عين على المسرح -مهرجان خميستي لمسرح الطفل الى أجل لاحق نظير غياب الدعم والوضع الكارثي للقاعة – بقـلم : عـباسـية مـدونـي –سـيدي بـلـعبـاس-الـجزائـــر

يعدّ مسرح الطفل أحد أهم أوجه الرقي الحضاري والفني ، كما أنه عملة نادرة في مجال التأثيث لثقافة مسرحية واعية ، بخاصة اذا ما استند على أسس ومبادئ متينة تخدم جمهور الغد ألا وهو الطفل ليغدو مبدعا متمكنا ، وناقدا واعيا ومسرحيا شغوفا ، ومسرح الطفل رهان واعد في ظل المعادلة التربوية .وبالجزائر يظل مسرح الطفل سلاحا ذو حدّين ، في ظل المساعي الحثيثة نحو التأسيس لثقافة مسرحية واعدة وبين كل الآفاق والطموحات العالقة غداة جهود مضنية يبذلها شباب من كل التراب الوطني للاهتمام بهته الشريحة ابداعا ، تكوينا وممارسة على شاكلة فرق حرة ، جمعيات وتعاونيات مسرحية مختصة في مجال مسرح الطفل وكل ما يندرج تحته من أسس ، قواعد وأهداف ، ناهيك عن جهود جبارة يبذلها شباب في ضوء تنظيم أيام مسرحية أو مهرجانات وطنية تعنى بالفن الرابع الخاص بالطفل حتى نسهم في بناء شخصية هذا الطفل ، وحمله على التواصل والاحتكاك .وعلى مستوى بلدية خميستي التي تعدّ من بين البلديات القليلة التي تسعى الى رفع التحدي فنيا وثقافيا ، وككل سنة تفتح أحضانها لاستقبال فرق مسرحية من مختلف ربوع الوطن ، ها هي مؤخرا تحرم من احتضان العرس المسرحي في شكل المهرجان الوطني لمسرح الطفل في دورته الخامسة عشر والذي تنظمه جمعية نشاطات الشياب  ، والذي كان من المزمع بعث فعالياته تزامنا واحتفاليات عيدي الاستقلال والشباب ، والذي كان سيكون تحت شعار” من أجل العيش في سلام ” .وقد أفادنا  محافظ المهرجان السيد ” هنيني محمود “ الذي يرأس المهرجان منذ سنة 2013 أن هته الدورة أجّلت الى مواعيد لاحقة وذلك بسبب غياب ميزانية الدعم ، التي من المفترض أن تكون جاهزة لأجل رفع ستار الدورة الخامسة عشر ، لاستقبال الفرق وبعث فعاليات المهرجان ، بخاصة وأن التظاهرة تتزامن وعيدي الاستقلال والشباب ، لكن ولاعتبارات تنظيمية ومادية بالدرجة الأولى لم يتم تحقيق تلكم الغاية .وحسبه ، فإن الوضعية الكارثية لقاعة العروض وبسبب افتقارها للوسائل التقنية وحتى البنية التحتية لها لا تسمح باحتضان دورة 2018 ، بعد أن لم تطلها الجهات المسؤولة بالتهيئة بخاصة وأن توصيات كل دورة كانت ترفع بإلزامية تهيئة قاعة العروض ، لكن وللأسف كل دورة تبقى تلكم التوصيات حبيسة الأدراج ولا حياة لمن تنادي في ظل غياب الآذان الصاغية والجهات المسؤولة التي من المفترض أن تأخذ على عاتقها مسؤولية القاعة باعتبارها فضاء للعروض والأنشطة .وحسب ما أفادنا به ذات المتحدث ، فإن البلدية كانت ولا تزال السند الوحيد والتي دعمت أكثر من دورة ، لكن بهته الدورة امكانيات البلدية لم تسمح بالتمويل والدعم ، لكن مديرية الشباب والرياضة والتي من المفترض تعدّ قطاعا حيويا هي التي لم تحرك ساكنا ، الأمر الذي يقود شباب الجمعية بمن فيهم المحافظ الى عدم القدرة على تحمّل أعباء أكثر ، فقاعة دار الشباب من مسؤولية مديرية الشباب والرياضة ، والوضع الكارثي للقاعة ومنذ سنوات لن يسمح باستقبال الفرق وحملها على المشاركة بهته التظاهرة المسرحية .صفوة القول أن  مهرجان خميستي لمسرح الطفل على مستوى بلدية خميستي وإن كان  خطوة هامة وعنوانا للتحديات المرفوعة في ظل مسرح الطفل من حيث الواقع وما نأمله مستقبلا ، فلابد من تظافر وتعاضد شتى المجهودات وأن تكون الجهات المسؤولة والراعية لكذا تظاهرات في مستوى طموحات الشباب الذي يبذل الجهد الجهيد لإسعاد الأطفال ورسم الابتسامة على محياهم ، وبلدية خميستي التي تفتقر للمنشآت والهياكل الثقافية لابدّ أن يتمّ الالتفات اليها عاجلا أم آجلا ، وما مهرجان خميستي سوى مرآة عاكسة للراهن الذي لابدّ ألاّ نغيّبه ، ولا نحرم الأطفال من متنفسهم الوحيد السنوي ، فكيف لجهات مسؤولة ألا تهتم لهته الشريحة ؟ وكيف لذات الجهات أن تضرب عرض الحائط كل المطالب والتوصيات ؟ وأين الحس التوعوي والنضوج الفكري والفني لكل مسؤول ؟ حيث لزام على كل طرف أن يعي أهمية مسرح الطفل بخاصة ضمن القاعدة التربوية وبناء شخصية الطفل ليغدو واعيا وناضجا ، حيث بالفنّ نربي الأجيال وبخاصة مسرحيا ، فماذا يجب أن نتوقع من مجتمع يقمع طموحات شباب يسعى ؟ وماذا ننتظر من مجتمع يستهين بقدرات الطفل حامل مشعل الغد ؟إن أردنا مجتمعا سويا ، مجتمعا ناضجا وواعيا بات لزاما اعادة الاهتمام بشريحة الأطفال ، وبات لزاما أن نولي الأهمية القصوى لشباب يحاول أن يعزّز المشهد المسرحي بمناطق نائية محرومة من شتى الحقوق بخاصة حق الابداع والعطاء الفني ، وألا يكون الدعم مهما كان شكليا ، فنحن في مسيس الحاجة إلى مبادرات واعدة ورسمية غير وهمية .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *