ماريو باسيل مع “ماريوكا” وضد فن الرايتينغ… ولماذا فشلت علاقته العاطفية؟

لا تختلف كثيراً شخصية الفنان ماريو باسيل بين الواقع والمسرح لكن مع بعض الجدّية في الوقت المناسب، هو الممثل الكوميدي الملقّب بين زملائه بـ”وحش التمثيل” الذي نراه على الخشبة مراقباً وحكماً وليس ممثلاً كوميدياً فحسب. يقيّم أعماله إلى حدّ الجلد. وما نجح به على المسرح، فشل به في علاقته العاطفية التي لم تكلل بالزواج، ويكتفي بالتعليق على ذلك بأنّ للأمر علاقة بالقلب قائلاً لـ”النهار”: “جرّبت وما ظبط موضوع الارتباط”، في المقابل ما يملكه ماريو من خبرة في أداء الدورين الكوميدي والتراجيدي يجعله قادراً على توزيع جرعات الضحك والحزن في شكل موازٍ.
 
لا تجذب البرامج الساخرة انتباه ماريو على اعتبار أنها لا تجسّد الفن الكوميدي بل تقحم في إطار “مين عم يتمسخر ع مين”، ويعيد نفسه إلى الزمن في برنامج “منع في لبنان” الذي كان يتشاركه مع طوني أبو جودة وكارلا حداد وباتريسيا داغر بإدارة المخرج مارك قديح، ويقول: “كانت الأجواء جديّة وفيها نقد فني وسياسي وحياتي مدروس، لم نقدّم مادة من دون مضمون ولم نكن نضع في أولوياتنا موضوع الـRating الذي بات يحوّل الفن الكوميدي إلى سلبي بعيد كل البعد من مصطلح فن”. هذا المشهد أوصل باسيل اليوم إلى تقديم مسرحيته “Comedy Night: On The Road” بعيداً من انتقاء الزعماء والحديث عنهم في فقرات، مفضّلاً عرض موضوع مجتمعي يلامس الواقع المعاش، فعوضاً عن تقديم المواعظ أراد أن يضيء واقع المواطن المرير وفقاً لأسلوب “السهل الممتنع المضحك المبكي… ومن دون حدود”.
 
“ولعانة… ولعانة”، من مصطلحات عادت وانتقلت من المسرح الى الشاشة الصغيرة، فبرنامج “الليلة جنون” عبر محطة الـ”MTV” كان محلقاً في موضوع الـ Rating، لماذا توقف واصبحت غائباً على الشاشة؟ يجيب: “توقف البرنامج سببه يعود إلى الميزانية الكبيرة التي يحتاجها، خصوصاً الديكور، وتعلمون أن المحطات المحلية تمرّ بضيقة مالية صعبة وقد اتخذت ادارة الـMTV القرار بناء على هذا الأمر”.
تركيز “وحش التمثيل” الأكبر يصبّ اليوم على مسرحيته التي دخلت موسمها الثامن والتي تعرض كل سبت في مسرح الـ”Playroom”، مبتعداً عن أسلوب “الشانسونييه” وموظّفاً خبرته في الاخراج المسرحي لتوجيه البوصلة بموضوعها وعناصرها. وتضمّ المسرحية إلى جانبه الممثلين ميشال أبو سليمان وجنيد زين الدين وتاتيانا مرعب ورودريغ غصن. فالاخراج المسرحي والنص والموسيقى والرقص والديكور والأغنيات خلاصة جهد أدمغة من الفنانين عمل باسيل بخبرته على سوغها بالتنسيق مع المخرج طوني قهوجي والتي أوجدت جوّاً من التفاعل والتسلية مع الجمهور، هذا على الرغم من دراية داخلية لديه بأنه يملك إمكانات أكبر لتطوير هذا العمل.
في مسرحيته نرى وجه لبنان الحقيقي كله “عالطريق”، في أزمته مع عجقة السير والنفايات والسلاح المتفلّت والنازحين السوريين والتسوّل والصحة وغلاء الأسعار وصولاً إلى الثقافة والكتب والنفق المظلم الذي تمر به الصحافة والاعلام.
 
صحيح أنّ المسرحية لا تخلو من الايحاءات والعبارات الجنسية، إلا أن باسيل يحاول توظيفها بطريقة تعبّر عن الواقع اليومي، حتى أنّ شخصية “ماريوكا” التي تعمل بائعة هوى أوجدها ليعكس من خلالها الواقع الاقتصادي المتردي الذي دفعها إلى زجّ ابنتها المتعلّمة “تاتيوكا” إلى هذا العالم بسبب انعدام فرص العمل ليعود ويوظّفها لتبشّر اللبنانيين بعودة الخليجي بعدما شهد لبنان مرحلة استقرار سياسي. نسأله: هل هناك فعلاً وجود لماريوكا في حياتنا؟ يجيب: “ماريوكا تزاول أقدم مهنة ولا يمكن تشبيهها بأحد لأنّها وجدت لسبب”.
 
الممثل ماريو باسيل صاحب التجربة الهوليوودية في فيلم ” Jack Hunter and the Lost Treasure of Ugarit” بالاضافة إلى تجربته في فيلمي “قصة ثواني” و”يلا عقبالكن” يخوض تجربة الدراما للمرة الأولى من خلال مشاركته في المسلسل السوري “سايكو” للممثلة السورية امل عرفة إلى جانب الممثلين رلى شامية وطارق تميم، ويقول: “أحببت الفكرة ومتحمّس لهذه التجربة، لم أبدأ تصوير الحلقات بعد، تمّ الاتفاق مع الجهة المنتجة وأنتظر الاطلاع على النص”… ومهما كان العمل فإن باسيل يبقيها “ولعانة… ولعانة”.
 
 
——————————————————-
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – اسراء حسن – النهار

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *