«فرصة».. عرض مدرسي هزيل/عبدالمحسن الشمري

أفسد عرض «فرصة» فرحة المسرحيين المشاركين في مهرجان الكويت المسرحي 17، وتساءل كثيرون عن سبب اختيار هذا العمل الهزيل ضمن عروض المهرجان، خاصة أننا شهدنا عدة أعمال على مستوى عال، لاشك أن لجنة اختيار عروض المهرجان تتحمل الجانب الأكبر، وهي تتحمل هذه السقطة التي لا تليق أبدا بمستوى المهرجان أو المسرح في الكويت.
مسرحية «فرصة» من تقديم مؤسسة كلاسيكال التي سبقت لها المشاركة في عدد من مهرجانات المسرح في الكويت، وهي من تأليف وإخراج محمد الفرج ومن تمثيل أريج العطار وموسى الموسى، وإضاءة أيمن عبدالسلام وموسيقى وليد سراب.
 ◗ خلل رئيسي
نعتقد أن الخلل الرئيسي في العرض المسرحي هو في جمع محمد الفرج بين التأليف والإخراج، خاصة أنه لا يمتلك خبرة كافية في أي من الجانبين تؤهله للمشاركة في المهرجان، فأضاع كل شيء في عرض أقرب إلى المسرح المدرسي الساذج، وإذا كان في النص بعض اللمسات التي تشكل خطوة لكتابة نص يعالج بعض القضايا المحلية والعربية فانه لم يطور الفكرة على صعيد الشخصيات، وعلى صعيد الشخصيتين الرئيسيتين فيه، وهما اللتان تقومان بأداء شخصيات أخرى ضمن سياق الحدث الرئسي.
فكرة عدم اتخاذ قرار وتشتت فكر الشخصية الرئيسية، التي لم تحقق حلمها في مواصلة التعليم لأسباب خارجة عن إرادتها، كان يمكن أن تتطور بشكل موضوعي، لكن اقحام قضايا أخرى، وغياب الحوار المدروس أضاع كل شيء، وبدا التذمر على جمهور الصالة الذين كانوا يتوقعون مشاهدة عرض مسرحي يتناسب ومستوى المهرجان وتاريخه.
◗  مشكلة مخرج
مشكلة محمد الفرج أنه جمع بين التأليف والإخراج وهو غير مؤهل لذلك، ربما لو أنه قدم نصه المكتوب إلى مخرج آخر لكان الامر مختلفا، خاصة إذا قدمه لمخرج متمكن، ضليع بالإخراج، فهذا الأمر ربما سيعالج الخلل في النص، ويسعى لتطويره، لكن إصرار الفرج على أن يكون هو المؤلف والمخرج أفسد كل شيء، ولم نشاهد أي صورة إخراجية مضيئة لأن النص يحمل الكثير من الخلل.
تجربة الفرج التي قدمها في المهرجان هزيلة وتحمل الكثير من الأخطاء، وعليه أن يختار بين التأليف أو الإخراج ويركز في عمله أكثر، فالطريق أمامه طويل جدا، وربما يحصل على فرصة أخرى في قادم الأيام.
بقي القول ان الممثلة أريج العطار كانت النقطة المضيئة في العرض، وأثبتت أنها تمتلك موهبة التمثيل وتمتلك القدرة على التلوين في الأداء مع ليونة في الحركة، وهي تبشر بولادة ممثلة شابة على صعيد المسرح.

المصدر/ القبس

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *