عين على المسرح -اختتام فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف عـــطـــيـــل تظفر بالمركز الأول و” أطياف ورقيا” عرض شرفي -بقلم : عـبــاســيــة مـــدونــي – ســيـدي بـلـعـبـاس – الــجــزائــر

   على مدار أربعة أيام من أجواء المنافسة الخاصة بمهرجان سيدي بلعباس الثقافي المحلي للمسرح المحترف الذي انطلقت فعالياته يوم 29 من الشهر المنصرم ، أسدل الستار يوم 02 أكتوبر 2016 على أجواء التظاهرة المسرحية التي عرفت تنافس خمسة فرق مسرحية عبر التراب الوطني بغية افتكاك تأشيرة المرور الى ركح ” محيي الدين بشطارزي” بالجزائر العاصمة  المزمع بعث فعالياته شهر نوفمبر المقبل .

الفرق الخمس التي اعتلت ركح المسرح الجهوي سيدي بلعباس طرحت قضايا متنوعة وتناولت أفكارا متباينة في الطرح ، وجميعها سعت لشدّ انتباه الجمهور الذي حجّ الى قاعة المسرح  بشكل محتشم مقارنة بالدورات التسع المنصرمة ، أهم العروض التي شاركت بمهرجان سيدي بلعباس ، عرض ” نوافذ ” لتعاونية النقطة من وهران ، مسرحية ” هدر” للجمعية الثقافية الموجة من مستغانم ، عرض ” عطيل ” لجمعية النوارس من البليدة ، بالاضافة الى عرض ” المستور” للتعاونية الثقافية والفنية أصدقاء الفن من الشلف ومسرحية ” الفوضويون”  لتعاونية النواة بالاشتراك مع الجمعية الشبانية لرواد الفن من تيارت .

جميع تلكم العروض تمّ مشاهدتها والعمل على تقييمها من طرف لجنة تحكيم مكونة من السادة ” عزوز بن عمر ” رئيسا ، ” ” نوال جريو ” مقررا ، وكل من ” ابراهيم حشماوي” ، ” قادة بن سميشة ” و ” دين الهناني جهيد ” أعضاء  .

وقد أسفرت نتائج تقييم تلكم العروض على تأهيل مسرحية ” عطيل” لجمعية النوارس من البليدة الى المركز الأول وبالتالي افتكاكها تأشيرة المرور الى المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة ، ” عطيل ” عن وليام شكسبير من اعداد وإخراج ” أحمد مداح ” وتشخيص لفيف من الممثلين الشباب ” عباس محمد اسلام ” ، ” أحمد مداح” ، صارة غربي” ،” جغيم أكرم”  ،” الخامسة مباركية ” و” دهيمي عبد العزيز ” ، أين حافظ معد النص ومخرج العمل على أساسيات النص الأصلي ، ومع ذلك نزح الى استخدام تقنيات حديثة على الركح مثل الداتاشو ، الميكروفون وآلة تصوير ، محاولا منح المتلقي بعدا آخر لعمله في طرح جديد وفق رؤيته الاخراجية ، ردا على الحملة الغربية التي تحاك ضد المسلمين وتصوير المسلم في صورة الارهابي والهمجي والمخرب ، مع تمرير رسائل هادفة تخص الأنثى ونضالها في سبيل الحفاظ على عزتها وكرامتها في وجه الظلم الذي يطالها دونما دليل أو تقصّ للحقائق .

وحسب تقرير لجنة التحكيم الذي توصلنا به فقد أفاد بأن لجنة التحكيم السالف ذكرها والتي  اجتمعت في الدورة العاشرة للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس ، بغية التداول في شأن ترشيح أحد الأعمال المتنافسة للمشاركة في مهرجان العاصمة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف ، أنها قد شاهدت العروض الخمسة المتنافسة باهتمام كبير ، وسجلت الكثير من الملاحظات حول أشكال العروض ومضامينها ، وحصرتها

في كون :

 

  • بعض العروض قدمت محاولات تلامس قضايا المجتمع المعاصر ، بينما ذهبت أخرى الى النبش في الريبرتوار العالمي بحثا عن مواضيع إنسانية تعالج واقعنا المعيش برؤى ووسائل مختلفة ، إلا أنها لم تتمكن من تقديم قراءة فكرية محلية تتجاوز من خلالها فكر الآخر أو قراءة فنية مبتكرة تخرجها من الأشكال التقليدية ، أو خيارات جمالية تقرّبها أكثر الى الذوق المحلي ، أو اقتراح فضاءات بديلة عما هو سائد وتقليديّ .
  • وتصر اللجنة على الاشارة الى وجوب الانتباه الى الفروق الكبيرة الموجودة بين فنّ الإخراج بوصفه رؤية فنية وفكرية ، وبين الموضعة ( Mise En Place) ، وتناشد جميع المشاركين على العناية بفن التمثيل بوصفه أهمّ قناة بين العرض المسرحي والجمهور .

* الاقتباس لا يعني البتّة اختصار العمل الفني وبتر اجزائه وحذف بعض شخصياته ، بل هو تدخل يقوم به العالمون ، العارفون بشؤون الدراماتورجيا ونظريات الدراما وفنون التأليف والكتابة .

حفل اختتام الدورة العاشرة عرف تقديم عرض شرفي موسوم بــ” أطياف ورقيا” من تأليف وإخراج

دين الهناني جهيد “ ، ومن انتاج جمعية مسرح الشباب والطفل من سيدي لحسن ، سيدي بلعباس مع ثلّة من الشباب الذين عالجوا قضايا شائكة وفق جدلية الزمن ونمط الأحياء ، في عرض ذهني  فلسفي حاول المساس بجوهر قضية الرقية وكيفية استغلال كل الأطراف لذلك المصطلح وفق منهاج ديني غالبا ما تمّ الأخذ به برؤى مغلوطة تسهم بشكل أو بآخر في تعرية اللبس الحاصل ، وتقارب الواقع على حبل زمني وفضاء مفتوح لكل الاحتمالات .

صفوة القول ، أن مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف في طبعة عاشرة وعلى الرغم من بعث فعالياته وفق ظروف جدّ استثنائية إلا أنه رفع التحدي وواصل المسيرة ، وهو ينير شمعته العاشرة التي نأمل ألا يخبو نورها ان التفتت الجهات المسؤولة الى رعاية الفن والثقافة وبشكل خاص أبو الفنون ، بمنأى عن التصريحات المدوية والزائفة التي تقرّ بأهميّته ودوره الفاعل ، وفي آخر المطاف يغدو آخر الاهتمامات بمدينة المسرح والطاقات الشبانية ، بمدينة الثقافة والفن التي زرها مؤخرا وزير الثقافة ” عز الدين ميهوبي” والذي تافت تصريحاته تماما بما أقرّ به على الركح حينها ، وبالتالي باتت الأوراق متداخلة والحقائق مبهمة في ظلّ اللامبالاة والاهتمام بمجالات ثقافية أخرى على حساب الفن الرابع .

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *