مقتضيات المؤسسات المحلية والعالمية.

الكرامة، هي التحرر من كل سطوة إستعمارية  كانت، أبوية أو مجتمعية.

الكرامة، هي الاحترام المطلق لحرية أجسادنا، بعيدا عن المقاييس المسقطة.

الكرامة… هي رقصة ترفض الخضوع.

أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم. ومع ذلك يبقى الرقص حيّا

نحن الراقصون، نحن الأجساد الراقصة، نحن الهواة والمحترفون ونحن المتفرجون، سوف نهبها الحياة بعيدا عن الحواجز التي يفرضها الشمال على الجنوب. بعيدا عن تأشيرات السفر وعن الإقامات، بعيدا عن قواعد السوق، بعيدا عن كل شيء.

نهدي هذه الدورة إلى كل الذين آمنوا بالكرامة، إلى جرحى الثورة، وضحايا العنف البوليسي في جميع أنحاء العالم، وإلى كل الذين شهدوا على انتهاك أجسادهم ونقائها.

الرقص مكان للذاكرة قد اختار عدم الانطواء،

يستقيم، فيعيد الاستقامة، ثم ينهض.

أيام قرطاج الكوريغرافية لن تنتظم

وتبقى الكرامة معركتنا.

سنلتقي في 2021 معا، وسنواصل الرقص

مريم قلوز مديرة مهرجان أيام قرطاج للرقص

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …