في الذكرى الثامنة لرحيلهِ.. قاسم مطرود المسرحي العضوي الذي فقدناه – د.بشار عليوي #العراق

مطرود
المسرحي العراقي الراحل قاسم مطرود

في الذكرى الثامنة لرحيلهِ.. قاسم مطرود المسرحي العضوي الذي فقدناه – د.بشار عليوي #العراق

تمرُ اليوم الذكرى الثامنة لرحيل واحد من أبرز كُتاب المسرح العراقي المُعاصر ، مؤسس ومدير موقع”مسرحيون”الكاتب والناقد المسرحي العراقي الراحل( قاسم مطرود ) الذي رحل عنا في مثل هذ اليوم الجمعة 7/9/2012 بعد صراع طويل مع المرض .. رحل بعيداً عن وطنهِ العراق الذي أحبهُ ولم ينساه .

قليلون جداً، أُولئك القادرون على صُنع الحياة وتدجيجها بكُل ما هو معرفي وإنساني كقاسم مطرود , فمُنذٌ بواكيرهِ الأُولى ومرجلهُ المعرفي المتوافر على خزين هائل من الكم النوعي الإنساني أولاً والمعرفي ثانياً , يضخ لنا مُدركات ومفاهيم جديدة تثقيفية في عالم المسرح , فقد كان ناقداً مسرحياً يُشار لهُ بالبنان فضلاً عن كونهِ يُعد من أبرز كُتاب المسرح العراقي المُعاصر وممن كان لهم فضل كبير في نشر الثقافة المسرحية العراقية والعربية من خلال تأسيسه وإدارتهِ لموقع ( مسرحيون ) هذا الموقع الذي عرفَ الآخر بمسرحنا العراقي وبنتاجات مُبدعيهِ , ولن أنسى كلمات قاسم خلال الإحتفاء بهِ والذي أُقيم في مبنى المسرح الوطني حينما قال لنا ( إن كُنت حريصون على تعريف الآخر بكم , فعليكم بـ” مسرحيون ” ).

وبالفعل فإن ما يُنشر في واحة لجميع المسرحيين كما أسماها الراحل من أخبار ومُتابعات ونصوص مسرحية تجد لها صدى واسع في أوساط المسرحيين العرب وغيرهم بالإضافة الى توفير مساحة مجانية تتصف بالحُرية فيما يُنشر فيها , للمسرحيين العراقيين , فكم من نص مسرحي كانت ( مسرحيون ) السبب في تبنيهِ من قبل المسرحيين في البُلدان الأُخرى ويُقدموهُ على خشبة المسرح , ونحنُ نعي تماماً حجم الجهد المبذول مادياً ومعنوياً والتفرغ التام لإدارة موقع مسرحي ألكتروني بهذا الحجم والسعة حينما نعلم أن ( قاسم ) كان يتحمل هذهِ المسؤولية يُغلفها حُبهِ الصميمي لبلدهِ ولزملائهِ المسرحيين العراقيين يدفعهُ الإيثار الذي كان يتحلى بهِ، لذا كان قاسم مسرحياً ( عضوياً ) ساهم مُساهمة فاعلة ومؤثرة في مسيرة المسرح العراقي المُعاصر، ناقداً وكاتباً ومُخرجاً مسرحياً رُغمَ أنهُ كان في غُربتهِ التي تكفلت عاصمة الضباب بها لسنوات طويلة . وحتى في سنوات المحنة التي تعرض لها , سنوات المرض وصراعهُ معهُ وحتى ساعاتهِ الأخيرة، آثرَ قاسم إلا أن يبقى مؤثراً في المشهد.

وإذ نتصفح سيرتهِ في الحياة والمسرح الذي أحبهُ نجد أنهُ من مواليد بغداد 1961. ودخل عام 1979 معهد الفنون الجميلة / بغداد قسم الفنون المسرحية فرع الإخراج. ثمَ التحق بكلية الفنون الجميلة عام 1994 جامعة بغداد وتخرج منها عام 1998 وفي عام 1995 منح شهادة تقديرية لمشاركته في مهرجان المسرح الجامعي الأول المقام في كلية الفنون الجميلة وشهادة تقديرية لمشاركته في مهرجان منتدى المسرح الحادي عشر كناقد للكثير من الأعمال المسرحية حيث بدأ قاسم مشواره النقدي عام 1982 وفي عام 1996 منح شهادة تقديرية لمشاركته ناقداً في مهرجان المسرح العراقي الثالث بالكثير من المقالات النقدية وعام 1997 منح شهادة تقديرية لمشاركته في مهرجان المسرح العراقي الرابع وفي 1998منح شهادة تقديرية لمشاركته في مهرجان المونودراما الثاني، كما لا ننسى حضورهِ النقدي حينما عمل في الصفحة الثقافية لجريدة الجمهورية مُحرراً وناقداً مسرحياً للكثير من الأعمال المسرحية، وبعد هجرتهِ من العراق دخل في أكاديمية هلفرسم وحصل على دبلوم في مجال تقديم البرامج التلفزيونية وففي عام 2006 منح شهادة تقديرية من قبل وزارة الثقافة والتراث في سلطنة عمان لجهوده المسرحية في إثراء مهرجان المسرح العماني الثاني. كما منح شهادة تقديرية من قبل فرقة مزون في سلطنة عمان التي قدمت نصا من نصوصه والموسوم (رثاء الفجر) والذي فاز بافضل سينوغرافيا وفي عام 2007 وعام 2008 و 2009 على التوالي منح شهادات تقديرية من قبل المهرجان الوطني للمسرح المحترف الدورة العربية لإثرائه الملتقى العلمي.

في العام 2008 مُنح المسرحي قاسم مطرود شهادة تقديرية من قبل دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، تقديرا لجهوده المبذولة والعطاء الموصول في الدورة الثامنة عشر لايام الشارقة المسرحية. لقد عُرفَ عنهُ غزارتهِ في الإنتاج المسرحي فقد كتب العديد من النصوص المسرحية منها:

(طقوس وحشية / للروح نوافذ أخرى / رثاء الفجر /الجرافات لا تعرف الحزن ـ نشرب إذن / جسدي مدن وخرائط / دمي محطات وظل / معكم انتصفت أزمنتي ـأحلام موضع منهار / أوهام الغابة / مجرد نفايات / عزف على حراك الجمر / ليس عشاءنا الأخير / رماح الفجيعة مواطن / حوار المصاطب / موتى بلا تأريخ / سيادتكم / حاويات بلا وطن / صدى الصمت / مساكن الخريف / خريف الوحشة / مراسيم الازمنة / هروب قرص الشمس / تراتيل العيون ) , كما صدرت لهُ الإصدارات التالية (للروح نوافذ أخرى / رثاء الفجر / الجرافات لا تعرف الحزن ومسرحيات أخرى / طقوس وحشية / سيمفونية الجسد والموت) وغيرها من الكُتب…

وأخرج للمسرح العديد من الأعمال المسرحية منها (صرخة في وجه ألذات – / الاستثناء والقاعدة / مهرجان الدمى في سوق هرج ( تناوبت الكثير من خشبات المسارح العربية والأجنبية على تقديم نصوصه المسرحيه كما تناول العديد من طلبة الدراسات العليا في كليات الفنون الجميلة في العراق تجربة قاسم مطرود المسرحية , وخلال حياتهِ الإبداعية نال العديد من الجوائز منها جائزة أفضل نص مونودراما عن مسرحية الحاوية 1996 , كما كرم من قبل المركز العراقي للمسرح على جهوده المبذولة وإسهاماته في المسرح العراقي وكرم بدرع الإبداع العربي من قبل ملتقى الرواد والمبدعين العرب وغيرها وقد ترجمت إلى العديم من اللغات العالمية وشارك في الكثير من المهرجانات المسرحية العربية والعالمية , وبرحيلهِ فجر الجمعة 7/9/2012 بعد صراع طويل مع المرض , يكون المسرح العراقي قد خسرَ أحد أبنائهِ المُخلصين لهُ بصميمية حقيقية.

د.بشار عليوي – العراق

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش