قراءة نقدية لمسرحية “برلمان النساء ” لعواطف نعيم  – العراق

وضاء قحطان الحمداني – مجلة الفنون المسرحية 

 خلاصة المسرحية :

 المسرحية مقتبسة من حيث الفكرة عن النص اليوناني ( برلمان النساء ) ل ( اريستوفانيس ) ويلحظ

 القارئ اختلافات كثيرة عن الاصل الذي نقلت عنه المسرحية حيث اضافت المؤلفة د. عواطف نعيم

 شخصيات جديدة منها شخصية الشيف الاول والشيف الثاني كما ان اسماء النساء ودوافعهم مختلفة

 عن نص ( اريستوفانيس ) الساخر والناقد كما ان فكرة المسرحية عند د. عواطف نعيم هو انتقاد   

 البرلمان اما عند ( اريستوفانيس ) كانت فكرته هو القضاء والتوقف عن الحروب بين اثينا واسبارطة

 بينما لا نجد فكرة الحرب عند د. عواطف نعيم التي لم تشر بالمرة وهذا يحسب ل د. عواطف نعيم

 ومخيلتها الخصبة في تاليف نص مقتبس عن كاتب يوناني شهير ساخر ناقد هو ( اريستوفانيس )

 ، فجاءت الشخصيات وطابعها كما يأتي فالشيف الاول هو شخصية معتدلة اما الثاني فله روح ساخرة ، كما يتميز الشيف الاول بقدرته على قراءة الكف وترجمة لغة الاشارة .

 وشخصيتي الشيف الاول والثاني اللذان يظهران للوهلة الاولى بوصفهما شخصيتين جادتين الا انهما

 يظهران بعد فترة انهما شخصيتين مرحتين وخفيفتا الظل ويتضح فيما بعد ان العصائر التي يقدموها

 ليست عصائر وانما شراب مسكر .

 اما الشخصيات النسائية التي شكلت البرلمان فهي تملك صفات وسمات على النحو الاتي : فشخصية

 رئيسة البرلمان التي تحمل اسم كبيرة السن بينما اسم الشخصية عند ( اريستوفانيس ) ( براكساجورا)

 فالشخصية عند د. عواطف نعيم شخصية معتدلة تطلق النكات احياناً بينما عند ( اريستوفانيس ) 

 شخصية معتدلة وجادة ، وشخصية المرأة الثانية ملونة هي شخصية خفيفة الظل وفكاهية وتطلق

 النكات بخفة وسهولة ، وشخصية مبتسمة هي شخصية خفيفة الظل وفكاهية وتطلق النكات ، وشخصية

 الحامل هي شخصية كوميدية وفكاهية وتطلق النكات ، وشخصية منقبة هي الشخصية الوحيدة

 المعتدلة والجادة في المسرحية ، اما شخصية اشارة التي تتكلم بلغة الاشارة فسمتها الاعتراض

 وان لم يكن لها شيء تعترض عليه ، وشخصية فزة هي شخصية معتدلة وتطلق النكات احياناً

 من حيث تعاملها مع مشغل المولدات وتتميز دائماً بتأخرها دائماً عن الحضور عن اجتماعات

 

 

 البرلمان ، وخلاصة المسرحية ان تجتمع النسوة في قبة البرلمان بغياب أزواجهن لتشكيل الحكومة

 واكتمال النصاب الكافي لاختيار رئيسة البرلمان ونائبتيها وتحاول هؤلاء النسوة بان لايحضر

 أزواجهن الى البرلمالن وهي الخدعة التي لجأ اليها ( اريستوفانيس ) فخدعة ( اريستوفانيس )

 هو تمنع النساء من ممارسة الحياة الطبيعية مع الازواج اما عند د. عواطف نعيم فقد لجأت الى خدع    ااخرى عند النساء ؛ فشخصية منقبة تخفي الجوارب ؛ جوارب زوجها حتى لا يتمكن من حضور اجتماعات البرلمان ، اما شخصية الحامل ؛ فانها تخفي فانيلة زوجها لكي لا يتمكن من الحضور ،

 وتستمر الحوارات الناقدة والساخرة من البداية وحتى النهاية ، وفي النهاية يكتمل نصاب النائبات

 وتصبح كبيرة السن هي رئيسة البرلمان وملونة نائبة اولى ومنقبة نائبة ثانية ومبتسمة مقررة البرلمان

 ويلاحظ البحث ان المسرحية باكملها هي كوميديا سوداء سياسية من الدرجة الاولى وفيه الكثير من

 ملامح الكوميديا السوداء وعلى درجة عالية كما سياتي تأشيرها في تحليل المسرحية .

 

 تحليل المسرحية :

ا ان الحوار مكتوب باللغة العامية لكي تمس أكبر شريحة من المجتمع وتستخدم الحوارات بلغة الحياة

 اليومية الدارجة مصاغة بطريقة كوميدية وهزلية .

 نلاحظ الكوميديا السوداء وهذه الحوارات التي تدل على وجود الكوميديا وبشكل كبير فالسيدة الاولى

 والثانية مخاطبة مبتسمة السيدة الاولى : ( يعني ماكو شي منعكس غير دواخلج .

ا السيدة الثانية : يعني ماكو بوتكس .. سيليكون .. تبييض بالليزر ..)(1).

 ونلاحظ ان ملونة تقول حوار كوميدي ساخر وهي تخاطب السيدة الكبيرة ، ملونة : ( اي داده

ا الديمقراطية نخلط وياهه الشفافية ونزيد لها حرية الرأي وقليل من حرية التعبير ونوفر لها

 الدعم اللوجستي تاكلين اصابعج من وراهه داده )(2).

 وايضاً مبتسمة تحاول تقديم النكتة بخفة وهي تخاطب الشيف الثاني ، الشيف الثاني : ( انا عندي

 خبرة كبيرة في فهم لغة العيون وقراءة الطالع .

 مبتسمة : واو .. تقرا الطالع .. شلون من عيوني لو من جفي )(3) .

 

 

 ونلاحظ ان الحامل يأتي عليها الدور في تقديم النكتة وهي تعلق على اشارة الحامل : ( لج عيني

 ولا امبين عليهه . اني عبالي فقيرة وعلى كد حالهه طلعت هاي ذيب أمعط وفوكاهه نص ألسان

 ) (4) .

وفي الحوار الآتي نجد فيه كوميديا ويرد على لسان الملونة وهي تخاطب الحامل ، الملونة : (اكلج

 داده هذا ابنج مو رقم ثمانية ما شاء الله .

 الحامل : اي هذا الثامن تدرين عدد البنات أكثر من الولد وأبوهم يريد مساواة يكول أربعة بأربعة .

 الاولى : اي حتى يصير فريق ويصير تعادل )(5) .

 وايضاً الحامل مستمرة في تقديم النكتة مخاطب فزة هذه المرة ، الحامل : ( يعني ماكو مفخخة بطريقج

 ولا حزام ناسف كدام السيارة ولا محاولة اختطاف ولا ركضو وراج بكاتم صوت لو فاتح صوت )(6) . ونلاحظ الشيف الثاني هذه المرة يقدم النكتة من خلال الحوار الآتي ، الشيف الثاني : ( لو

 تخلوني أشوف طالعكم . كان عرفنه نوع البرلمان اللي جاي امبينه لو بيضة لو سوده مصخمة)(6).

 وهنا يأتي دور الملونة في تقديم النكتة وهي مخاطبة السيدة الكبيرة ، السيدة الكبيرة : ( أحنه ناس

 نحترم الديمقراطية والصوت الحر .

 الملونة : والدهن الحر ما اله حوبة وياكم !!)(7) .

 وهنا يأتي الدور على الحامل وتستمر في تقديم النكتة وهي مخاطبة المبتسمة ، الحامل : ( أحنه

لو ندور الدنيا بالطول وبالعرض ما راح نلكه ولا راح أنشوف بمستوى السيدة الكبيرة مقاماً وعدلاً

 وبعد نظر ليزري وجهاز سونار لحفظ الامن .)(8).

 ونلاحظ ايضاً الدور يأتي على السيدة الكبيرة في تقديم النكتة وذلك من خلال الحوار الآتي وهي

 مخاطبة الجميع ، السيدة الكبيرة : ( لج هي الديمقراطية شلونا تصير حمرة خضرة كلمن يريد يرشح 

 خلي يرشح .. ولكم احننه الاسسنه الديمو وأحنه النلعب بيه .)(9) .

 وهنا يأتي الدور على المنقبة في تقديم النكتة وهي مخاطبة الحامل ، المنقبة : ( أمعودين عوفوهه

 الهي أم نص ألسان . اللي صوتهم عالي ساكتين وهذي اللي ما ألهه صوت تريد أتغير رأينه..

 عيوني أريد شربت لاخ .(10).

 

 ونلاحظ ان السيدة الكبيرة مستمرة في تقديم النكتة وهي مخاطبة الجميع ، السيدة الكبيرة : ( واذا

 كلنه اجتمعنه منو راح يشوف الاجتماع . لا صوت ولا صورة شنو اللي يبقى ! لج احنه راح نملي

 الشاشات ونطلع من كل الزوايا وحتى بالمركه راح نطلع ألهم !)(11).

 ونلاحظ ان المرأة الثانية ايضاَ تقدم النكتة من خلال الحوار الآتي وهي مخاطبة الجميع ، المرأة

ا الثانية : ( قرار .. قرر البرلمان بالاجماع اختيار السيدة الكبيرة رئيسة للبرلمان وسوف تعقد

 الجلسة  الاولى الآن ودك يابه دك .)(12).

 وفي النهاية تختتم شخصية الحامل حواراتها الكوميدية بهذا الحوار وهي مخاطبة الشيف ،الحامل:

 ( عيوني شيوفي .. مشاكلنه راح تنحل نحن أولا ثم الآخرين .)(13).

 وأشر البحث من خلال ما ذكرته من حوارات تحمل معاني الكوميديا السوداء الساخرة (21)

 حواراً كوميدياً ساخراً اضافة الى موقفي سرقة الجوارب من قبل المنقبة وسرقة فانيلة الزوج

 من قبل الفكاهية الاولى الحامل .

 وبهذا العدد من الحوارات الكوميدية نستخلص بأن هذه المسرحية كوميديا سوداء كتبت بلهجة

 عامية مع بعض الحوارات التي صيغت بالفصحى ، ويبدو ان هناك معطىً آخر غير الكوميديا

 وهو ان بعض الشخصيات في حواراتها تحاول كشف الحقيقة وأن تمس صلب الواقع ، فالملونة

 تحكي قصة معاناتها مع النائبة فزة وتأخرها دائماً عن مواعيد الاجتماعات وذلك يظهر من خلال

 الحوار الآتي ، الملونة : ( عيوني خابرت عليهن .ليش ما يعرفن عدنه اجتماع .. شنو يومية يتأجل

 كل وحدة خلت رجلهه بالبيت وحلت محلة بالبرلمان حتى تمشي الامور مثل ما نريد . اليوم عدنه

 اجتماع . ورانه اشغال عيوني ورانه حسبت اهوايه لازم انفض الاجتماع بكعده وحده . وعدنه كومة     اقونين أناقشهه .)(14).

 وايضاً نلاحظ المنقبة تخاطب الملونة وتذكر وتكشف بعض الحقائق وذلك من خلال الحوار الآتي،

 المنقبة ( ستي المبجلة . كلنه بدينه من الصفر وأبو البيت مقاول لافهه لف بده ويه تصليح الطباخات

 وصعد من المقاولات من المجاري وصولاً الى المجمعات السكنية ووصولاً الى كبة البرلمان يعني

 من الصفر .)(15).

 

 والشخصيات متخيلة وليست نمطية وهي تعد عبارة عن رموز وأفكار أرادت المؤلفة أن توصلها

 الكاتبة للمتلقي .

ا  الهوامش :

(1)            عواطف نعيم ، مسرحية : برلمان النساء ، مسرحية غير منشورة ، 2014، ص5.

(2)            المصدر نفسه ، ص 14.

(3)            المصدر نفسه ، ص15.

(4)            المصدر نفسه ، ص 17.

(5)            المصدر نفسه ، ص 19.

(6)            المصدر نفسه ، ص 22.

(7)            المصدر نفسه ، ص22.

(8)            المصدر نفسه ، ص25.

(9)            المصدر نفسه ، ص25.

(10)      المصدر نفسه ، ص26.

(11)      المصدر نفسه ، ص27

(12)      المصدر نفسه، ص28.

(13)      المصدر نفسه ،ص29.

(14)      المصدر نفسه ، ص10.

(15)      المصدر نفسه ، ص11.

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *