عين على المسرح-في ذكرى المسرحي المبدع ” عبد القادر علولة” الفنان سمير زموري يتألق كالعادة -بقلم : عـبــاســـيـــة مــدونــي – ســيــدي بــلــعــباس – الجــزائـــــر

حينما يتألق الشباب ويحملون مشعل التحديات  ، ويكونون خير خلف لخير سلف ، تلكم هي ميزة المبدع الجزائري وبصمة الابداع الجزائري بخاصة في حقل الفن الرابع ، تمر أربعة وعشرون سنة على وفاة أيقونة المسرح الجزائري المرحوم الفنان المسرحي            ” عبد القادر علولة” بعد أن اغتالته ايادي الغدر سنة 1994 ، هو الذي كان صاحب رسالة فنية وانسانية سامية ، صاحب الكلمة النضالية مسرحا ، عطاء وابداعا ، وتأتي أجيال ممّن عاينوا ابداعه ، وسلف ممّن عايش مراحله الابداعية الركحية من فنانين ، تقنيين ومتابعين لمساره الفني .

في ذكرى رحيله ، المصادفة للعاشر( 10)  من شهر مارس من كل سنة ، تأتي الالتفاتة حصرية واستثنائية من طرف   الفنان ، المخرج المكون المسرحي” سمير زموري” ، وعلى مستوى المركز الثقافي” بئر الجير”  وهران ، يشعل شمعة الاحتفاء بذكراه بمعية لفيف من الشباب الذي أشرف على تكوينه ، بتنظيم من جمعية ” الفن النشيط” ، وقد تم استعراض برنامج الاحتفاء بذكرى فقيد الفن والمسرح الجزائريين من لدن المخرج المسرحي  ” سمير زموري “ ، أين كانت دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد ” علولة “، تم بعدها تقديم كلمة من لدن رئيس جمعية ” الفن النشيط” الفنان ” هشام بن عمارة” نصّت عن الحدث الثقافي والفني في ضوء المناسبة وأهمية الاحتفاء بفنانينا ممن غادرونا على غفلة بعد أن طالتهم أيادي الغدر ، بعد ذلك تمّ تقديم نفحة شعرية من طرف الفنان ” زموري سمير” عن نص شعري للفنان والدراماتورج” عمر فطموش” المدير السابق للمسرح الجهوي  بجاية ، وجسّد ذلك ركحيا ” سمير زموري” بمتابعة موسيقية من طرف              ” هشام بن عمارة” .

الأمسية في ضوء الاحتفاء بمآثر المرحوم ” علولة” عرفت أيضا بث فيلم وثائقي حول حياة الفنان ومسيرته الفنية التي أفناها خدمة للمسرح ، وبعدها تم عرض مشهد مستوحى من “الأجواد” وتجسيد ” جلول الفهايمي” عن النص الاصلي لـ” عبد القادر علولة” وتم اقتباسه الى اللغة الأمازيغية من طرف ” جمال بن عوف” ، ومساعد ” بن جليدة حبيب”  ومن تصميم واخراج” سمير زموري” الذي اشتغل على طاقة ممثلين شباب هواة ، ومنحهم تجربة خاصة ومتفرّدة في تقديم المشهد المسرحي الخاص بـ” جلول الفهايمي” ، الذين قدّموا عرضا في المستوى يليق بالحدث الفني ، وبعكس ثمار تكوينهم وتأطيرهم من لدن المخرج ” سمير زموري” .

هذا ، ومن المحطات الهامة في ظل تظاهرة الاحتفاء بعلم من أعلام الفن الجزائري تم فتح مجال المداخلات والنقاشات بين المشاركين ، الفنانين وأصدقاء المرحوم في محور “مساهمة الفنان علولة في مسرح الهواة وفي قلب الفرق الهاوية بوهران” ، نشط هته المداخلات كل من الفنان الكاتب ” بلفاضل سيدي محمد”، مع شهادة تقني الاضاءة على مستوى المسرح الجهوي وهران السيد” حاج عباس” الذي جمعته عديد الأعمال مع المرحوم ” عبد القادر علولة” والذي تكلم عن علاقة المرحوم مع تقنيي المسرح الجهوي وهران ، ناهيك عن شهادات مجموعة من الفنانين مثل “لوز هواري” والذي تحدث  بدوره عن علاقة المرحوم بشباب الفرق الهاوية مثل فرقة ” ابن سينا” ، وقد أدلى بشهادته أيضا الفنان” زموري “ كما أشرف على ادارة النقاش ومجموع المداخلات في باب شهادات حية للفنان المرحوم ” علولة” .

على مستوى فضاء المركز الثقافي ” بئر الجير” قد حضر حفل التكريم ما يربو عن الثمانين شخصا ، بمن فيهم الاعلاميون ، مجموعة من الفنانين وأصدقاء المرحوم   ” علولة عبد القادر” ، ولفيف من الجمهور الوفي والمتابع لأعمال المرحوم ، ناهيك عن حضور الشباب الذي يتكوّن مسرحيا على يد الفنان ” زموري سمير” ، وأهم من حضر وعاين الحفل واستمتع بأبعاده الطلبة الجامعيون من قسم الفنون بوهران الذين ثمّنوا البرنامج الثريّ للأمسية وكل ما قدّم بخاصة في باب المقطع الشعري والعرض المسرحي بالأمازيغية، حيث من خلال ذلك ألمّوا بكثير من الأبعاد المسرحية والابداعية التي يجهلونها في مسارهم الأكاديمي الذي يضيّق عليهم الخناق ، ويحتّم عليهم البقاء في منأى عن هكذا ممارسات ميدانية من المفروض أن تتوافق مع الاتجاه الأكاديمي ان تمّ التنسيق والمتابعة من طرف رؤساء الأقسام والمشرفين على هؤلاء الطلبة مع الجهات الفاعلة والنشطة على أرض الميدان تأصيلا وابداعا.

إن ذكرى العاشر مارس من  وفاة  المرحوم الفنان والمبدع ” عبد القادر علولة “ تعدّ بصمة شاخصة من طرف ممّن عملوا على تكريمه فنيا وابداعيا كما يليق به ، باعتباره رجل مسرح وفن ، تشهد له مسيرته الثرية وعطاءاته الفنية ، أين كان من المفروض ألا تمرّ هته الذكرى ممر الكرام بوهران على مستوى ركح ” عبد القادر علولة” بوهران ، الذي كان قد برمج في هكذا يوم تاريخي وفنيّ  حفلا فنيا لـ” حكيم صالحي” والذي تمّ تأجيله في آخر لحظة بطلب من الفنان ” صالحي” .

وعليه ، لابدّ من تشجيع كذا طاقات واعدة في مجال الفن الرابع ، التي تبدع في صمت دونما ضجيج ، والتي تكوّن فنيا وإبداعيا دونما أضواء ، لكن في المقابل تقدّم ما هو أرقى وما يليق بفنانينا بخاصة ممّن أفنوا حياتهم للخشبة ، على أمل أن ترى أعمالهم المقدّمة النور والاهتمام في مسارها الطبيعيّ .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *