فوز نص مسرحية (حدث غدًا) بالجائزة الأولى في المهرجان الحسيني الثاني للكاتب والمخرج: سعد هدابي/ العراق..

الخطاب المسرحي..
المسرح عبارة عن فاترينات داخل متحف للشمع فيه العديد من التماثيل التي تقف ضمن أيقونات متعددة.. (غاندي)، (جيفارا)، (هتلر)، (موسوليني)، ( الحجاج )، ( الجواهري)، ورأس (الحسين) في أيقونة عبارة عن وهج أخضر.. إضافة إلى شاشة عرض.. وهناك مصور راح يصور التماثيل إضافة إلى أحد المراسلين وهو يتحدث وتظهر صورته عبر الشاشة…
المراسل: متحف جمع الأضداد جنبا إلى جنب.. هذه هي حركة التاريخ… يجمع ماكان متفرقا.. يكتب بالأحبار أسفار الطغاة وبالدم يكتب ملاحم الثائرين، الجواهري.. وغاندي.. وهتلر.. وموسوليني.. والحجاج.

(يندفع المراسل ومعه المصور ليغيب وهو يستعرض التماثيل وإن هي إلا لحظات حتى يتحرر الجواهري من أيونته ويقترب ويتحدث).

الجواهري: هنا العبقرية تلقى العنان وتهبط من برجها الأرفع
وينهار قصر الخيال المهيب على حيرة الشاعر المبدع
ذكرتك فانساب جيد الكلام على جبهة النشوة الأروع
عاقرت فيك نداء الحياة الى الان ظمآن لم ينقع
فاحشو قناديل شعري بما تنور من فتحك الأنصع
لعل البطولة في زهوها بيومك تاتي بلا برقع
فاصنع منها المعاني التي على غير كفيك لم تصنع.

(ينبعث من الشاشة صوت لأناس يحتشدون في الطرقات وهم يهتفون.. ومن بينهم شاب محمول على الأكتاف ويهتف ومن ثم تمتد خراطيم الماء لتفرق المحتشدين مع رشقات إطلاقات؛ فيسقط الشاب بين الحشود).

الحشـود: الشعب يريد تغير الحياة.

(تتغير الصورة من داخل الشاشة ويظهر الشاب وهو يجري بين أزقة الفقراء العتيقة فيخترق الكادر.. ويظهر بعد حين المطارد وهو يقتفي أثره بين ممرات المتحف وهو مجروح.. يغادر الكادر ويظهر في نهاية الزقاق المطارد وهو يقتفي أثر الشاب… وإن هي
إلا لحظات تتغير الصورة داخل الشاشة لنشاهد الشاب وهو يجري بين أروقة المتحف وهو مجروح.. لحظات ويظهر الشاب على المسرح ويبحث عن مخبأ فيراه الجواهري فيقترب منه وتعود الصورة داخل الشاشة لحشود الناس وهي تملأ الطرقات من جديد).

الجواهري: (وهو يقترب من الشاب)
بكيتك حتى غسلت القماط على ضفتي جرحك المشرع
وماكنت اأكيك لو لم تكن دماؤك قد أقظت أدمعي
كبرت أنا والبكاء الصغير يكبر عبر الليالي معي.

(المصور لم يزل يوثق كل مايحدث)

الشاب: جراحي لاتعدل شهقة محروم عند أرصفة القهر… ودمي يسابق لهفتي ياجواهري.

الجواهري: من أنت؟

الشاب: مثلك لايسأل ياجواهري.. مثلك يرسم فوق جباه الأحرار احتراق الباطل بين عيون لا تبصر إلا الحق… انظرهم..

(يشير الشاب إلى حشود الناس في الشاشة وهم يهتفون)

الشاب: حدق بهم مليا.. حفاة فوق لظى الأيام .. دروع بشرية تقي نفسها ذلة الوجع في مستنقع الخيبات.

الجواهري: (ينظر إلى الحشود)
أشعر إن قلوبهم معك.. وسيوفهم…

الشاب: سيوفهم معي أيضا… وقلوبهم تنبض بالغوث… بيد أني الآن مطارد لأني احفظ في ذاكرتي أسماء القتلة.. ودمي يسافر مادام الأفق مصطبغا بلونه.

الجواهري: لازلت مطارد.. أنت هو إذن.

الشاب: لا إله إلا هو (يرفع سبابته إلى أسماء)

الجواهري: قرأت عنك.. كتبت عنك.. بحثت عنك.. شقيت بك.

الشاب: اخلع عنك لهفتك وعد إلى نومك.. إنها معركتي… خاتمة الدهور.

الجواهري: ليس قبل أن أخضب مهجتي بدمك الندي.. ليس قبل أن أكتب آخر بيت بدمك فوق كفني المخاط بطواحين الدنيا.. أريد أن استظل بروحك وأغادر سبات الشمع لاعود حرا …التيه آلمني حد اليباس ولن اقف ثانية على الحياد.

الشاب: لا حياد يا جواهري.. فقط اقسم بسرك إن السيف المشرع بوجه الباطل ماعاد ليغفو.. وماعادت حفنة أموال تفسد ذمم الأخوة والأهل وماعاد الليل منطلقا لخفافيش المكر الملتهبة بالدسائس .

الجواهري: أقسمت إني.. رأيتك في مناماتي.. في مسامات كفني.. في مغاور لحد معتم يرقص فيه الموت بلا سأم… وبلا كلل.

الشاب: وكما يرقص الطواغيت على جراحاتنا بلا خجل.. هاهو الدم يعاتب جرحه ياجواهري.. وصار الجرح ملأ القامة يصرخ بلسان عار من أي مواربة أو تدليس… تلك قضية.

(نشاهد غاندي وهو يتحررمن مكانه وبيده مبخرة)

الجواهري: البارحة كنا نتسامر في صمت.. كان غاندي كعادته يبكيك بحرقة.. وجيفارا ينشد أغنية الثوار وانا كنت ابحث فيك عنك وكان الطواغيت ….

(يتلقى الشاعر الجواهري صعقة ثم يجمد ويعود إلى مكانه ويدخل المطارد وهو يبتسم)

المطارد: فرزدق هذا العصر مجرد أراجوز.. دمية ترقد في سباتها ولا أظن إن شابا مثلك.. مولع بالجراح.. يصغي لتفاهاته… والشعراء يتبعهم الغاوون.

الشاب: ماكنت يوما للتفاهة مصغيا أنت تعرف.

المطارد: أنه مجرد متحف شاخت به الدهور.. وهؤلاء جميعا ليسوا سوى ذكرى انسان .أنا وأنت الحقيقة الوحيدة في هذا المكان الذي لم أتوقع أنك ستلجأ إليه هربا مني لتتنشق أبخرة هذا الغاندي المغرم بالخرافات.

الشاب: غاندي خاط كفنه بأنامل عفته.

المطارد: وها أنت تهرب مني إليه.

الشاب: أنا ماهربت إلا إمعانا بالهدنة.

المطارد: لاهدنة بيننا.. آخر هدنة كانت قبل دهور.. وأنا ماندمت يوما إلا لأني وافقتك إياها.

الشاب: بل أنت من طلب الهدنة …أنسيت آخر سيف احتز لسانك قبل أن يلدك زمان الرخص ثانية …ها أنت تتأبط صفحتك المزدانة بالغدر دون حياء.. ها أنت يضيء على جبينك ألف ألف عار.

(يبتسم المطارد)

المطارد: جرحك ينزف.

الشاب: ومتى كان الجرح بخيلا.. جراحي تجود مذ أبصرتك ياهذا.. إليك عني واعلم أنك لاتساوي جنح جرادة لنسر يعبر حجب الأزمان بأجنحة تطال مشارق الأرض ومغاربها.

المطارد: لا أزمان.. هاهنا نهاية المطاف.. هاهنا سترقد بين هذه الدمى بجسد متيبس لاحياة فيه.. سيراك الناس مومياء من شمع.. وسيضحك منك العقلاء.. ويبكيك كل موهوم غرير.

الشــاب: لطالما سأمت كلماتك البلهاء هذه.. لطالما تشدقت بها وكانك تملك ناصية الأزمان.. أنت الموهوم ياهذا.

المطارد: اصغ إلي ودعك من زيف شعارات بالية… أما أن تموت .. وأما أن
تعلن لهذه الحشود التي عصفت بها رياح ربيع كاذب.. أنك قد تراجعت عن قرارك فيكفوا عن هذا الجنون.

الشاب: ليس مثلي من يتراجع عن قرار.

( يتجه المطارد ويمسك بالكاميرا من يد المصور ويوجهها على وجه الشاب..)

المطارد: هيا وقلها.. إخبرهم إن الزمن تغير.. وإنك ماعدت كما أنت.. أنت مرتهن بظروف أخرى.. والبطولة ماعادت حكرا للأحرار كما كانت البطولة هذه الأيام حكرا للساسة وذوي الأفكار.. اخلع عنك لباس الأمس وتزين بلباس عصري بدلا من بيارق سوداء تغتم بها شمس
نهاراتي… هيا قلها.. وعش اللحظة.

الشاب: لحظة تجمعني بك ياهذا زمن ميت… وأنا ما اعتدت الموت إلا بزمن
أقول فيه كلمتي لأحيا ….. أما أتت ..

المطارد: أنا أولد كالعنقاء من رماد الأيام … وامتطي الأزمنة وألوي عنق الموت.

الشاب: بل أنت مخلوق من مارج نار.. والموت يفر استحياء منك.

المطارد: لكني قتلتك آلاف المرات وشربت إكسير دمك ولازلت كما أنت.. حززت رأسك بسيفي ودفنتك في أرض جرداء ولازلت كما أنت أغرقت الأرض بطوفاني وحرثت قبرك وأخفيت شواخصك ولازلت كما أنت .. أساحر أنت أم مارد جن؟

الشاب: أنا مفتاح عصور لم تطأها أقدام غزاة مثلك.. أنا أحيا في ملكوت الكلمة
ويتبرعم في روحي صولجان حريتي فأبصر طريقي من غير ما دليل .

المطارد: مع ذلك أنت الآن أسيري.

الشاب: أنا أسير كلمتي .. أسير الموقف.

المطارد: أنت عبأ من الشقاء… ولطالما فتشت عنك في قواميس سماواتك المسكونة بعروج أرواح ضحاياك الموهومين.

(يقترب الشاب من الشاشة التي تنقل حشود الناس)

الشاب: فتش عني في وجوه هؤلاء الفتية.. ابحث عني في عين طفل يحلم بأراجيح الحرية لا بمشنقة دامية كحبل سري.. اقرأ في ألسنة الفقراء لغتي.. وفي جيوبهم الخاوية صوري.

المطارد: أنت تمعن في العناد أيها الشاب.. وتحلم في نصب يزرع في ميدان الحرية وتطرب لهتاف فج.

الشاب: مادام للحرية ميادين فهؤلاء الفتية هم أولى.. كلهم صروح للقادم من أيام الغد.

المطارد: أتظن إن الغد سيولد بدوني.. من معطفي ياهذا تندلق الأزمنة كمياه الشلال .. ( يهتف وهو يستل السيف من يد الحجاج ) أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وأني والله لصاحبها.

(يتراجع المصور وينظر لما يجري باستغراب)

الشاب: كم يضحكني حجاجك هذا.. ومادمت الابن البر الشرعي لهذا الفاسق فلا مناص من أن التقم سيفك في روحي لاغتسل بدمي.. وتقبع أنت بين موائد فجورك لتعلن للعام كله إنك أنت من قتل الفكرة في طقس بوهيمي.. لكن أتراها ستموت الفكرة..؟

المطارد: شقيت بك… !!

الشاب: بل أنت تشقى بطمع الدنيا.. وترتشف كؤوسها المترعة بالباطل وتثمل كل مساء بدم الأبرياء… لكن لن تفلح مادام الباطل دستور شياطين الارض.

المطارد : هب أني أعقد معك صفقة.

(يتحدث المطارد إلى المصور)

المطارد: اطفيء آلة التصوير اللعينة هذه.

الشاب: لاصفقة مع شيطان في معزل عن أعين وأسماع الناس.

المطارد: هذا الشيطان سيهبك منتجعا في أحلى بقاع الدنيا.. أحلم بجزيرة لم تطأها غير أقدام حسان الأرض… وعبيد.. وأطيان.. وصولجان لايشيخ بين يديك أبد الدهر.. سامنحك قارب أحلامك وستبحر أيما إبحار في أروقة الدنيا.

الشاب: الدنيا خبرتني ياهذا فركعت عند أقدامي صاغرة… لم أذعن يوما لهمساتها الداعرة الشوهاء.. لم أصافح مخلبها الناشب بدم المعوزين بل بصقت بوجهها يوم ولدتني أمي ووجدتك تشاطرني إياها.

المطارد: أظهر في الشاشات وقل كلمة ليس إلا.. دع هؤلاء الغوغاء يعودون إلى زرائبهم.. أو .. أو لنقل أنك ستقف على الحياد وسيبرأ هذا الجرح النازف منذ عصور.

الشاب: لا حياد.. وهذا الجرح مسلة عشق فضيلتنا.. ولن أحنث بوعد.

المطارد: أي وعد..؟ (يقترب من هتلر ويعتمر طاقيته)
كفاحي ياهذا علمني منطق عزم لا علم لك فيه لتدرك قوتي.. لن أرحم الضعفاء حتى يصبحوا أقوياء وأن أصبحوا أقوياء، فلاتجوز عليهم الرحمة.. وها أنت أصبحت قويا بالقدر الكافي حتى لا أرحمك.

الشاب: هتلرك هذا وجه من عديد وجوهك.. قناعك التنكري المعتاد في حفل مآدبك الدموية.. ولن تفلح في إخافتي.. لن تفلح في استئصال الوعد الساكن في معتقدي.

المطارد: (وهو يتقمص شخصية هتلر)
لكني هتلر.. وتشهد لفتكي القلوب الراجفة إن غضبت، كان بإمكاني أن أقتل جميع يهود العالم ولكني تركت بعضا منهم لكي يعرف أمثالك سطوتي..أنني من هؤلاء الذين لايستسلمون، ولايرضخون لعاصفة الياس.

الشاب: أنت مطلق الشر.. ولن تهزم ثأر الايام برأسي .. وحشود الشرف المدقع بالفاقه شواهد عصر هزيمتك النكراء.

(يخلع المطارد قبعة هتلر ويبتسم ثم ينفجر ضاحكا)

المطارد: لكن منطق اللعبة مختلف هذه المرة.

الشاب: اللعبة ذاتها مكشوفه الغطاء وإن اختلف فيها منطق عصرك.

المطارد: بإمكاني ياهذا أن أعيد رسم خارطة الأشياء بلغة العصر وأهزمهم جميعا… وإن اغتال الوطن بداخلهم..الفقر.. المرض.. الجهل، مركب ثلاثي ينحر القيم الوطنية داخل أي مجتمع.

الشاب: بل ينحر طغيانكم المارق ياسيد الاغتيال.. ومادامت معركتي معك لاتقف
عند حدود معلومة فااشهر سيفك المعتق بالحقد لاخط بدمي على جدران نكباتك ديباجة قدري.

(ينبري موسوليني متحدثا إلى هتلر)

موسوليني: لاشيء يعلو فوق صوت المعركة.. فالدبابة حين تأخذ الجنسية العربية ينبغي إعادة برمجتها كي تمشي على جثث الشعب العاصي وتحمي تماثيل أصحاب الفخامة.. فلا تحملون الدبابة المسكينة أكثر من طاقتها لتذهب نحو فلسطين أو الجولان أو سيناء هذا ظلم لآلة حرب مسكينة محضور عليها التجوال هذه الأيام في الساحات التي تتجمهر فيها الشعوب هذه الأيام.

هتـلر: (يبتسم) أعدك ياسيد موسوليني أن نتقدم بشكوى جماعية إلى مجلس الأمن للمطالبة بشعوب بديلة لاتمنع الدبابة من حرية التجول.. هذا وعد.

(يصفق المطارد بنشوة)

الشاب: خير خلف لخير سلف..
المطارد: رحم الله أجدادي وأجداد شعوب العالم المنكوب بربيع الأيام… مالذي دعاك لتدخل هذا الوطن من غير جواز سفر رسمي أيها الشاب… أمن أجل حلم عقيم يا مشعل الفتن.

الشاب: أحلامي لاتعرف حدود.. كل بلاد الأرض وطنا لي.. وكل قلوب الناس جنسيتي.. ولقد أسقطت بنفسي عني جواز سفري في طف الأيام.

(ينبري جيفارا متحدثا إلى هتلر)

جيـفارا: أنا أنتمي للجموع التي رفعت قهرها هرما.. أنا أنتمي إلى الجياع ومن يقاتل.. لا يهمني متى وأين سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى لثوار يملأون العالم ضجيجا كي لاينام العالم بثقله على أجساد الفقراء والبائسين والمظلومين.

(يصفق الشاب)

المطارد: أنت تتمسك بخيوط عنكبوت أيها الشاب.. جيفارا هذا مثار سخرية بالنسبة لي.. حتى في قبره لم يزل يؤمن أن الدرب موشوم بأقدامه التي سلكته يوما .. لايدري إن غبار الأيام قد مسح كل الآثار.. الآن أدركت سرك.. إن عقلك محشو بتلك البدع والتخاريف.. ترجل عن وهمك لتدرك أن سلطان الدنيا هو أن تعرف كيف تعيش قبل أن يأفل نجمك بكاتم صوت.

(موسيقى)

الشاب: الكواتم في حدائقكم تزهر بدم الأبرياء.

المطارد: مادمت بريئا كما تزعم فلنتسامح إذن.. فالتسامح حيانا أقوى من أي العقاب.. امنحوني فرصة.. حتى الله منح إبليس فرصة إذ قال اذهب إنك من المنظرين.

الشاب: فكان رهان الله على آدم أن يقف في وجه إبليسك هذا.. أتريدني أن أخذل بارئي في رهان الدنيا وأصافحك؟

المطارد: أنت تقف بوجه من تظن إنه إبليس العصر؟

الشاب: الأبالسة هم كواتم هذا العصر… ولا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد بريء باسم الله.

المطارد: أنت تخيط كفنك بنفسك.

الشاب: دعني أصلي ركعتين.. وستراني أندس بهذا الكفن لتحظى بجسدي لا بطاعتي وخنوعي.

(موسيقى.. نشاهد الشاب وهو يتيمم ليصلي.. وبينما هو كذلك يتحرر غاندي ويتجه بمبخرته ليدور حول الشاب وبذات الوقت نشاهد المصور وهو يتجه بالكاميرا
موثقا اللحظة فيتجسم المشهد على الشاشة).

غاندي: حين يكون الحب.. سيكون الرب… وبالإيمان يتخطى الإنسان أعتى الجبال … ويمكننا الانتصار على خصمنا فقط بالحب وليس بالكراهية أبدا.. فالكراهية شكل مهذب للعنف تجرح الحاقد ولاتمس المحقود عليه أبدا .

(يستخرج المطارد كاتم صوت ويتجه غاندي ليدور)

غاندي: وستبقى الأخطاء عارية من دون حصانة حتى لو غطتها كل نصوص الكون المقدسة… وكل الذرائع الدنيوية.. طوبى للذين يرتمون بأحضان الحب طمعا بالحب.

(يعود غاندي إلى مكانه ويبقى المصور يدور حول الشاب ويردد)

المصور: طوبى للذين يرتمون بأحضان الحب طمعا بالحب..

(يجثو المصور عند قدمي الشاب ويبكي بحرقة ولازالت الشاشة تعرض صورة الشاب.. يلتفت المطارد وينظر إلى الشاشة فيرى الشاب).

المطارد: (محدث المصور) ألم أقل لك أن تطفأ آلة التصوير هذه؟
أنت بفعلتك هذه قد كشفت السر.. الويل لك.
(يقوم المطارد بانتزاع الشريط من الكاميرا وتهشيمه)

( المصور تجاه الفاترينات.. يقوم المطارد بتوجيه رصاصة له من كاتم الصوت فيسقط صريعا بين يدي جيفارا الذي يحتضنه).

جيفارا: (يترنم بالكلمات مع صوت القيثار)
حيا كنت.. وحيا تبقى ياجندي الشمس يبن الأرض .. حيا تبقى.

(يصرخ المطارد)
المطارد: اخرس أيها الصعلوك… اخرس…

(يلتفت المطارد فلا يجد اثرا للشاب فيصعق)

المطارد: أين هو.. كان هنا.. كيف اختفى..؟
(يتجه المطارد ليصرخ في الدمى)
اخبروني أين ذهب.. أتعلمون ماذا يعني هذا.. هذا يعني أني سأبقى
أطارده لازمنة قادمة.. لقد تعبت.. تعبت.. تعبت.. وأسرار اللعبة قد كشفت..

(تنزل أشرطة من الأعلى بكثافة لتغطي فضاء المسرح ولازال المطارد يصرخ متخبطا.. في حين نشاهد عبر الشاشة الشاب وهو محمول على أكتاف المحتشدين ويهتف)

(انتهت ومن الله التوفيق)

المصدر/ مجلة الرواق

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *