الهيئة العربية للمسرح
احتضن مسرح “كاتب ياسين” الجهوي بولاية تيزي وزو، مساء الأحد، فعاليات حفل التكريم الذي حظيت به عميدة الفن الجزائري، أو “أم الجزائريين” كما يحلو للبعض تسميتها، الفنانة القديرة”شافية بوذراع” التي بدت في حالة صحية صعبة، إلا أنها أبت إلا أن تستجيب لهذه الدعوة التي حضرها أيضا عدد من الوجوه الفنية الذين شاركوا “اللا عيني” فرحتها وسط محبيها.
تكريم عملاقة الفن الجزائري من قبل المسرح الجهوي لولاية تيزي وزو، جاء في إطار الاحتفالات المخلدة لأحداث 8 ماي 45، وتقديرا وعرفانا بما قدمته للفن الجزائري، وإثرائه برصيد فني ومسيرة يشهد لها كل الجزائريين، حيث قدم عدد من الممثلين الذين شاركوها في أعمال فنية مختلفة، لحضور هذا التكريم الذي اعتبره المنظمون ردا للجميل وتقديرا لهذه القامة التي نقشت اسمها بأحرف من ذهب في الساحة الفنية الجزائرية، عبر الأدوار المتنوعة التي أدتها طيلة سنوات، قدمت من خلالها صورة المرأة الجزائرية، المكافحة والمضحية من اجل عائلتها وأبنائها، ولعل دور “اللا عيني” يبقى راسخا في الذاكرة الجماعية، لكونها تقمصت دور الأغلبية الساحقة لنساء جزائر عهد الاستقلال.
الحاضرون من أوجه الشاشة الجزائرية كل من “حسان بن زراري”، “امال حيمر”، “محمد اعجايمي”، “مزيان يلا”، “أحمد غبوبة” المعروف فنيا باسم “أحمد حمدان” صاحب السلسلة الفكاهية “الطاكسي المجنون”، أشادوا بالمسيرة الفنية الحافلة لهذه القامة المعروفة دائما بعطائها الكبير وتواضعها أيضا، واستذكر كل واحد منهم أهم الأدوار التي فتحت الأبواب أمامها لعالم الشهرة، هذه الأخيرة التي كانت رفيقة لها مع أولى أعمالها الفنية، نظرا لشخصيتها القوية وتمكنها من التحكم في الأدوار المسندة لها.
الفنانة التي حاربت المستعمر الفرنسي خلال تواجده، واصلت مسيرتها النضالية عبر الرسائل التي حملتها من خلال الفن، بتأديتها لأدوار كبيرة، لا تستحق اليوم سوى التقدير والاحترام، واتخاذها كقدوة في الساحة الفنية، بعد ما جعلت لنفسها اسما ساطعا لا يتطلب الإشادة لإثباته.
“شافية بوذراع” التي لم تمنعها وضعيتها الصحية من الاستجابة لدعوة مسرح تيزي وزو، لم تستطع أيضا أن تحبس دموع الفرح وهي تحظى بهذا العرفان والتقدير من جيل اليوم، الذي لم يتنكر لمكانتها وخدماتها للفن الجزائري، حيث عبرت عن فرحتها الكبيرة بهذا التكريم وبحضور زملائها إلى جانبها.
شافية بوذراع
http://jawahir.echoroukonline.com/
