لوحات حميد عقبي تسرد نصوصا ابداعية مسرحية – سعاد خليل #ليبيا

لوحات حميد عقبي تسرد نصوصا ابداعية مسرحية – سعاد خليل #ليبيا

“أريد ان أقدم الذي يعيش بيني وبين الاشياء” – كلود مونيه –

مقولة تعني الكثير، فالتشكيل يحتوي علي الخيال والتأثير من خلال العمل باليد فتوجد اشياء لا تري تنساب بظلال طبيعية لتعطينا عرضا لأشياء ليست موجودة، بل موجودة في ذات الوقت انها الحقيقة التي تستحق ان تكون المرتبة الثانية للمعرفة .

ما عرفته عن صديقي المبدع الاستاذ حميد عقبي في  فنون السينما وتخصصه فيها وتأسيسه للمنتدي العربي الاوروبي للسينما والمسرح وماله من مساهما ت في كتابة لمقالات لعدة صحف عربية وقراءاته  في بعض  اللوحات التشكيلية  لمجموعة من الفنانين التشكيليين وتنظيم الندوات والصالونات الادبية التي تختص بالسينما والمسرح الا انه وهذا يحسب ايجابيا لجائحة كورونا التي بسببها  انطلقت مواهب هذا المبدع الذي ابهرني بما افرزته يداه من رسم وتشكيل مجموعة من اللوحات الفنية في زمن قياسي .
حيث جاءت لوحاته بتفاعل وكشف وتبصر وكأننا نشاهد نصا بصريا مليئا بفكرة فنية وجمالية بأسلوب معالجة لها عدة افكار ومعاني ، احيانا تجريدية واحيانا سريالية حسب مفهومي البسيط للفن التشكيلي .

عند التعمق والتدقيق في الرسومات الاولي نجد نصا سرديا يناقش من خلالها بعض القضايا الانسانية و بعض هذه اللوحات وكأنها سلسلة بحلقات مرتبطة  وهنا احكي عن اللوحات الاولي والتي يركز فيها علي الشجرة المشهورة بجزيرة سوقطرة  وهي شجرة دم الاخوين نجدها في ست لوحات وكأنها تؤكد انها نصا مكتوبا بطريقة البصر  بطريقة سينوغرافية شعرية تشكيلية فهي تحكي  شعرا و قصة .

في بعض اللوحات يمكننا التعرف على اسلوب هذا الفنان، الذي أراه متفردا يعي العصر فهو يعيد توالد الاشكال من مخزوناته  البصرية وكانه محترف لهذا النوع من الفنون رغم المدة القياسية التي بدا بها فاختياراته للوسائط اللونية وخصائصها ومدي ملاءمتها للظرف والبيئة التي نعيشها  نري تركيزه علي اللون الطيني الذي صنع في اغلب لوحاته ليكون لون الارض وهذا له دلالات كثيرة من الطبيعة .

ونحن كمتلقين ومهتمين بهذا النوع من الفنون نجد في هذه اللوحات الفنية  التذوق الفني فهو مقدمة ضرورية لفهم بنية هذه اللوحة او الرسمة  للذهاب الي الفهم والتفكر والتفكير، رغم خبرتي القليلة في التحليلات لهذا النوع من الفنون المهمة ولكن احيانا الحس والشعور بالإحساس بما هو معروض امامك يجعل المرء يقرا كل لوحة ويجدها قابلة للقراة والتخيل والتركيب والتذوق والنقد الجمالي ،فهذه اللوحات عند النظر اليها تجد فيها نصا وسردا تعبيريا مفتوحا علي القرأة الكاملة .

فكل المكونات للنص البصري وما يثار من استجابات للخيال والفهم خصوصا في لوحاته الاخيرةالتي طورها بشكل سريع  اعيد انني اقرأ نصا سرديا بصريا مسرود بوسائط ذوقية تذوقية .

“شكرا كورونا” التي جعلت من الحظر وسيطا لاكتشاف مواهب اخرى اضافية لموهبة الاخراج وكتابة السيناريو السينمائي والكتابة النقدية عند عقبي. فلولا  الظروف الكونية لما تذوقنا او رأينا قيمة جمالية جديدة ولا اكتشفنا سمات الابداع لحميد عقبي.

سعاد خليل – فنانة مسرحية من ليبيا

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …