قاسم محمد.. عطاء متواصل وتجربة ثرية من الواقعية الخيالية إلى مسرح الفرجة

في اواخر الستينات من القرن الماضي وعند انتقالنا للدراسة في الصف الثاني من اكاديمية الفنون الجميلة- جامعة بغداد قسم المسرح، تضمن المنهج الدراسي درساً جديداً يحمل اسم (الرياضة المسرحية).

وقد انيط تدريس هذا الدرس بشاب يتوهج نشاطاً وحيوية الا هو الفنان المبدع قاسم محمد العائد من موسكو عام 1968 بعد تخرجه في معهد كيتس المسرحي وبدبلوم عال في الاخراج المسرحي وليأخذ مكانه ضمن الاسرة التدريسية في معهد الفنون الجميلة وكمدرس للتمثيل والاخراج.

ولينشط في اطار فرقة المسرح الفني الحديث، وليلفت الانظار اليه وهو يؤدي دور تموز في مسرحية (تموز يقرع الناقوس) لعادل كاظم واخراج الفنان الرائد سامي عبد الحميد، وهو ما اعاد الى الاذهان وسط محبيه ومعارفه وزملائه، ما قدمه يوم كان طالباً في معهد الفنون الجميلة عندما تألق في اداء دور (ياكو)

في مسرحية (عطيل) لشكسبير يوم اخرجها الفنان الرائد الراحل جاسم العبودي وفي النصف الاول من ستينات القرن الماضي.

صرنا كطلبة نلتقيه محاضرة مرة في الاسبوع، يبهرنا باحاديثه المفعمة بجمال المسرح وسحره واهمية اللياقة البدنية للمثل والمهارات التي يتمتع بها ليحظى باستحسان واعجاب المشاهد. وله يعود الفضل في تعليمنا المبارزة، ها هو يمسك السيف امامنا ويلوح به كأنه يقارع خصماً، يعلمنا كيف نمسك المقبض، نتقدم خطوة الى الامام ونعود الى الوراء خطوة وهكذا دواليك ومثل هذه التمرينات كانت تجري في ساحة الاكاديمية.

واقعية خيالية

في ثنايا الدرس نستمع منه الى الكثير ومنها ماله علاقة بايام دراسته في موسكو.. ها هو يبدي اعجابه باستاذة يروي ستادفسكي الذي بدا متمرداً على نهج ستانسلا فسكي ويشاطره في ذلك فاختنكوف من خلال التركيز على الواقعية الخالية والترويج لها.

وثمة استاذه لم اعد اتذكر اسمها، طلبت من الطلبة الاجانب ممن يدرسون في معهد موسكو ان يقدموا مشاهد مرتجلة، كل طالب او طالبة يقدم مشهداً قصيراً يجسد التراث القومي ويحمل بصمة البلد الذي جاء منه، ويساعده في ذلك وفي التنفيذ بقية الطلبة.

زميلته من الاكوادور تطلب منه ان يؤدي دور احد الرجال الهنود وعلى مقربة منه جثة هندي ميت لم ترسم له المخرجة دوره ولم تبد له اية ملاحظات تحفزه للمشاركة الحيوية في اطار المشهد لكنه حينما يتقمص دوره الصامت، يسعى لخلق علاقة مع الميت، يحاور نفسه ويبدي من التساؤلات والتأملات والحزن واللوعة الكثير الامر الذي يلفت انتباه استاذته، فتتابع وباهتمام الدور الذي يلعبه ومن خلال الاقناع الذي برع به.

وقد اشادت الاستاذة بما قدمه بعد انتهاء المشهد المسرحي والشغل المسرحي الذي ابتكره وهذا ما كان يدعوه ليحفز الممثل المسرحي حينما يعتلي الخشبة، عليه أن يكون حيوياً واخاذا، يمد الجسور الى المشاهد ويستحوذ على اهتمامه وبالتالي يظل مشدوداً الى الممثل.

وبعبارة اخرى الا يكون الممثل جثة هامدة على المسرح او مومياء بل لابد من خيوط ذهبية يرسلها الى المتلقي فتأسره وتسحره ومرة في نادي اكاديمية الفنون الجميلة وقد تحلق حوله عدد من الطلبة والحديث يدور عن سحر الممثل وقدرته على التأثير على المشاهد، سأله الطالب الفنان الراحل طارق كرم عن بداياته، فراح يروي للحضور كيف كان والده حكواتياً بارعاً، وفي ليالي الشتاء يضم مجلسه العشرات من الرجال ممن ينصتون بخشوع الى حكاياته المشوقة وقصصه المؤثرة المستلة من الاساطير الغريبة الكل مشدود لما يروي ويحكي مما فيهم هو وفي عمر لا يتعدى عمر الورود ولعل تلك الحكايات وبطابعها التشويقي والساحر كانت بمثابة البذرة التي تفتحت فيما بعد ليأخذ طريقه الى معهد الفنون الجميلة وليمارس التمثيل والاخراج والتأليف مستفيداً من خبرة الاب في عرض الحكايات وتأليف ما يمكن تأليفه.

في هذه الجلسة حدثنا عن جدته لامه وهي تقص عليه وعلى اترابه من الحكايات المشفوعة والمقرونة بابيات من الشعر ولها دلالاتها في نبش المواجع.

في هذه الجلسة الحميمة نتعرف ايضاً انه من اصول كردية فوالده قد جاء من اربيل الى بغداد بحثاً عن العمل، ولما وجد ضالته المنشودة اقام فيها واستقر.

عام 1968 يخرج مسرحية (الرجل الذي صار كلباً) للكاتب الارجنتيني ازفالدو دراكون ولصالح فرقة المسرح الفني الحديث.

والمسرحية بمثابة صرخة احتجاج بوجه العام الرأسمالي والاستهلاكي الذي تجعل من الانسان كلباً وبسبب الحاجة.

وهو ما يعكس النظرة الدونية للانسان ولانحطاط المجتمع الرأسمالي، كل ذلك وبأسلوب اخراجي معبر ومؤثر.

ينتقل بعدها الى اعداد مسرحية (حكاية صديقنا بابخيتو (لازفالدو دراكون ويخرجها الفنان المبدع روميو يوسف ولصالح فرقة المسرح الفني الحديث.

وربما في هذه الفترة بالذات عرّق مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) للكاتب السوري سعد الله ونوس والتي اصبحت بعد التعريق (اولاية وبعير) والتي قدمتها فرقة الفني الحديث ضمن موسمها المسرحي لعام 1970- 1971.

لقد برز حقا وحلق عالياً  في اعداده لرواية (النخلة والجيران) للروائي المبدع الراحل غائب طعمة فرمان، بعد نقاشات ولقاءات مع الكاتب في موسكو وحيث كان يقيم هناك منذ امد بعيد، ولم يأت اخراجه لها وبنفس الاسم وكمسرحية اقل شأناً او صدى او براعة، ولا ننسى هنا ايضاً تلك الكوكبة الرائعة من الممثلين والممثلات من اعضاء فرقة المسرح الفني الحديث وممن اعطوها ألقاً وجمالاً، ولنا ان نذكر منهم الفنان الكبير يوسف العاني والفنان الرائد سامي عبد الحميد والفنان الراحل المبدع خليل شوقي والفنانة الرائدة الراحلة زينب والفنانة القديرة ناهدة الرماح والفنانة القديرة ازادوهي صموئيل والفنان المعطاء فاضل خليل وزميله د. فاضل السوداني والفنان المبدع صلاح القصب والفنان الراحل فاروق فياض والفنانة سليمة خضير والفنانة الراحلة زكية خليفة والفنان الراحل عبد الجبار عباس والفنان مقداد عبد الرضا والفنان اسماعيل خليل والفنان حكمت داود، وربما غابت بعض الاسماء عن الذاكرة.

فعذراً لهم.

لقد اجادوا ايما اجاده في تجسيد الادوار التي انيطت لهم وكانوا جديرين بالاعجاب والتقدير والاطراء والثناء ولا غرو ان شكلت المسرحية انعطافه مهمة في تاريخ المسرح العراقي، وقد استمر عرضها لثلاثة اشهر مقابل تدفق الجمهور المسرحي لمشاهدتها، سواء من العاصمة بغداد او المحافظات ممن كانوا يتجشمون عناء السفر يومي الخميس او الجمعة من كل اسبوع لمشاهدة العرض المسرحي.

لقد ارتبط هذا الانجاز الكبير والى حد ما، بما بذله الفنان الراحل قاسم محمد من دور حيوي وفاعل على صعيد الاعداد والأخراج وبما يعزز من مكانة المسرح العراقي محلياً ويأخذ بيده الى مديات ابهى وارقى.. وهي التي شكلت علامة مضيئة في سماء المسرح العراقي. اعقب ذلك وايماناً منه باهمية مسرح الاطفال ولابد من نقلة نوعية تهزه وترفده، فكتب واخرج في مطلع السبعينات من القرن الماضي، مسرحيتي (طير السعد) و (الصبي الخشبي) ولصالح الفرق القومية للتمثيل.

وكان حصادهما من النجاح كبيراً لما حملته من قيم ايجابية وتربوية وبرؤية اخراجية جمالية فيها من الاثارة والتشويق الكثير لاطفالنا الاعزاز، ولهذا كان اقبال الاطفال عليها ملحوظاً، واغلب الظن انه تم التنسيق مع ادارات المدارس الابتدائية لهذا الغرض ولديمومة العروض المسرحية.

وقد تناولت الصحافة المحلية ايضاً الاثر الايجابي لهذه العروض ودورها في انعاش المسرح العراقي.ولدي القناعة، بأن مثل هذه النجاحات ما كانت تتحقق لو لا القاعدة المعرفية امتلكها في صباه وشبابه ويوم واصل اكمال تعليمه العالي في موسكو، فهو يقرأ بنهم ويطالع بشغف كل ما يقع تحت يديه ويبحث عما هو جديد ومفيد واصيل ورفيع، الامر الذي صار هاجسه وفي كل عمل ينوي تقديمه ان يحمل وينطوي على ماهو حديث ومبتكر، وهذا ايضاً ليس بمعزل عن نشأته نشأه يسارية وطموحه في ان يكون مؤثراً في وسطه الاجتماعي ومن خلال انحيازه لعوالم الفقراء والمعدمين والمهمشين والثوار هاهو يغوص الى اعماق التراث والتاريخ ويستحضر من الشخوص والاشعار والمطارحات والامثال والحكم والطرائف واللطائف الكثير وبما يلقى الضوء على جبهتين متصارعتين في سوق بغدادي يعج بالتناقضات والتعارضات، هم اناس السوق على اختلاف تبايناتهم، منهم من استبد به الجوع وعانى من الفقر والعوز وعسر الحالي، ومنهم الاثرياء ومن انعدمت ضمائرهم من السراق واللصوص والتجار والحيتان.

في هذا السوق تتعال الاصوات والصيحات والصرخات والاهات والالتماعات لتكشف لنا عن نص جميل يحمل عنوان (بغداد الازل بين الجد والهزل).

دعونا نطالع مايرد على لسان الحكواتي (ابن المعازلي) في هذه المسرحية وكاستهلال لما سيدور ويجري ويتلاطم وبجمالية ومهارة عالية.

الحكواتي: يا اخابر الداخئر

وبشائر العشائر

عموا مساءً.. وانعموا اصطحابا

يا سامعي الاكرام الاجل

حكاية بغداد الازل.. بين الجد والهزل

حكاية لا تمل

اذ كتب في الكتب العداد.. البعاد

من يقول:

يا سادتي الامجاد

فيما انا ببغداد.. واذ بخلق كثير

وزمن مثير

وحال عسير

فقد انتشر الصعاليك والتجار

والطفيليون والبخلاء

واللصوص والفجار

والشحاذون والفقراء

في بغداد الازل كان الى جانب الفقر والعوز والحاجة والضعفاء والشحاذة كان ازهر الترف ويسرت البيوت في قصور الامراء والوزراء والتجار والاثرياء وقبل هذا الوقت يرسم سيناريو العرض المسرحي المعنون (انا ضمير المتكلم) والتي قدمت ضمن الموسم المسرحي 1971 -1972 ولصالح فرقة المسرح الفني الحديث والتي قال عنها المؤلف:

(كان اختيارنا لشعر المقاومة بما فيه من صدق ووعي وفنية عالية.. ومحاولة توليفها مع كاتبين تقدميين كبيرين برشت وبيتر فايس ومسرحة هذا المزيج الفني – هو جوهر التجربة المسرحية الجديدة المهمة في نظرنا.. فنحن لم نكتف بطرح القضية طرحا تقليديا بقدر اهتمامنا بجدية الطرح والجدة فيه، مع ملاءمته بأداء الممثلين أسلوب الإخراج والديكور وكل مقومات العرض المسرحي) وهذه المسرحية – التوليفة الشعرية – تمت المشاركة بها في احدى المهرجانات المسرحية في الجزائر وكانت مبعث تقدير واستحسان. وثمة توليفة شعرية أخرى اعدها وكانت بعنوان (5 حزيران فعل ماضي ناقص) وقدمت بمناسبة يوم المسرح العالمي عام 1970 ولصالح فرقة المسرح الفني. يخوض تجربة مشتركة في الإخراج مع الأستاذ سامي عبد الحميد لمسرحية (الخرابة) للفنان يوسف العاني امد الله بعمره، وتقدم من على قاعة مسرح الخلد ببغداد في الثاني عشر من نيسان عام 1970. وقد جرى الاستهلال للعرض بإقامة معرض للصور الفوتغرافية والوثائفية التي تعري وتدين انتهاكات حقوق الانسان في كل مكان.. وقد شارك في التمثيل اغلب أعضاء فرقة المسرح الفني الحديث بما فيهم كل من المخرجين سامي عبد الحميد وقاسم محمد، حيث مثل الأول شخصية كلكامش والثاني شخصية (الواحد) وكان بديله (دبل كاست) روميو يوسف والمسرحية تجاوزت المألوف في العروض الشعبية وانطوت على ما هو مبتكر وحداثوي، يلامس قضايا الانسان المعاصر وهموم المجتمع. ولا اظن ان مثل هذه التجربة الجديدة قد تكررت فيما بعد في مسار المسرح العراقي.. أي تجربة الإخراج المشترك واذا لم ينشغل برسم سيناريو العرض المسرحي اعدادا او تأليفا، تراه يمثل مثلما رأيناه في (البيك والسائق) حينما مثل دور (ماتي) – التابع – او تراه يترجم عن الروسية ماله علاقة بالمسرح او يكتب وينظر للمسرح، متطرقا الى إشكاليات المسرح العراقي وسبل النهوض بهذا المسرح مستفيدا من مشاهداته وقراءاته وتجارب المسرح العالمي. عام 1971 يعود من جديد ليخرج مسرحية (الشريف) ليوسف العاني ولترتقي الى مستوى الاعمال التي لن تغيب عن الذاكرة. ومن يد يعد ويخرج مسرحية (نفوس) عن مسرحية (البرجوازي الصغير) لمكسيم غوركي. وقد سبق وان نشرت عنها متابعة مسرحية في مجلة (الثقافة) التي كان يصدرها الاديب صلاح خالص في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي يوم كان يشرف على الملف الثقافي القاص والاديب والناقد حسب الله يحيى تقدم المسرحية فرقة المسرح الفني الحديث. وفي اطار الفرق القومية للتمثيل يخرج العديد من المسرحيات ونذكر منها:

– الاملاء تأليف جوهر مراد – كاتب إيراني

– طائر الحب

– شيرين وفرهاد تأليف الكاتب التركي ناظم حكمت

– الاغنية الأخيرة تأليف أنطوان تشيخوف

وفي اطار معهد الفنون الجميلة تخرج مسرحية (مغامرة رأس المملوك جابر) للكاتب العربي سعد الله ونوس. وكان ذلك في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي.

وتتوالى نتاجاته المسرحية اعدادا وتأليفا ولنا ان نذكر منها:

– كان ياما كان عام 1974

– شخوص واحداث من مجالس التراث عام 1976

– طال حزني وسروري في مقامات الحريري

– بين المالك والمملوك ضاع التارك والمتروك

– رسالة الطير

– نفط.. نفط

– الخريف وقد اخرجها الفنان محسن العزاوي

– انها أمريكا مثلت عام 1983

– الملحمة الشعبية عام 1983

– حكاية العطش والأرض والناس مثلت عام 1983

– مكاشفات

– وادي المسك

في اخر مرة التقيته في مدخل مسرح بغداد في النصف الأول من كانون الثاني عام 1979? أبديت اعجابي بالجهد الذي بذله هو والفنان سامي عبد الحميد اثناء تمثيلهما في مسرحية (الصحون الطائرة) والتي اخرجها شيخ المخرجين الفنان الراحل إبراهيم جلال ولصالح فرقة المسرح الفني الحديث.

قال معلقا: حينما تعشق الدور الذي تمثله فمن البديهي انك ستحلق عاليا في أدائه وأعاد على مسامعي المقولة المأثورة لشكسبير:

الممثلون روح العصر وخلاصة التاريخ بدا قلقا مما تؤول اليه الأوضاع في العراق، لكنه لم يسترسل كثيرا في الحديث. خلال وجودي في سوريا في التسعينات من القرن الماضي، علمت انه تلقى دعوة من مسرح الشارقة في دولة الامارات المتحدة للعمل هناك وكان ان لبى الدعوة.. وكعادته لم يدخر جهدا الا للنهوض بالمسرح والحياة المسرحية هناك وعلى مدى عقد من الزمان وما يتجاوز بقليل.ومن هنا لم يكن غريباً ان يتم اختياره وفي عام 2008  كأبرز شخصية ثقافية من قبل الدائرة الثقافية في عجمان عرفانا بما قدمه من انجازات وعطاءات وابداعات في السادس من نيسان عام 2009 وقبيل انتصاف الليل بقليل، توقف قلبه عن الخفقان وبعد معاناة طويلة اثر مرض عضال، تاركاً في نفوس محبيه ومعارفه وتلامذته الحزن والاسى واللوعة والآلم.

مسدلاً الستار على مشواري فني يمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان ويحفل بالكثير من التأملات والتساؤلات والانجازات والعطاءات والابداعات المغموسة بوجع الارض واهليها ممن عاشوا القهر والاستبداد والاستبعاد ودفعول الثمن باهظاً في اتون الحروب الرهيبة والسياسات الرعناء التي عصفت بكل ماهو حضاري وجميل. لن نقول وداعاً.. ايها المعلم الاصيل.

 

صباح المندلاوي

http://www.azzaman.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *