كلمة الأمين العام:إسماعيل عبدالله في احتفالية إتحاد جمعيات المسرحيين البحرينين

 

(اليوم العالمي للمسرح)

27 مارس 2021

مشاركة الأستاذ إسماعيل عبد الله

********

الزملاء مسرحيو مملكة البحرين

الزملاء المسرحيين في الوطن العربي و حول العالم

كل عام و انتم بخير لتعمروا هذا الكون بالجمال

نقف في اليوم العالمي للمسرح وقفتنا التي تعرفونها في اليوم العربي للمسرح وفي كل يوم، لأن خطابنا في بعده العربي ممتد ليكون جزءًا أصيلاً من خطاب المسرحيين في العالم، فنحن كمسرحيين في الوطن العربي مكون من مكونات المشهد العالمي ولسنا بإي شكل من الأشكال في عتمته أو كواليسه بل نحن شركاء في صناعة واقعه ورفده بالرؤى الإبداعية، و لذا فإنني في هذا اليوم أدعو المسرحيين العرب للانفتاح على العالم انفتاح الشريك المؤثر، انفتاح المنتج للمعرفة و الجمال، فلم يحدث تطور المسرح في مسيرته التاريخية إلا بالانفتاح على الآخر، ولا بد من الثقة بأن كل البشر كانوا شركاء في إنتاج المعرفة و الفنون، كما يقودون إلى جانب زملائهم المسرحيين من دول العالم الهيئة الدولية للمسرح و عدداً لا بأس به من المؤسسات الثقافية الدولية.

و إننا إذ نحتفل معكم اليوم بتكريم قامة سامقة من قامات الثقافة و المسرح البحريني و الخليجي و العربي، لنجد في هذه القامة مثالاً على الإبداع و الإنتاج الفكري الذي نباهي به أمام العالم، فهذا الدكتور ابراهيم غلوم، أستاذ النقد الحديث، الكاتب المفكر المحلل، المبدع للنصوص، الذي كنا نتلقف كتاباته و مقالاته في الصحف و الدوريات لأنها تشكل لنا معينا معرفياً ننهل منه، و حين تكرمونه اليوم فإنما تكرمموننا جميعاً، تكرمون الإبداع العربي، ويزهو معنى التكريم به، و إننا بكل ثقة نقول بإن انتاج الفكر و الاشتباك مع ما ينتجه المبدعون حول العالم تأثراً و تأثيراً أمر واقع في مسرحنا العربي، و ما يتوهمه البعض بتقهقر أو غياب إنما هو ناتج عن صورة تقهقر مقدرات أخرى، فيما ظل المبدعون ينتجون المعرفة، بل و تصبح هذه المعرفة أنفس و أثمن، فلنعلم طلبة الأكاديميات و المعاهد و المدارس آثار هؤلاء المبدعين، فلنتحصن بهم و بالثقافة التي ينتجها ابراهيم غلوم و نفر ليس بالقليل من المبدعين في الوطن العربي.

في اليوم العالمي للمسرح، نرفع خطابنا في اليوم العربي للمسرح الذي مر بنا في العاشر من يناير الماضي، فخطابنا في ذلك اليوم و كل يوم، هو خطاب يسائل راهننا، و يسائل مكاننا ومسالكنا، لذلك أقول:

“لنجعلْ هذا اليوم وقفة سنوية لزحزحة السؤال من خانة المخاتلة إلى سطوع المكاشفة، فنحن جميعاً في دوام الحاجة للسؤال المستأنف والذي يدق جدران الخزان، السؤال الذي نطرحه على أنفسنا هيئة وعلى المسرحيين مؤسسات وافراداً، إذ أن الهم واحد والحلم واحد والأمل واحد.

علينا كمسرحيين أن نتحلى بجرأة الأبطال التراجيديين في إقصاء سطوة القوى الغيبية لنرش الملح على جراح الواقع، ليزأر الجرح بصدى الجواب.

يظل المسرح فنَ السؤال والمشاكسة والمشاغبة التي تفضي للكشف، خاصة وقد وجدنا أنفسنا وسط معطيات الاضطراب والتوتر والفراغ المقلق الحافل بالأعراض المرضية المميتة أو المخيفة، وهي الحالة التي تشهد فقدان التوازن أو السقوط في الفراغ والغياب بين مرحلتين، فتضطرب كل المنظومات وتبرز اختلالات مرضية توصف بـ «أزمة ناجمة عن حقيقة أن القديم يعاني من سكرات الموت، لكن الجديد لم يولد بعد”، فهل سنتحول لعرافات تسوِّق المومياوات وتنصبها مرشدات للأحياء؟ أم نتحول إلى سياف فاقد للبصر والبصيرة وحس الرحمة ونقتلَ الولادات الخدجَ ونستكين لأجراس العرافات؟ مصاصو الدماء الذين يحولون الدم والأحلام إلى أوراق بنكنوت في خزائنهم ويَمْهَرُونَ في صناعة السلاح يخاتلوننا بملمس ناعم للبندقية وأدخنة ملونة للقنابل حتى لنخالها مدعاة للفرح، فيما تقوم هي بدور ملاك الموت وحفار القبور وصاحب العزاء معاً، المرحلة لا تحتمل المخاتلة.”[1]

وقبل أن اختتم كلمتي هذه أتوجه بالتهنئة لإداة اتحادكم الموقرة بانتخابها، متمنياً لها و لكم التوفيق و النجاح، وهي مناسبة لنؤكد من طرفنا أننا كنا دائماً معاً، شركاء في الحلم و العمل، و سنبقى كذلك، نعمل من أجل غدٍ أفضل لمسرحنا، غدٍ نثق به، وكيف لا ونحن محاطون بمن نذروا أنفسهم له، ولنا في مكرمنا اليوم مثال، و لنا في صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قدوة.

عشتم وعاش المسرح

[1] من رسالة اليوم العربي للمسرح 10 يناير 2021 – اسماعيل عبد الله – الهيئة العربية للمسرح.

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …