(عين) مارسيل غصن… Big Like – لبنان

على خشبة «مسرح مونو» الصغير، احتشد الجمهور ليشاهد عرض lies and likes للمخرج والممثل والكاتب مارسيل غصن تشاركه في البطولة كل من ستيفاني عطالله وريتا عبد المسيح. ينطلق العرض من علاقة مجتمعاتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي التي تبلغ حداً مرضياً أحياناً.

ما قام به مارسيل غصن في هذا العرض هو تقديم ساخر لعلاقة ثنائي تصل إلى حد القتل جراء هوس الزوجة بحصد اللايكات والسيلفيز. بات الفايسبوك يشكل مقياساً اجتماعياً من ناحية، ووسيلة لتأطير حيوات زائفة. وهذا ما سعت إلى القيام به زوجة نجيب (ستيفاني عطالله) منذ اللحظات الأولى. نجيب المدّرس، يعاني من ضعف شخصية أساساً، فأتى الفايسبوك ليمحو ما تبقى منه، والزوجة التي تقضي معظم وقتها وهي تصور نفسها خلف صور مكبرة لمواقع سياحية في العالم لتنزيلها فيما بعد على فايسبوك، هي في الحقيقة تقبع في منزلها الصغير الذي لا يرقى إلى مستواها، خاصةً أنّه بلا أثاث بعد.
ولولا مساعدة الوالد في دفع أقساط المنزل، لما تمكّنَا ربما من السكن في تلك المنطقة الراقية. ما يزيد الطين بلّة أنّ نَجيب، مدرس متواضع، قد رفع دعوى قضائية على إخوته للحصول على حصة أكبر في الإرث، فيما باتت الزوجة تطمع بملايين الدولارات وتبحث عن شتى السبل لربح الدعوى ومنها انجاب طفل كيفما كان. تلك الحكاية بنيت على سيناريو محبوك وشخصيات نمطية مثيرة للضحك والشفقة في آن. أمام صمت نجيب الدائم، نرى الزوجة التي لا تتوقف عن الكلام والانتقاد. حين ينفرد نجيب بنفسه، يتحدث مع الدمى التي جلبها لتنظيم نشاط في المدرسة. زوجته تعتقد أنه مجنون ولا تنفعه الأدوية. في الجزء الأخير من المسرحية، تظهر شخصية ثالثة، وهي لين، حبيبة نجيب المغرمة به التي تزوره في منزله ولا تعرف أنه متزوج. عنصر آخر يضاف إلى حبكة النص الكوميدي الذي قال الكثير من دون الاستعانة بفائق من الكلام أو الحوارات. أجمل ما في هذا العرض هو شخصية نجيب وأداء مارسيل غصن الذي كان آسراً مع شريكته ستيفاني عطالله.

جديرٌ بالذكر هنا أنّ عطالله تشارك مارسيل غصن البطولة وتلعب دور زوجته للمرة الثانية بعد عرض «الدعوة» (٢٠١٥). تميزت ستيفاني كذلك في هذا العرض رغم أن أداءها كان متشنجاً بعض الشيء. ومن يتابع تلك الشابة في الأدوار الأخيرة التي لعبتها في «الدعوة»، يرى كم أنها واعدة، ولكن كان ينقصها في lies and likes البحث عن بعض الدوافع الداخلية التي تجعلها تقول جملها وأفعالها، الأمر الذي كان سيجنبها بعض اللحظات الميكانيكية في الأداء وكان سيمتّن أداءها بمزيد من التنويع.
من الناحية الإخراجية، قسم المخرج عرضه إلى سلسلة مشاهد تتخللها بعض الوقفات الموسيقية الصغيرة. كان ممكناً لمارسيل غصن أن يعطي بعداً أكثر درامياً لمشهدَي الدمى لما يملكان من دلالات عبر إيلاء اهتمام أكبر لكل تفصيل من ناحية السينوغرافيا الموجودة على الخشبة. ولكان ذلك أعطاه دفعاً للتحضير للمشهد الأخير للمسرحية. لكنه اختار أن يجعل المشهدين مباشرين في توجههما إلى الجمهور، في حين كان يذهب جيئة وإياباً لإحضار الدمى من طرف المسرح، ما شتت المشاهد وشتته كممثل، فخرج أحياناً عن دوره الذي لعبه بشكل ممتاز.
أما عن نهاية العرض ومن تعرض للقتل؟ فهذا جديرٌ بالمشاهدة مباشرةً.
منى…
الاخبار

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *