(عين) مشكلات المسرح وتراجعه في يومه العالمي درجاني: غياب المنهج وأزمة نص وإخراج -لبنان

هل يعيش المسرح اليوم زمن التراجع، ما هي نقاط الضعف والمشكلات التي يعانيها؟ اسئلة اجاب عنها الدكتور طلال درجاني في محاضرته “زمن التراجع، غياب النص والاخراج” بدعوة من النادي الثقافي العربي والمسرح الآخر، في اليوم العالمي للمسرح، في مقر النادي ومشاركة عميد معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد حسين الحاج. قدمت اللقاء الكاتبة نيرمين خرسا، وتطرّق العميد الحاج الى دور المسرح، معتبراً ان “تشكل الوعي المسرحي يساعد في تظهير اشكاليات الحياة ولحظ مساراتها وإيجاد مخارج لحالتنا وقرفنا”. وتحدث عن معهد الفنون وأساتذته ومتخرجيه ودورهم الإيجابي في الحفاظ على المسرح وتطوره، وعن جمعية كليات الفنون في الجامعات العربية التي تعمل حالياً لانتاج عمل مسرحي أكاديمي طالبي ما بين 10 كليات فنون من العالم العربي المنضوية في الإتحاد. وعن يوم المسرح العالمي الذي تحييه الجامعة في 30 آذار من خلال ندوة فكرية، وفي 31 منه احتفال في الفرع الاول في الحدت عن “أهمية المسرح الذي يعكس مضمون الفكر الإنساني”.
وتحدث المخرج والباحث والأستاذ الجامعي الدكتور طلال درجاني عن عصر الانحطاط في المسرح اليوم من حيث غياب النص والإخراج، لافتاً الى غياب الاختصاصيين وسائر الاختصاصات مثل النقد المسرحي والاضاءة وهندسة الصوت والأزياء والنقد المسرحي. واعتبر ان النقطة المحورية هي عدم وجود منهج علمي أكاديمي للجامعات لإعداد الممثل، “إعداد الممثل مهم لأن المسرح لغة علمية”. واعتبر ان على الجامعة “ان تكون مختبراً حقيقياً للابداع والخلق وللبحوث الفنية وهذا ما نفتقر اليه اليوم”. وركز على اهمية الكاتب، إذ “لا مسرح من دون كاتب ونص، لأننا اصحاب فكر، فإذا لم يملك المخرج هدفاً اعلى في حياته، لا يمكنه ان يرى بصورة حقيقية هدف الكاتب”. وتناول نشأة المسرح واعتبرها مزورة منذ أن عرض مارون نقاش “موليير” في مسرحية البخيل مغيراً في المضمون والزمان والمكان، فـ”المسرح اللبناني والعربي ومنذ لحظة نشأته، قد اسس نفسه على السرقة وبعنوان عريض وفاضح على يدي التاجر الناجح”. واعتبر ان “نشأة المسرح اللبناني زائفة ومصطنعة ومبنية على ذهنية الاحتيال والشطارة الملتوية”. “مسرحنا مريض منذ ولادته وما زال حتى الآن في غرفة العناية الفائقة ولا يريد المنتحلون تطبيبه لأنهم يجهلون التشخيص فيسخّرون الخشبات والشاشات يومياً مع من يدعمهم من خلال البرامج المستنسخة والمشوهة”.
وتحدث عن اهمية الأدب اللبناني مثل ادب جبران خليل جبران ومارون عبود وميخائيل نعيمة وتوفيق يوسف عوّاد وفؤاد كنعان وجورج شحادة وأمين معلوف وحتى الأدباء المعاصرين، وشدد على اهمية العمل على نصوصهم لترسيخ مفهوم الادب اللبناني على الخشبة المسرحية. وتطرق الى المغالطات في مفهوم الاقتباس وفق قاموس باتريس بافي، وقال ان الاقتباس هو أخذ الفكرة وتحويرها اي نقلها نقلاً غير حرفي”، والاعداد هو “اعادة كتابة الرواية او القصة في لغة درامية مسرحية، مثل ما فعل كورنيه في مسرحية “لو سيد” وموليير في مسرحية “دون جوان””.
وكانت مداخلة للمؤلف والمخرج المسرحي جلال خوري اعتبر فيها ان “لا مسرح في العالم العربي حيث يستجيب الدين لكل التساؤلات الجوهرية للعقل البشري، الا اذا استثنينا في لبنان مرحلة ما بعد هزيمة 1967 التي شكلت صدمة قوية هزت كيان الناس وبدأوا بالتوجه الى المسرح آملين في ان يلتمسوا منه اجوبة عن أسئلة عميقة اعترت وجدانهم بعد هذه الهزيمة المفجعة”.

roula.mouawad@annahar.com.lb
Twitter: rolamouawad@

 

رلى معوّض
http://newspaper.annahar.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *