عين(مهرجان العروض المسرحية بربيع حماه الخامس عشر 2019 )سوريا

 

 

 

عين(مهرجان العروض المسرحية بربيع حماه الخامس عشر 2019 )سوريا

ضمن فعاليات مهرجان ربيع حماه الخامس عشر لهذا العام 2019 شاهد الجمهور الحموي وضيوف المهرجان عددا من العروض المسرحية علة خشبة دار الأسد لمديرية الثقافة بحماه، وعرضا على مدرج كلية الطب البيطري، وكذلك عملا مسرحيا للأطفال على خشبة صالة مجلس مدينة حماه.

شارك بالمهرجان كل من العروض التالية:

1 – مسرحية “خلف النافذة” تألف وإخراج محمود عبد الباقي

2 – مسرحية ” ليلة عيد الميلاد” إعداد وإخراج محمود عبد الباقي

3 – مسرحية ” أوقفنا الطوفان” تأليف: جوان جان إعداد وإخراج: كاميليا بطرس

4 – مسرحية ” مواطن ع الفحم” تأليف وإخراج: أحمد الحسين

5 – مسرحية ” شرابيك ” تأليف: نور الدين الهاشمي إعداد وإخراج: محمد تلاوي

6 – مسرحية ” سر السعادة ” تأليف: أحمد خنسا إعداد وإخراج: فؤاد كعيد

  • والبداية كانت بعرض مسرحية “خلف النافذة” علة خشبة مديرية الثقافة بحماه .. وحدثنا عن العرض المخرج: “محمود عبد الباقي” قائلا: ” خلف النافذة هو عمل ديو دراما .. مأخوذ عن فكرة لرواية عالمية للكاتب ” إدوارد أوتانغي” ولكن أنا لعبت على تغير الحوارات بشكل جزري. العمل يتحدث عن شخصان في مشفى للإعاقة الجسدية. ويبحث عن الأمل .. فالأمل موجود حتى ولو فقدنا أغلى مانملك ألا وهي الحركة الجسدية والنظر ولكن الأهم أن تبقى عقولنا تعمل وتدعنا نحلق بفضاءات الأحلام والخيال “. والعمل لفرقة أثر للفنون المسرحية. كما جاء بكلمة المخرج على البروشور قوله: ” عندما تعصف بنا الريح وتغلق النوافذ جميعها .. يبقى الأمل هو مفتاح الحياة” .. وشارك بالتمثيل: خالد النجار .. عبد الله العيسى .. عبد الرحمن معطي ..
  • العرض الثاني بعنوان ” ليلة عيد الميلاد ” إعداد وإخراج: محمود عبد الباقي ..وجاء بكلمة المخرج على البروشور قوله: ” مهما ابتعدنا عن أوطاننا .. يبقى الوطن هو الناجي الوحيد” ..كما حدثنا عن العمل مضيفا: ” ليلة عيد الميلاد هو عمل مأخوذ عن مسرحية لتشيخوف ” اليوبيل” .. يتحدث عن مجموعة من الأصدقاء خرجوا من بلدهم نتيجة الظروف الراهنة في سورية ولكن علموا بعد حرب دامت تسع سنوات أن الانسان مهما ابتعد عن وطنه يبقى الوطن هو الناجي الوحيد”. وشارك بالتمثيل: تامر نجيم، يوسف أسعد، بلال الخاني، مجد صعب، نوران عثمان، عبد الله العيسى، غدير حمشو، عبد الرحمن معطي .. والعمل لفرقة أثر للفنون المسرحية.
  • العرض الثالث بعنوان ” أوقفوا الطوفان ” تأليف: جوان جان .. إعداد وإخراج: كاميليا بطرس .. والتقينا ببعض الممثلين والفنيين والبداية كانت مع الفنانة المخرجة ” كاميليا بطرس” التي حدثتنا عن العمل قائلة: ” العمل يشارك في فعاليات مهرجان ربيع حماه الخامس عشر بعنوان “أوقفنا الطوفان” للكاتب “جوان جان” ونقدمه باسم أمانة المحافظة بحماه. والعمل المسرحي يتحدث عن ملحمة وطنية جمعت الشعب مع الجيش مع الحكمة التي تميز بها القائد الرئيس بشار الأسد الذين استطاعوا بهذا التلاحم إيقاف هذه الحرب الشرسة وحماية البلد من أثاره السيئة. وبالمناسبة هذه المرة الثانية التي نتعامل مع نص من نصوص الكاتب المميز الأستاذ “جوان جان” فقد سبق وقدمت الفرقة مسرحية “المولود الجديد” واليوم تقدم العمل الثاني :أوقفنا الطوفان” النص الذي يتحدث بمرموزات ذات دلالة ذكية عن الفساد والمفسدين الذين يسعون من خلال ارتباطاتهم الخارجية تدمير البنى الاستراتيجية للبلد وبشكل خاص الإنسان الطيب من خلال زجه بحرب طائفية تدمر إنسان هذا البلد، ومن هنا استطعنا عبر الحلول الإخراجية وبالتعاون مع الكاتب التركيز على هذه النقطة بالذات.. فالعمل على الإنسان لا يختلف عن صون حمى الوطن، وذلك بالعلم والثقافة والفن والمسرح .. بنسق درامي تاريخي ارتكز على العودة للخلف من خلال وثائق تاريخية وظفت بشكل فني لتخدم مقولة هذا العمل المسرحي الذي ركز على هذا التلاحم الواعي بين عفوية التجذر بالأرض والإيمان بالدفاع عنها بزنود أبنائها مشفوعة بحكمة القائد النبيل ..”.كما التقينا الفنان “محمد نجم” بصفته مساعد مخرج بالعمل فقال: ” بداية العمل مع المخرجة الفنانة ” كاميليا بطرس” ممتع ومفيد، وخصوصا هذه التجربة الثانية للعمل مع نصوص الكاتب المميز “جوان جان” ..هذا العمل ملحمة وطنية بكل المقاييس الفنية والروحية المسرحية ..بتعامل حذر مع مختلف الأطياف الاجتماعية وزجها فكريا وعمليا لوقف هذا الطوفان، وهذا لم يكن بالشيء السهل في البحث عن حلول إخراجية فنية تقوم على تكنيك الممثل ربط الحوار بالحركة التي استطاعت شد الجمهور لمتابعة العمل وتحقيق المتعة والفائدة”. كما التقينا مع الفنان الجميل ” عبد الكريم حلاق” الذي صرح قائلاً: ” الجميل بالعمل أنني أجسد شخصية المخرج المسرحي بمسرحية “أوقفوا الطوفان” للكاتب المميز “جوان جان” وهي التجربة الثانية لنا العمل على نص مميز ببعده الوطني التوعوي القائم على الإنسان بعد العمل على مسرحية “المولود الجديد” وكان العمل يركو على الإنسان .. والمخرج المسرحي يدرك هنا أهمية المسرح في توصيل رسالته التوعوية القائمة على ضرورة التلاحم بين مختلف فئات المجتمع فالانتماء ركيزة هامة بتحقيق النصر، لذا دعم المسرح قضية محورية أساس بالعمل المسرحي وبالواقع أيضا.. وعلينا إبقاء الإضاءة تنير الفعل المسرحي وترك أثره على المجتمع. والدور الثاني “مونودراما” تجسد حرب تشرين التحريرية والدور البطولي للجيش بتحطيم اسطورة العسكري الصهيوني الذي لا يقهر.” وكان لنا اللقاء مع الفنان “طلال الصالح” الذي عبر قائلا: ” لقد جسدت دور المختار الذي يقوم بدور توعوي يشد الناس للوفاء بانتمائها للبلد والدفاع عنه بوصفه جزء من شرف الانتماء الأخلاقي لكل ذرة تراب ونسمة هواء ودمعة ماء مُزجت بدم الأبناء لوقف هذا الطوفان الشرس بهمة الجميع.” وحدثتنا الممثلة الموهوبة الشابة “نوران العثمان” التي جاءت من عالم الهندسة المدنية لعالم المسرح العظيم الذي يعبر عن جواتي وعندما أقف على الخشبة أدرك وأشعر بالثقة التي تخولني أن أجسد الشخصية الموكولة ليَّ بكل شغف ومحبة ..وهذه المشاركة الثانية لي مع نص للكاتب المميز الأستاذ “جوان جان” ومن إخراج الآنسة المبدعة “كاميليا بطرس” التي هي أيضا تجربتها الثانية مع نصوص الكاتب الحساس ..وجسدت دور مذيعة البيان الثورة السورية عند استعراض الأحداث التاريخية للثورة السورية لغاية إحراز الاستقلال ..الدور الثاني كان المشاركة بالمشهد الجماعي الذي جسد الهجرة من الوطن نتيجة الظروف القاهرة ..وكيف حاول المخرج المسرحي والمختار ومعلم المدرسة إيقاف السرب المهاجر وحثهم على التمسك بالوطن بوصفهم يمثلون الفئات الاجتماعية المثقفة المؤمنة بالوطن”. شارك بالتمثيل: طلال الصالح، حسن عروب، مجد صعب، أمجد الحسون، عبد الرزاق مخللاتي، محمد سباغ، عبد الكريم حلاق، غيث مرقا، نوران العثمان، ديانا الحمصي، يوسف أسعد، لونا الشايب، مايا الشايب، هادي الحبال..
  • العرض الرابع وكان بعنوان ” مواطن ع الفحم” تأليف وإخراج: أحمد الحسين باسم الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، لفرقة ” توب سكريت” وتم تقديم العرض على مدرج كلية الطب البيطري .. وكان لنا هذا الحديث مع المؤلف والمخرج الذي قال: ” كانت رسالة العرض تقول “يجب ان نكون سوريا الهوية والمعتقد بلا طائفية” ..ويمكن إيجاز العرض بالقول: أربع شخصيات تمثل كل شخصية منهم طائفة محددة .. تجري الأحداث والحوارات لتعبر عن الثقة المحبة فيما بينهم .. يسافر “الياس” أحد الشخصيات الأربعة اضطراريا بعد ما رأى وشاهد وعايش بعض الذل والتعذيب في بلده نتيجة الظروف غير الطبيعية .. لا يستقبله أي بلد عربي فيعود ليتشبث ببلده ويقرر ان يكون في الجيش .. مع متابعة الدراسة الجامعية وتأمين أمور المعيشة لزوجته وأولاده .. وبالنهاية يموت “الياس” وتعيش قضيته في الدفاع عن الام سورية .. يتخللها بعض الاحداث حول لعب التجار بدم الشعب” وعن المسرح الجامعي حدثنا قائلا: ” اما بالنسبة للمسرح الجامعي فهو يفتقد للكثير من الاساسيات والإمكانات ولم استطيع ان اوصل الرسالة لأبعد من الجمهور الذي حضر .. طبعا رسالتي هي ان يسمع العالم ويعي ما نحاول الوصول اليه من لحمة وطنيه وعدم تفرقة بين الاديان والطوائف ..”.

والتقينا مع الموهبة الشابة ” بتول حوراني” التي حدثتنا عن مشاركتها بهذا العرض المسرحي الطلابي قائلة: ” لقد جسدت دور الفتاة الفقيرة والمهجرة والتي تتابع دراستها الجامعية بظل ظروف غير طبيعية .. ودور الفتاة التي عملت كرسونه في مشهد تجار الزومبي .. الفتاة التي كانت تلطش الشباب بفقره مشهد كوميدي بعنوان “تلطيش” ..وفي مشهد التفجير الإرهابي بالمقهى ووفاة ابتي نتيجة التفجير الهمجي الإرهابي .. وأوضحت أن لها تجربة مع المسرح منذ كانت في “السعودية” حيث شاركت بالعديد من المسرحيات ..والمسرح بالنسبة هو حياة وشغف .. وأن المسرح الجامعي هو نقطة البداية لانطلاق أي فنان ..وأن تدرس المسرح هو أشبه بأن تتعلم كيف تلتقي بمحبوبك سراً و جهراً ..

كما التقينا مع الموهبة الواعدة “هبة صواف” اتي صرحت بأنها ليست المرة الأولى التي تقف بها على خشبة المسرح، فقد شاركت بالمسرح التفاعلي، وشاركت بأكثر من عمل ولكن توقفت لفترة ثم رجعت الآن للعمل المسرح وأنا أكثر شغفا ومحبة للمسرح الذي هو الحياة بالنسبة ليَّ .. وجسدت بالمسرحية دور ” دنيا اسعد سعيد.. والسفيرة المصرية.. والفتاة الذي تريد الزواج من قلة العرسان عبر مشاهد كوميدية سوداء ..والمسرح بالنسبة ليَّ .. فقد أعلنت اليوم لزميلاتي أنني قررت الزواج من المسرح وأتبنى المقاعد أولاد لي، والحضور هم من سيأتي لكي يهنئوني بهم، اما فريق العمل فهم عائلتي التي ستقف معي واقف من أجلهم ..”. وحدثتنا الشابة  “هبة عكرة” أنه للمرة الأولى التي تقف فيها على خشبة المسرح .. منذ وقت طويل وانا اتابع الاعمال المسرحية لزملائنا الطلبة كل عام، لكن لم اتوقع في حياتي انني سوف اخوض هذه التجربة .. والتي كانت من اجمل اللحظات التي لن انساها في حياتي لان المسرح هو حياة وهو نبض الواقع وهو مرآة لنا.. وقد جسدت دور “أم عبدو” المرأة النازحة والتي تعمل تقدم لعائلتها التي فقدت المعيل ..وكومبرس بمشهد التفجير، وفي مشهد التجار ومرافقة الشهيد .. ورغم الامكانات الضعيفة ماديا ومعنويا فقد قررنا كفريق عمل أن ننجح ..وقد نجحنا ..” . ومساعدة المخرج الموهبة ” هبة فطوم” التي صرحت أنها ليست المرة الأولى التي تقف على خشبة المسرح فقد كان لها مشاركات بأدوار بسيطة، وشاركت بمسرح الطفل، ورغم خبرتي البسيطة بالمسرح لكن شغفي وحبي للمسرح غير المحدود بالمطلق وهو يعني ليَّ الحياة ..وعندما أقف على الخشبة بتجرد من ذاتي ..وأصبح ” ملكة الخشبة” ..وقد شاركت ببعض الأدوار بالمسرحية إلى جانب عملي كمساعد مخرج أيضا..

  • العرض الخامس الذي شارك بالمهرجان كان بعنوان “شرابيك” لفرقة مديرية الثقافة بحماه، تأليف: نور الدين الهاشمي، إعداد وإخراج: محمد التلاوي ..وكان من الأعمال المميزة ضمن عروض المهرجان ..وعن العمل حدثنا المعد والمخرج الفنان “محمد تلاوي” قائلا: العمل هو حياة الفنان المسرحي في زمن التهميش واللادعم للفنان المسرحي في ظل ضغوطات الحياة وحالة اللاوعي من بعض الشرائح المجتمعية لفكرة المسرح وصعود الفتاة على الخشبة يبقى الممثل المحارب الصنديد الذي يتصدى لكل الصعوبات والعراقيل التي تأتي احيانا من داخل بعض المؤسسات التي من المفترض ان تكون الداعم الاساسي للفنان ولكن للأسف قد يوجد أشخاص لا يهمهم العمل المسرحي بقيمته الفنية بل يسعون إلى اطفائه وبالتالي يبحثون عن القيمة المادية وإن كانت على حساب جودة العمل هذه الجهة من تضع العصي بالعجلة أمام كل عمل جاد يحمل الفكر والتعبير عن ثقافة المجتمع فالعمل هو حالة صراع بين فكرين ضمن ظروف اجتماعية صعبة.

وعن العمل على الممثل أجاب قائلا: ” لقد سعيت في هذا العمل لإظهار الممثل بكل عفوية وأن يعبر عن حاله بين الحب والألم الذي يعيشه واقعا

وقد ظهر ذلك جليا من خلال الحوارات لقد اعتمد العمل على العفوية وكانت الحركة على الخشبة في حاله من التوازن التي وزعت على الخشبة من خلال البروفات بحيث كانت الخشبة بالكامل ساحة للتعبير وظهور الممثلين من بين الجمهور هو حياة الفنان من المجتمع وإلى المجتمع”.

وعن روح الانسجام وضرورة قبول الآخر ضمن فريق العمل حدثنا قائلا: ” دائما في اي عمل مسرحي اكون بالنسبة للمثلين الشباب الاخ والصديق والمعلم والقائد امارس كل واحدة منهم على حدا اثناء التمرين اكون المعلم واثناء البروفة اكون القائد واثناء المناقشات والمبادرات وخارج البروفة  اكون الاخ والصديق  واولا واخيرا المحبة هي من تنتج عمل ناجح ومجموعة قادرة على ايصال رسالتها بكل رقي ومحبة.. هاد يلي بحكيه من قلبي .. واخيرا العمل المسرحي هو اسقاط على كثير من الاماكن في حياة الانسان في مكان توجد عراقيل او مجموعة من الظروف الصعبة التي سميناها شرابيك .. فحيث يوجد الحب والاصرار على العمل رغم كل الظروف توجد الاستمرارية ومن ثم النجاح”. وشارك بالتمثيل: خالد نجار، فراس السلوم، منار حجازي، هادي دقاق، محمد سباغ، غيث مرقا، يوسف أسعد، عبد الرحمن كربجها، نوران عثمان، ميس خوجة، عبد الرحمن الطويل، أحمد العلي، هشام طوماني. الفنيون: مساعد المخرج: محمد نجم .. فني الصوت والإضاءة المهندس خالد موصلي ..فني التصوير: غياث بازرباشي، موسيقا: يوسف أسعد

  • العرض السادس والذي كان الوحيد للأطفال بعنوان” سر السعادة ” تأليف: أحمد خنسا إعداد وإخراج: فؤاد كعيد .. وعن العرض المسرحي حدثنا الفنان ” فادي الياسين” قائلا: ” أردنا أن نطرح مفهوم الشهادة في سبيل الوطن بمنظور مختلف وغير مألوف عبر حتوتة وحكاية تشبه حكايا ألف ليلة وليلة عبر ملك من ملوك الأساطير مصاب بمرض جلدي وعجز عن شفائه الطب مما سبب له حزن وضيق وقهر وعدم شعور بأي متعة من متع الحياة .. لينصحوه أخيرا كبار الأطباء بأن يبحث عن رجل سعيد ليعرف منه كيف أصبح سعيدا ويفعل مثله فيكون له الشفاء .. وهنا تبدأ المفارقة والأحداث الشيقة بإطار مضحك وممتع وعملية بحث الملك عن الرجل السعيد الذي تبوء كل محاولاته بالفشل حيث بكل مملكته لم يعثر على رجل أو شخص سعيد حتى العلماء والمشاهير والعظماء عبر التاريخ “كنوبل” و “طارق بن زياد” اللذين من المفترض أن يكونوا سعداء لما قدماه للبشر من علم ومعرفة وفتوحات ومعارك ناجحة مايزال حتى يومنا هذا يُحكى فيها بأنهم هم أيضا ليسوا سعداء لأسباب منطقية وجوهرية تذكر بالعرض  .. لنكتشف أخيرا وبعد احباط الملك ويأسه الشديد لعدم وجود الشخص السعيد .. وصدفة يلتقي  بامرأة فقيرة تعيسة تدخل عليه وتخبره بأنها الشخص الذي يبحث عنه

لنتعلم منها أن السعادة الحقيقة في القلب والمشاعر وليست في الشكل أو المظاهر .. بأنها بمحبة الناس بحب العمل بالقناعة بأننا ممكن أن نجد السعادة  عبر أشياء بسيطة عادية حتى عبر أشخاص أيضا ممكن أن يكونون بسطاء فكيف إن حصلنا عليها عندما نخسر الروح أو شيء غالي علينا كالولد أو البنت كيف نشعر بها عندما ينظر إلينا الكل نظرة إجلال واكبار فقط لأننا أم الشهيد أو والد الشهيد .. لنعرف بأن السعادة بالتضحية والفداء بالوفاء بالبذل والعطاء ليحيى الوطن ويحيا أبناءه بأمن وسلام .. وميزة هذا العرض أنه  يناسب كل الأعمار لتعريف الناس بقيمة الشهادة والاستشهاد في سبيل الوطن ضمن حتوتة واحداث تتوالى بالتصعيد للوصول إلى الحبكة ومن ثم الخلاصة كل هذا بدون أن يشعر الجمهور بالملل أو التكرار الذي ينجز به بعض المشاهد المسرحية التي تتحدث عن هكذا مناسبة  ذكرى ٦ أيار عيد الشهداء ..

وهكذا كان الجمهور أمام مجموعة من العروض المسرحية التي تفاوتت بسويتها الفكرية والفنية ..وللحق فقد تميزت بعض العروض بشهادة الجمهور والمهتمين ومنها مسرحية “أوقفنا الطوفان” بموضوعها الفكري المميز الذي أشار للفساد والمفسدين بعيدا عن المباشرة، وعب رؤية إخراجية استطاعت توصيل مقولة العمل المسرحي للجمهور .. وكذلك مسرحية “شرابيك” التي ركزت على معاناة المسرح والمسرحيين عبر عراقيل ذاتية داخلية وخارجية ارتبطت بمشكلات حياتية تتعلق بضرورات الغاز والبنزين والمازوت ورغيف الخبز والفن الذي استطاع برؤية إخراجية بسيطة ومدهشة ربط الحركة للممثل بالمنطوق الحواري للممثل الذي كان سيد الخشبة بجدارة.. وكذلك مسرحية ” مواطن ع الفحم” التي عرت الفساد بكل سوياته ومساوئه وخصوصا الإرهاب الذي كرس الطائفية بالمجتمع والتي تركت أثرها السيء على المجتمع .. إضافة لهموم اطلبة ومعاناتهم في الجامعة والسكن الجامعي وموضوع الانتقال من صف لآخر محمول على التشبيح.. والأعمال الأخرى كرست التنوع بالمواضع التي تم تناولها إنطلاقا من رؤية المخرج والمؤلف مرورا بموضوع الإعداد والأمانة في الإشارة للمصدر للعمل كمصداقية في العطاء فالمسرح حضارة إنسانية قائمة على الحرية بمعناها الشمولي..

كل عام والمسرح ربيع مزهر

كنعان محيميد البني – سوريا

 

 

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.