كاتبات الـدراما.. ظـاهرة استثنائيـة

 

 

في إطار الموجة الثانية للحركة النسائية ومناقشة موضوع «علم الجمال النسوي»، ظهر في أواخر ثمانينات القرن الماضي كاتبات في الدراما المسرحية، كن يقدمن أعمالهن وقتها باعتبارها ظاهرة استثنائية، وبشكل متزايد باعتبارهن كاتبات معاصرات، يكرسن جهودهن في نشر أعمالهن الخاصة، مثل كاتبة الدراما وأستاذة المسرح «أنكة رودر» في كتابها «حوارات مع كاتبات الدراما: تحديات للمسرح» والذي نشر عام 1989.

بعد هذه السنوات هناك مشروع مماثل يطرح في الفترة الأخيرة العديد من المشكلات في ما يتعلق بالمسرح النسوي، وبشكل سريع – كما تقول كريستينة كونتسل في كتابها «راديكالية النسوة.. كاتبات الدراما في المسرح الألماني المعاصر» كان تقديم الكتاب، متضمناً بعض الشخصيات من كاتبات الدراما، وعرض أعمالهن للمسرح، خصوصاً التي تتسم بسمات جوهرية، رافضين واقعاً قائماً، كونها مستمدة من جنسهن البيولوجي.

لماذا إذن مثل هذا المشروع في حقبة ما بعد الحركة النسوية ونظرية المساواة بين الجنسين؟ تقول المؤلفة:«عندما كنت أقدم سيمنار في الفصل الدراسي الشتوي بجامعة هامبورج، حول موضوع «مرحلة ما بعد المسرح النسوي» عرضت بعض الكاتبات الشابات في دراما المسرح أعمالهن المسرحية، اكتشفت – بعيداً عن النقد المسرحي – أنه لا توجد دراسة أكثر شمولاً حول جيل الشباب من كاتبات الدراما».

يبدو للوهلة الأولى أن كاتبات المسرح من جيل الشباب، لا يعرن اهتماماً إلى النظريات النسوية، ولا المطالب النموذجية للمرأة، وكذلك مناقشة موضوع التفرقة بين الجنسين، لقد كان ذلك أمراً مفهوماً في وقت كانت فيه الحركة النسائية، وبشكل خاص في ألمانيا، تعتبر كلمة سيئة منبوذة، ولا يمكن أن يكون الخطاب حول ذلك أمراً محتشماً، وغالباً ما يكون هناك تجاهل لإمكانية حدوث تغييرات مهمة في المسرح، وبشكل خاص فيما يتعلق بشكل النص المسرحي.

ونظراً لوجود أوجه تشابه بين المسرح النسوي ومسرح ما بعد الحداثة أو ما بعد الدراماتيكية، يتم تناول حقيقة أن كاتبة الدراما مثل «إلفريدة يلينيك» برفضها مسرح «التجسيد» تعد اليوم، بأعمالها المسرحية، أكثر حضوراً من أي وقت مضى.

ترى الكاتبة أن المعضلة في أن المرء يركز على كتاب الدراما من النساء، لجوهرية الاشتباه في المفهوم البيولوجي، ومن الممكن أن تمر الفرصة بشكل كمي خالص، وهذه تعد إيجابية بصفة عامة، بالمعنى الوارد في مفهوم التحرر والمساواة، وأيضاً تقييم «المعدل الطبيعي» من كاتبات دراما المسرح في البلدان الناطقة بالألمانية، وذلك لم يكن ممكناً وصفه بالخطوة إلى الأمام، وأن نوع الجنس يعد من التصورات التي عفا عليها الزمن، في ممارسة المسرح، فالنساء لسن في حاجة إلى الحديث عن أنفسهن، باعتبارهن نساء، لكن التعبير عن ذلك يكون من خلال أعمالهن المسرحية.

https://www.alkhaleej.ae/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …