في المسرح وجمالياته / د. عقيل مهدي

 

( الرهان الإخراجي )

يراهن بعض المخرجين على طبيعة العرض الفنية والأدائية المتكاملة وعلى تنوع شرائح الجمهور وفئاته المختلفة :

مثلاً :- مخاطبة المتفرج طفلاً كان ، شاباً أو شيخاً، أمرأة أو رجلاً أذ تمتد مروحة العرض لتغطي مسافة ممتدة من رياض الأطفال وحتى المدرسة والجامعة والمجتمع العام لأنها كلها روافد تغني عالم المسرح وتتكفل بتحقيق ديمومته وتجتذبه مبتعدة عما ينفر منه المتفرج أو يخدش الخلق السويّ للجمهور العام .

ويتحصل التقويم على سلامة معاييره وصلاحياتها بإعطاء ( حكم ) جاد عن العرض حتى إن اقتضى رصد وقياس عدد المتفرجين وتفاوت عددهم بين الكثرة أو النقصان ، ومعرفة الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت بحيادية تامة قدر المستطاع عند تطبيق (الوسائل ) المنهجية ، وتقدير أثرها الحقيقي .. ومن خصائص التقويم الإخراجي هو مدى التزام المخرجين بخططهم الإخراجية وبمرونة خلاقة متفاعلة مع ظروف العرض الفنية، والجماهيرية.

(مهارات المخرج)

ينبغي أن يتحلى المخرج بمهارات إبداعية وتحصيل وتمرس في الحقل المسرحي وإطلاعه على طبيعة اتجاهات الجمهور وما يتمثل به من قيم وطرق تفكير فيما يخص طبيعة النصوص والعروض التي جرى تقديمها في مواسم مسرحية سابقة . ومن المفضل أن يحتوي التقويم الخاص بالنشاط المسرحي على طبيعة ( الأهداف ) المتوخاة من هذه العروض ومحتوياتها أو مضامينها وموضوعاتها وبالأخص طبيعة المعالجة الإخراجية التي تخص أسلوبية شكلها الفني ببعده التصميمي وتفرده الإبداعي وعلاقة العناصر الفنية المشتركة في تجانسها وهارمونيتها المتكاملة ، ومما يشكل أهمية ( داخلية ) خاصة بالتقويم الجاد ، فتح الحوار الصريح بين المؤلف والمخرج والممثل والتقني والناقد مع نخبة ممثلة للجمهور لمناقشة قضايا المسرح الراهنة والمقترحات الخاصة بتطوير الظاهرة المسرحية .

(مشكلات منهجية )

إن الحرص على (منهجية ) التقويم بغرض حل مشكلات العرض الفنية الداخلية او أبعادها التشويقية الخارجية للتعامل مع الجمهور هي التي تمكّن المخرج من وضع الحلول التي تتناسب وطبيعة ( المشكلات) الإخراجية وفي حرصه على توفر :-

الصدق والثبات والموضوعية ، سواء عند نجاح العرض ، او عند اخفاقه في تحقيق (الأهداف ) التي أراد تحقيقها . فالصدق قادر على قياس ما أراد قياسه والثبات يظهر في الاختبار المنسجم مع نفسه لقياس الجديد في الظاهرة المسرحية .. وتتجسد الموضوعية في الابتعاد عن الأهواء والميول الفردية أو الانحياز الذاتي لأن المهم هو النتائج المتحققة فعلاّ على أرض الواقع المسرحي! .

( أهداف العرض )

يمكن أن يكون للعرض المسرحي هدف رئيس وأهداف أخرى فرعية متنوعة . وكذلك بالإمكان قياس البعد الثقافي والفني والمعرفي ( للمخرج ) أو ( الممثل ) أو ( التقني ) وحتى (الناقد ) المسرحي و( المتفرج ) الذكي ، وكذلك الاهتمام بالنمو الجسمي ، والانفعالي والاجتماعي سواء ( للطفل ) أو للجمهور الذي يصطحب الطفل ( من عائلته ) لحضور العروض واستبيان مواقف أطفالهم واتجاهاتهم من (المسرح )وأنواعه المفضلة لديهم . ومن الجدير بالذكر إن نتائج التقويم وجدت ، بهدف استخدامها وتوظيفها في ترصين العروض واستدامتها وليس لمجرد ( المسح الميداني ) الشكلي والذي يركن في ملفات و أدراج مقفلة!

——————————————————-

المصدر : المدى – مجلة الفنون المسرحية 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش