(عين) «أخرجوا المسرح إلى الشارع يحتضنه الشعب»

 تحت شعار «أخرجوا المسرح إلى الشارع يحتضنه الشعب»، جاءت الأيام الوطنية الأولى للمسرح الشعبي بمدينة البرج، وهي من تنظيم تعاونية مسرح «التاج» العريقة، لتثمن حضورها طيلة سبع وعشرين سنة.

كانت الفكرة وليدة الظروف، فأغلقت القاعات وعاشت المدينة بأكملها سنوات عجاف، اعتقلت فيها الثقافة، طيلة سنوات التسعينيات، وكانت الوجهة مختلفة لصناع الفن والإبداع، خاصة أبو الفنون الذي قال عنه المسرحي حليم زدام «إن كان المسرح أبو الفنون فنحن أولاده»، وأكد المسرحي ربيع قشي من جهته أن طموحهم الأول هو رفع الأيام إلى مهرجان يضم عشاق المسرح الشعبي.
المسرحي حليم زدام: «الجمهور هجر قاعات المسرح فقررنا إقامة الأيام الوطنية للمسرح الشعبي»
اقتربت «المحور» من المسرحي «حليم زدام» منظم الأيام الوطنية للمسرح الشعبي، وفي حديثه إلينا قال: «فكرة اقتراح أيام المسرح الشعبي راودتني منذ سنة 2008، إذ جاءت الفكرة من تاريخ المسرح الشعبي الذي يعود لجون فيدار، وهو المهرجان الذي أصبح من أكبر المهرجانات في العالم المعروف بمهرجان أفنيو، كان هدف المهرجان هو جمع أكثر من فرقة مسرحية، ولكن قرر فيما بعد أن يكون المسرح شعبيا أكثر مما هو برجوازي، لكن فكرتي كانت العكس لأننا لا نملك مسرحا برجوازيا بالجزائر، لكن مشكلتنا أن الجمهور هجر قاعات المسرح، لأن المسرح انغلق على نفسه، فقررت إقامة الأيام الوطنية للمسرح الشعبي».
وأضاف من جهة أخرى: «فكانت تجربتنا الأولى مع عرض مسرحية «جحا» التي أنتجت سنة 2000 وما زالت تمثل إلى اليوم، فقد عرضت أكثر من 1000 مرة في ربوع الوطن وفي فضاء مفتوح بأربع لغات، العربية، الفرنسية والانجليزية، ومؤخرا باللغة الأمازيغية، كما كانت المشاركة بها في كل من رومانيا، تركيا، فرنسا، وهذا نظرا لغياب القاعات بالبرج، وغياب الجمهور المتفرج والمتلقي للعرض، فرغم الظروف لا زلنا نمارس المسرح حبا فيه، وشخصيا كممثل في عرض جحا وجدت أن الجمهور قريب منا ويتفاعل معنا عبر أحداث العرض، ومن هنا كانت فكرة اقتراح مهرجان المسرح الشعبي والخروج من العلبة الإيطالية، فارتأينا تسمية الأيام الخاصة بالمسرح خارج الأسوار، ولكن فكرنا أن نسميه المسرح الشعبي لأن الشعب هو الهدف الرئيسي للعرض».
«خمس سنوات عجاف  على الثقافة والأبواب مغلقة    في وجهنا بالمدينة»
أضاف محدثنا: «خمس سنين والأبواب مغلقة في وجهنا بمدينة برج بوعريريج، حيث كانت سنوات عجاف في كل الميادين، ومنها الثقافة، فكان المدير السابق للثقافة بالمدينة لا يفتح الأبواب ولا يريد الحوار، فكان منغلقا على نفسه وعلى الفن والإبداع، مما جعلنا نتجه نحو الشارع بمسرحنا، والعينة كانت مع تعاونية مسرح التاج، وبفضل الإرادة والعزيمة، خلصنا في النهاية إلى وضع اللمسات الأولى من خلال فعالية الأيام الوطنية للمسرح الشعبي، فكان الهدف منها كسب المتفرج للمتعة والفرجة، ونجحنا في خلق حركة ثقافية مسرحية بالمدينة لم يسبق لها مثيل منذ سنوات التسعينيات وبالتحديد من سنة 1994، حيث وصلنا ينها لفتح أيام مسرحية مغاربية، لكن اندثرت هذه الأيام التي كانت تفتح المشاركة لأكثر من ثلاثين فرقة خلال العشرية السوداء، ومن هذه السنة عادت الفرجة والمتعة عبر العديد من الفضاءات المفتوحة في كل من المتحف، والساحات الثقافية، وحتى في الطريق، بالخيمة والمركب الثقافي البشير الإراهيمي الذي أغلقت أبوابه لعشر سنوات، فكانت ممتلئا عن آخره، وهدفنا إحياء ما كان سابقا، ثقافيا وخاصة مسرحيا، والجمهور أدهشني، فبدخوله للقاعات تأثرت كثيرا لأن ما كنا نطمح له صار حقيقة اليوم، وما قمنا به لم يكن إلا حبا للفن وحبا لوطني وحبا لمدينتي.»
المسرحي ربيع قشي: «المسرح الشعبي بصفة خاصة يمثل ثقافة الشعب بالعودة إلى الأصل»
هذا واقتربت المحور اليومي من رئيس تعاونية مسرح التاج المسرحي «ربيع قشي» الذي صرح بقوله «بالنسبة للمسرح الشعبي لابد أن تكون هناك استراتيجية قائمة من الوزارة أو المحافظة، خاصة لهذه الأيام التي نأمل رفعها لمهرجان، لأننا كفرقة لا يمكن أن نقوم باستراتيجية لغرس ثقافة المسرح، ولكن توجد فرق حرة تعمل للمسرح الشعبي، وأكاديميون ومختصون يؤمنون بهذا المسرح الشعبي، فما يلزم هو اللقاء فكريا في التربية الفنية التي أشار إليها الفرنسي «جون فيدار»، إذ يبقى المسرح الشعبي بسيطا في شعره ولباسه، فالمسرح الشعبي بصفة خاصة يمثل ثقافة الشعب بالعودة إلى الأصل، فندعو الكل للاهتمام وفتح لقاء من أجل تنمية المسرح الشعبي».
http://elmihwar.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *