فى دورة الاحتفال باليوبيل الفضى ومشاركة ٢٥ عرضاً مسرحياً: الحروب تتصدر عروض «التجريبى» : هالة نور

المصدر / المصري اليوم / نشر محمد سامي موقع الخشبة

بين عروض إنسانية تخاطب النفس البشرية، وأخرى تتناول الحروب والصراعات السياسية، تتواصل فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى؛ احتفالا بيوبيله الفضى ومرور 25 عاما على انطلاقه، والتى يشارك فيها هذا العام 25 عرضا مسرحيا منها 11 عرضًا أجنبيًا تمثل 9 دول، و9 عروض مسرحية عربية من 8 دول، من بين 160 عرضا مسرحيا، من 36 دولة أجنبية، كانت قد تقدمت للمشاركة فى المهرجان الذى تستمر فعالياته حتى 21 سبتمبر الجارى.

واستحدث المهرجان هذا العام ميدالية فضية للضيوف المشاركين به من بداياته سيتم تقديمها فى حفل الختام، بالإضافة إلى عقد ندوة يقدم بها المسرحيون حول العالم شهادات عن تأثير المهرجان فيهم.

وشهد المهرجان فى حفل افتتاحه تكريم عدد من رموز المسرح المصري والدولي، منهم اسم الراحل د. ناجى شاكر، والفنان القدير عزت العلايلى، والكاتب المسرحى والسيناريست ديفيد هنرى هوانج- أمريكا، كما شهد أزمات بسبب عدم توفير إقامة لبعض المخرجين العرب، منهم المخرجة السورية آنا عكاش التى أعلنت مقاطعتها المهرجان، لعدم وجود أماكن إقامة به طوال فترة أيام المهرجان وعدم توفير تذاكر للسفر إلى القاهرة، وهو ما أوضحته إدارة المهرجان فى بيان رسمى صادر عنها أن لائحة المهرجان تمنع تحمل تذاكر سفر الوفود المشاركة، مؤكدة أن المهرجان يسعد بوجود كل مسرحيى العالم ومشاركتهم به.

قضايا متعدده تطرحها العروض العربية المشاركة فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر. تتصدر قضية الحروب واللاجئين والإرهاب عروض المسرح العربى فى فى الدورة الـ25، للمهرجان.

فتقدم فرقة المسرح الكويتى، عرض «صدى الصمت» والذى يدور حول الاغتراب بسبب الحروب، وما تتبعه من فقد للأبناء خلال تلك الظروف والعرض من تأليف قاسم مطرود، إخراج فيصل العميرى.

بينما يقدم المسرح الفلسطينى عرضين، أولهما مسرح الحرية ويطرح، قصصا حقيقية تم اقتباسها من السكان الأصليين، من خلال عرض «مروح ع فلسطين»، والذى قدم أماكن متنوعة من الأغوار إلى المناطق المحاذية للجدار، فالمخيمات وصولاً إلى تجمعات البدو، من خلال شخصية جاد المولود فى الولايات المتحدة الأمريكية والذى قرر لأول مرة أن يزور وطنه رغبًة منه لمعرفة المزيد عن شعبه وهويته، ليكتشف أن الواقع يختلف كثيرًا عما سمعه، ويقدم العرض مجموعة من الفنانين المحترفين من خريجى مسرح الحربية، وهو تأليف نبيل الراعى، وإخراج ميكانيلا ميراندا من البرتغال.

ويأتى العرض الفلسطينى الآخر من مسرح عشتار- بعنوان «حجارة وبرتقال»، وعودة إلى التاريخ والهجرات اليهودية الأولى إلى فلسطين تحت ذريعة وعد «بلفور»، وإلقاء الضوء على قصة لاجئ معدم يصل إلى بيت امرأة، قادمًا من أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، ويحاول السيطرة على منزلها، وطردها منه، بينما هى تعيش بسعادة فى بيتها وأرضها مع محصولها من البرتقال، ليبدأ النزاع بين الطرفين من أجل الاستحواذ على المكان والممتلكات، وهو عرض صامت يعتمد على الحركة ويصور واقع الاضطهاد فى فلسطين، ويسافر عبر السنوات السبعين من الاحتلال والاستيطان، وهو من تأليف، رية موجيسولا أديبايو، والتأليف الجماعى، وإخراج موجيسولا أديبايو. ويأتى عرض «رائحة حرب» للفرقة الوطنية للتمثيل- العراق، ليعطى حالة من تأمل فى الوقت الراهن والحاضر ومحاورة لأطروحات حول من يحكمنا ومرجعياته ومساءلة لكيف يحكمنا وهو تعبير على ضرورة النظر فى سير إفلاس المعرفة، وهى تأليف مريك العكارى، وإخراج فتحى العكارى.

ويقدم مسرح الحمراء «تونس- كندا» مشروع حلم من خلال عرض «الشقف»، وهو يدور حول مشروع حلم به الراحل عز الدين قنون قبل وفاته وأراده عملاً فنيًا يروى، ويأتى انطلاقًا من مأساة المهاجرين غير الشرعيين «العرب والأفارقة»، والذين يعبرون البحر المتوسط فى اتجاه أوروبا، وأحداثه مستوحاة من قصص وصور اللاجئين التى تنقلها وسائل الإعلام يوميًا وتسليط الضوء حول رحلة المهاجرين الهاربين من الموت إلى موت آخر محقق، وتحولها من أرقام وإحصائيات إلى شخصيات تُحاكى بضمير المخاطب ما يدور حول أحلامها وخيباتنا والصراع الدائر من أجل البقاء للوصول إلى الضفة الأخرى من خلال لاجئين جمعهم مركب صغير ليقتسموا الهروب من الفقر والتطرف وقسوة المجتمع وجحيم الواقع إلى جنة الحلم، حيث تفرقهم الحدود الجغرافية لتجمعهم المعاناة الإنسانية والاختلاف والصراع من أجل البقاء، إلى جانب تناقضات الإنسان ما بين رحلتى الحياة والموت، وهو من تأليف سيرين قنون ومجدى بو مطر، وإخراج سيرين قنون، ومجدى أبومطر.

ويناقش المسرح الحديث التابع لجمعية الشارقة للفنون الشعبية «الإمارات» نوع آخر من الحروب من خلال عرض «ليلك ضحى»، وهو من تأليف وإخراج غنام غنام، وتدور أحداثه من خلال زوجين شابين يعملان كمدرسين للتربية الفنية فى إحدى البلدان النائية هى تل قمح والتى تسقط بدورها فى إيدى المتطرفين المتأسلمين فيصبحان بين ليلة وضحاها مطمعًا وهدفًا لعدد من الشخصيات الإرهابية، يحاصران فى بيتهما ثم يأتى أحد الشباب ويدعى «حمود» وهو كان طالبًا لدى المدرس وموهوبًا فى المدرسة، حيث يقوم بتهريبهما. وتقدم حركة الرقص «سوريا- ألمانيا» عرض «حضرة حرة» والذى يناقش الحياة من نظرة أخرى ويواجهنا بتساؤل حول لا أحد يعلم ماذا بعد ولا إلى أين؟، ولكنه يطرح مفهوما هو أن كل ما نعرفه بأن الواقع يزاد سوءًا وكيف أن الحياة أصبحت مملة باهتة اعتيادية، ولكن القليل من الأمل يعطى للحياة جمالاً آخر سرعان ما يزول عند اصطدامه بالواقع والحالات الهيستيرية التى تصيب الإنسان ويأتى التساؤل هل هذه الأرض له وهل الوطن يحبه؟ فهو عرض راقص يجسد الحالات التى مر بها الإنسان فى الحرب من خلال شاب تبدأ حياته بصدمة عاشها عندما أيقن أنه لا طريق للعيش سوى الفرار فتراه مشردًا مع أفكاره فى إحدى بقاع الأرض وكل ما يدور فى فكره هو الخلاص، والعرض من تأليف محمد ديبان، وأسامة الحفيرى، وإخراج محمد ديبان.

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *