تتقارب المسافات وتتقلّص الأزمنة والأمكنة في رحاب الفن الرابع ، الذي يجمع شتى التقاليد العريقة والطقوس الشاهقة في ظل الزخم المعلوماتي ، ليكون الفعل المسرحي بتوليفاته المتعدّدة والرؤى المتباينة الخط الواصل بين جميع التجارب المسرحية عبر انحاء العالم بشتى الطقوس ومختلف الاتجاهات …
أن نمارس المسرح معناه أن يسكننا شغف الجنون به كلمة وفعلا ، أن نجمع شتات الأحلام ورفات الواقع لنحيك منه حياة خصبة ، نحلّق من خلالها نحو الممكن ضمن عوالم ننحت منها دواخلنا ونتعرّى أمام الآخر ، الآخر الذي نعوّل عليه كثيرا ، الآخر الذي يتلقّف حواراتنا الداخلية والخارجية ، والذي يتجاوب سلبا أم إيجابا ، الآخر الذي نثير دهشته ونستفزّه بأساليب الطرح الفنية على الركح ، الآخر الرهان الحاصل الذي يجمعنا به المسرح …إنّــه الجمهور .
المسرح بوابة الدروب المنغلقة ، بوابة رفع التحديات والإبداع ، إنه ببساطة الدور الإنسانيّ الفاعل ، ومواجهة الأوضاع القاتمة وسياسات التقشّف والقمع بالإبداع الأصيل .
المسرح الذي نريده والذي نصنعه ، مسرح نزيه لابدّ أن يترفّع عن كل ألوان الكراهية والنبذ والتطرف ، مسرح يعترف بالجمال ، بالوجود و بالإنسان