«كيميت للمسرحيات القصيرة».. طاقات ثرية وإمكانات فقيرة باسم صادق

بأقل الإمكانات فتح مسرح أوبرا ملك – كالعادة- أبوابه لطاقات الشباب المسرحية عبر مهرجان «كيميت للمسرحيات القصيرة».. يتيح لهم في حدود 15 دقيقة تقديم رؤى درامية مكثفة لما يشغلهم من هموم وآمال..

ومع وصوله للعام الثالث صار المهرجان هدفا يسعى له كل من لديه الموهبة ولا يجد مسرحا يقدم نفسه من خلاله، ليس فقط على مستوى التمثيل والإخراج وعناصر العرض المسرحى المختلفة ولكن حتى على مستوى تقديم نقاد شباب يقدمون كل ليلة نشرة نقدية وخبرية للفعاليات مطبوعة فى وريقات بدلا من النشرة المتعارف عليها فى كل المهرجانات، وكذلك تكوين لجنة تحكيم من الجمهور وهم هذا العام من دارسى علوم المسرح بجامعة حلوان.. وإن كنت أفضل أن تتسع دائرة هذه اللجنة لتضم طلابا من مختلف الكليات لتوسيع دائرة التذوق المسرحى.

أهم ما فى هذا الحدث من إيجابيات هو أنه كاشف لرؤى الشباب ممن هم أقل من سن العشرين أو أكبر بقليل، وما لفتنى هو أن كثيرا منهم مهتم بالوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور أكثر من اهتمامه بما يقدمه من محتوى، ومن بينهم بلا شك مواهب مبشرة للغاية، ولكن ما لديهم مشكلة حقيقية فى الطرح الفكرى للدراما، فمثلا كشف عرض الجريدة الممنوعة عن جهل شديد من قبل أبطاله بما تطرحه الصحف من موضوعات، وأن لديهم خلطا واضحا فى الفرق بين العمود الصحفى والخبر والتحقيق، وهو ما بدا فى الفواصل الدرامية التى قدم بها مخرج العرض لوحاته الدرامية المختلفة، وتناولت موضوعات سبق طرحها مرارا وتكرارا، وبدا انسياقهم الواضح لأسلوب فريق «1980 وانت طالع» دون وعى.. بينما أشار عرض الله محبة –المُعد عن قصة ليوسف إدريس- إلى قضية الزواج بين شاب وفتاة من ديانتين مختلفتين، وهى قضية شائكة طرح بها المخرج رياض كرم تساؤلات حول تشابك العلاقة بين الدين والمجتمع.. وأكد هذا العرض على موهبة بطليه ندى نادر وأحمد علاء، اللذين اتسم أداؤهما بالبساطة والعفوية.

ومهما يكن الفائز بجوائز المهرجان فإن حرص أحمد السيد مدير المسرح على إقامة المهرجان سنويا هو الجائزة الحقيقية لهؤلاء الشباب الذين افتقد أغلبهم لممارسة الفعل المسرحى حتى فى مدارسهم فى الصغر.

المصدر/ الاهرام

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *