في اليوم الثاني من مهرجان البحرين الوطني للمسرح ندوة مائوية المسرح البحريني ومسرحية “عود ثقاب” تشعلان المهرجان حيوية و حماسة.

 

 

في اليوم الثاني من مهرجان البحرين الوطني للمسرح

ندوة مائوية المسرح البحريني ومسرحية “عود ثقاب” تشعلان المهرجان حيوية و حماسة.

إعلام الهيئة العربية للمسرح

بانوراما المسرح البحريني في مائة عام

شهدت رحاب مركز الفنون ابتداء من الساعة السادسة ونصف من يوم الأربعاء 10 أبريل الندوة الأولى لفعاليات المنتدى الفكري (بانوراما المسرح البحريني في مائة عام) التي أدارتها الأستاذة منصورة الجمري بمساهمة الفنان عبد الله يوسف الذي تناول البعد التاريخي للمسرح البحريني في المائة عام الماضية والدكتور محمد حميد السلمان الذي تدخل في محور الأندية بوابة تأسيس الفرق الأهلية المسرحية لاحقا والكاتب حبيب حيدر الذي تحدث عن ظاهرة المسرح التربوي البحريني منذ بداية التعليم سنة 1919.

وقد ركز الفنان عبد الله يوسف في مداخلته على ما جاء في كتاب “المختصر المفيد في المسرح العربي الجديد – المسرح في البحرين” الذي نشرته الهيئة العربية للمسرح سنة 2009. وهو الكتاب الذي وثق بشكل مكثف للتجربة المسرحية في البحرين منذ اول عرض عام 1925 من خلال تمثيلية (القاضي بأمر الله” وصولا إلى العام 2008 الذي قدم فيه مسرح الريف مسرحية (الكرسي) ومسرح البيادر مسرحية (وين الوطن).

كما تطرق المتدخل لكتاب الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد تحت عنوان (المسرح البحريني – التجربة والأفق) الذي تعرض فيه بالتحليل للمسرح البحريني من 1925 إلى 1975.

كما اعتمد أيضا على كتاب (المسرح التاريخي في البحرين) للمؤرخ البحريني الأستاذ المرحوم مبارك الخاطر الذي يعتبر المؤرخ الأول للتجربة المسرحية في البحرين والذي عاصر حيزا زمنيا من بواكير نشأتها. وقد كان تركيز الأستاذ عبد الله يوسف كبيرا على ريادية الفنان  قاسم يوسف نظرا لمزجه بين الفن التشكيلي وإنجاز المناظر والديكورات المسرحية والتي أثرت في تجربة المتحدث السينوغرافية.

أما المتحدث الثاني الدكتور محمد حميد السلمان فاعتبر أن نشاة الفرق الأهلية المسرحية ما بعد الأربعينات إلى اليوم مرتبطة بالمسرح المدرسي وبرواده الأوائل، فلولا المسرح المدرسي – حسب رأيه – لما عرفت البحرين المسرح وقد كانت ورقته عبارة عن توثيق مدقق لمسار المسرح البحريني من المدرسة إلى الأندية ثم إلى الفرق الأهلية.

أما المداخلة الثالثة فقد ركزت بالأساس على المسرح المدرسي بالبحرين الذي لعب دورا كبيرا في زرع البذور الأولى للمسرح في البحرين وبالتالي فعلى المسرح البحريني أن يرد الجميل للمسرح المدرسي من خلال توثيقه وتجذيره في الحياة المدرسية.

عود ثقاب لمسرح البيادر 

ضمن مهرجان البحرين المسرحي المنظم من قبل الهيئة العربية للمسرح، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، وبالتعاون مع اتحاد جمعيات المسارح الأهلية البحرينية. قدّم مسرح البيادر مسرحية” عود ثقاب”، يوم أمس الأربعاء الموافق 10 أبريل 2019، وذلك في الصالة الثقافية بالمنامة. والعمل من تأليف جمال الصقر، واخراج عبد الرحمن صابر الحميدي، وتمثيل فيصل الخلاصي، وفاطمة العلي. ويأتي العمل كثاني عروض مهرجان البحرين المسرحي المقام حاليا ضمن المبادرة العربية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتهدف لتنظيم مهرجانات مسرحية وطنية في الدول العربية التي لا مهرجانات مسرحية محلية فيها.

عكس العرض للمتفرج  خلجات انسانية عميقة مشتعلة، تتسع لضروب مختلفة من الصراعات التي  تنطوي على الحب والكراهية، والحنين والانكار. فنرى  جابر وزوجته مريم يوقدا عاطفة الحب ويسيرا في دربه بخطى تنز وجدا، لكن قلب الأخيرة سرعان ما يقع في قبضة نبض آخر منتم لصديق زوجها. فيهدم ما كان بالأمس عشقا مقدسا لا تشوبه شائبة، على يد خائن يدخل بيت الزوجين باسم رابطة صداقة مزيفة. ووحده أنين الأم المشلولة من أطلق احتجاجا يكتنفه الغضب والألم على فعل الخيانة بحق ابنها جابر التائه في عتمة ثقة عمياء بثنائي الخطئية.

من جانبه، قال مخرج العمل عبد الرحمن صابر الحميدي، أن” الميزة في هذا العمل هي الانسانية في الشخص نفسه،  وكيفية معايشته للتحدي والصراعات الذاتية مع الأم وطليقته، وكيفية  تغلبه عليها”.

ووصف الحميدي شخصية جابر بـ “المركبة التي تغوص فيها عدة حالات داخلية تعكس صراعا مع الذات، والأم، والطليقة التي لا يزال جابر رغم خيانتها له يبادلها الحب من طرف واحد، فشخصيته جد صعبة بحكم إنه شخص أعمى وكبير في السن، ويرعى أمه في ذات الوقت”.

فيما أشار المشرف العام للعمل، عبدالله الدرزي بقوله “ما ميز المسرحية هو تناولها  لقضية انسانية قبل أن تكون اجتماعية، تتناول بدورها علاقة الابن جابر بوالدته حتى بعد كبر السن، وأهمية رعايتها والعطف عليها، بالإضافة لشوقه المتعاظم إلى طليقته وإبنته التي فقدها منذ وقت ولادتها، فجابر الذي نراه في كل مجتمع يظهر في صراع دائم مع الأم التي كانت بدورها في صراع مع طليقته مريم، وفي النهاية قام جابر الأعمى عمى بصيرة لا بصر، بالتفريط بأحبته وفقد الحياة بشكل مختصر، إذا  عملنا يمس المجتمع وأفراده كبارا كانوا أو صغارا”.

مما يجدر ذكره أن  العروض المسرحية تستمر لغاية 15 أبريل 2019، في جو تنافسي يشهده أول مهرجان مسرحي محلي في البحرين.

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر