فى ختام الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح.. دعـوة للتجديد الفنـى

اختتمت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح مساء أمس الأول، وقد نجح المهرجان فى خلق لغة للتواصل بين الفرق المسرحية فى جميع أنحاء مصر، فضلا عن تعزيز التواصل بين أجيال فنية فرقتها الأعمار وجمعها حب المسرح ومنصته التي أثبتت عبر التاريخ أنها المكان المثالي للتعبير والتغيير والانطلاق نحو الأفضل.
 
الرؤية الفنية
 
جاءت عروض المسرح الجامعي، لهذا العام على درجة عالية من التألق، ما أكدته الناقدة الدكتورة نهاد صليحة، أحد أعضاء اللجنة العليا لإدارة المهرجان، مشيرة إلى أن العرض الجامعي «قواعد العشق الأربعون» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم عينه للتركية أليف شافاق، يحمل طرحاً مميزاً وجريئاً فى ظلّ المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى الأداء الجيد لممثليه، وقد أعد العرض وأخرجه محمد فؤاد عابدين. وتلفت صليحة إلى الحضور الخاص الذي حققه بعض المخرجين الشباب والذي ينافس بقوة مسرح الدولة «المخرج محمود جمال قدّم فى عرض «الحضيض» فرجة مسرحية على درجة عالية من الإتقان على صعيد الرؤية الفنية والأداء. هناك أيضاً عرض “الزومبي والخطايا العشر” إخراج طارق الدويري الذي أتقن استخدام الوسائط المتعددة المالتي ميديا فأغنى المسرحية وجذب المتلقي منذ لحظاتها الأولى.
 
دور المسرح
 
عقدت الندوة الرئيسية للمهرجان، والتى حملت عنوان “المسرح والإرهاب” بالمجلس الأعلي للثقافة، حيث أكد الدكتور حسن عطية، أن دور المسرح كفعل مقاوم للإرهاب هو دور كبير ومهم للغاية، حيث إن الإرهاب هو أن ترهب الطرف الآخر المختلف فى الرأي حتي لا يقاومك أو يختلف معك، مشيرًا إلى أن المسرح العالمي والمحلي قدما كثيرا من الأعمال المقاومة للإرهاب بأنواعه.
 
كما أكد دكتور أسامة أبو طالب، أن المسرح هو أداة مهمة لمقاومة كل اشكال الإرهاب والتطرف، فالمسرح من أهم الوسائل التي تعرض انواع الإرهاب من سياسي وديني واخلاقي وعقائدي وعرقي وأساليب مقاومته، مشيرًا إلى أن مسرحية الضارعات هي أول مسرحية مقاومة فى المسرح وأعقبها المسرحيات اليونانية مثل انتيجوني، ومع تقدم التاريخ تطور المسرح فى مقاومة الإرهاب بأنواعه.
 
وذهب خالد رسلان، إلى أن المسرح جدير بمقاومة كل أنواع الإرهاب، فالإرهاب له يد كبيرة فى تطوير شكل الخطابة، مشيرًا إلى أنه يجب التفريق بين مشهد الإرهاب وإرهاب المشهد وأن الدور المقاوم للمسرح يعتمد على عناصر العرض المسرحي من المؤلف إلى الممثل.
 
بينما قال محمد مسعد، إن الإرهاب والمقاومة مختلفان تمامًا، مشيرًا إلى نموذجين من الشباب الفلسطينى الاول يذهب لتفجير نفسه فى وسط مجموعة من الاسرائيليين فى تل أبيب والآخر يذهب لرفح ليفجر نفسه وسط أشقائه المصريين، مشيرًا إلى أنه يجب التفرقة بين التعريفين وأشكالهم ودور المسرح فى التوعية بهذا الفرق ومقاومة الصورة التي تعتبر الأسواء وهي الإرهاب.
 
عرس المسرح
 
من ناحيه أخرى رصد الدكتور والمخرج والناقد المسرحى عمرو دوارة، عددًا من الإيجابيات والسلبيات فى الدورة التاسعة من عمر المهرجان القومى للمسرح، قائلاً : هذا المهرجان من المفترض أنه يمثل عرس المسرح المصرى ويجمع أفضل الإنتاج المتميز على مدار عام، ولكنه فى الحقيقة لا يحقق سنويًا الهدف من تنظيمه وإن كانت هذه الدورة قد تميزت بمحاولة تلافى بعض أخطاء الدورات السابقة، ولها ثلاث إيجابيات لعل من أهمها الاختيار الجيد للأساتذة المكرمين، حيث تضمنت بالفعل أسماء جديرة بكل التكريم، وثانيا الاهتمام بالنشرة اليومية التى تحمل مسئولية إصدارها بكل الجدية الناقد يسرى حسان، وكتيبة العاملين بجريدة مسرحنا، وثالثا الاختيار المناسب لموضوع الندوة الرئيسة التى نظمت تحت عنوان “المسرح والإرهاب” على مدى يومين وأربع جلسات وشارك بها نخبة من المتخصصين.
 
الندوات التطبيقية
 
وحول السلبيات التى ظهرت فى هذه الدورة، وبعض السلبيات الأخرى المستمرة من دورات سابقة، يقول دوارة، لعل من أهمها إلغاء الندوات التطبيقية التى من المفترض أنها تناقش وتحلل العروض المسرحية، وثانيا عدم التدقيق فى اختيار أعضاء اللجان لغياب المعايير، وخاصة لجان المشاهدة، إذ ضمت بعض الأسماء التى لا ترقى إلى مستوى الاختيار والقدرة على التقييم الموضوعى، هذا مع ضرورة التأكيد على أهمية تغيير اللائحة التى تتيح الفرصة لمشاركة تسعة أعضاء بلجنة التحكيم، وهو أمر مبالغ به جدا، إلا إذا كان الهدف فقط توزيع الغنائم واسترضاء أكبر عدد!! وتأتى السلبية الثالثة فى عدم تطبيق اللائحة بتمثيل العروض الفائزة بالمراكز الأولى بالمهرجانات الكبرى كمهرجان المسرح العربى أو مهرجان الكرازة (أسقفية الشباب) لصالح بعض التجمعات الأخرى من الفرق الحرة والمستقلة فيجب أن يعاد به النظر.
 
المسرح العمالى
 
إلى جانب تمثيل طلبة المعهد العالى للفنون المسرحية بعرضين، فى حين تمثل كل جامعة بعرض واحد!! وهذا شىء معيب خاصة مع كثرة عدد الجامعات والكليات التى تقدمت للمشاركة، وهناك سلبية أخرى تتمثل فى مغالطة وتزييف الواقع بمشاركة مؤسسة الأهرام الصحفية بعرض “ حلم ولا علم “ للمخرج شريف سمير، ومشاركة فريق مسرحى آخر بعرض “ العشيقة “ لعمرو حسان برعاية أحد الفنادق على أنهما يندرجان تحت مسمى مسرح الشركات والمسرح العمالى، ويرى دوارة، أن ذلك يندرج تحت باب التزييف الواضح والمرفوض أيضا، لأن الفرق المسرحية للشركات والمصا نع التى تتنافس سنويا من خلال مسابقة الشركات معروفة، ولكن لم تتم الاستعانة بها ولا اختيار إحداها. أما السلبية السادسة فهى السبب فى كل تلك المغالطات وهى تغليب بعض المواقف الشخصية التى يجب أن تختفى، إذ يجب على أعضاء اللجنة العليا الابتعاد عن المواقف الشخصية والسمو فوق المصالح الخاصة والتفكير فقط فى المصلحة العامة لمسرحنا المصرى، والمؤكد أن تلك السلبيات لن تختفى طالما كانت اللجنة العليا للمهرجان تتشكل من خلال أعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تشكلت أيضا بلا معايير وبصورة معيبة ومنتقدة من الجميع لأنها لا تمثل المسرح المصرى بصورة موضوعية لتكون هذه هى السلبية الأخيرة فى المهرجان وفى المسرح المصرى ككل.
 
————————————————————-
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – سهام العقاد – الأهالي

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *