عين(مدير المسارح والموسيقا الجمهور السوري ذواق وناقد متمرس)سوريا

 

عين(مدير المسارح والموسيقا الجمهور السوري ذواق وناقد متمرس)سوريا

لم تتوقف عروض المسرح القومي السوري خلال سنوات الحرب الإرهابية ليبقى الجمهور مواظباً على مشاهدة العروض الجديدة ومتابعة ما يقدمه المسرحيون الذي يبثون عبر الخشبة الامل بحياة أفضل ومحاربة إرهاب الظلاميين بالثقافة ونور المعرفة.

وعن خطة عمل المسرح السوري قال عماد جلول مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة في حديث لسانا الثقافية “بدأت خطة المديرية للعام الحالي بمهرجان مسرح الطفل في دمشق وعدد من المحافظات وشهد إقبالا جماهيريا عزز مفهوم مسرح الأسرة”.

ولفت جلول إلى أن تظاهرة مسرح الطفل التي تقام سنويا في عيدي الفطر والأضحى تستقطب أعدادا كبيرة من الجمهور وقال “تقام هذه التظاهرات في كل العطل والأعياد في اغلب المحافظات لاستقطاب العائلة إلى المسرح مجاناً كما تعاونت المديرية مع محافظة دمشق عدة مرات في تقديم عروض على مسرح حديقة تشرين إضافة لعرض أعمال الفرق الخاصة وتقديمها ضمن هذه التظاهرات”.

فتح باب التقديم لمشروع دعم مسرح الشباب ليتسنى لأكبر عدد من المواهب المسرحية الشابة تقديم تجاربها

وعن جديد المديرية أوضح جلول أنه تجري حاليا بروفات عرض “وحشة” للمخرج رائد مشرف كما سيكون هناك تعاون مع عدد من نجوم الفن السوري لتقديم عدة عروض مسرحية هذا العام ومنهم أيمن زيدان ومحمد عمايري وكفاح الخوص ومحمد حداقي وسامر عمران وزهير العمر وعروة العربي فضلا عن تفعيل عروض المسرح الجوال والمسرح التجريبي بعد توقف.

وحول مشروع دعم مسرح الشباب الذي انطلق العام الماضي قال جلول “فتحنا باب التقديم لهذا المشروع في أغلب المحافظات ليتسنى لأكبر عدد من المواهب المسرحية الشابة تقديم تجاربها عبر لجان فرعية في كل محافظة مختصة بقراءة النصوص وتقييم من يستحق الحصول على المنح الإنتاجية”.

وقال “الغاية من هذا المشروع منح فرصة للمواهب المسرحية الشابة لتقديم رؤاها على خشبة المسرح مع تقديم ميزانية إنتاج لا تختلف عن مثيلاتها في عروض المسرح القومي ومنح فرصة أخرى للعروض المتميزة لتقديم عرض ثان في العام التالي” لافتا إلى وجود فكرة لإقامة مهرجان مسرحي في دمشق خاص بهذه العروض.

ويشترط مشروع دعم مسرح الشباب على المتقدم أن يكون من خريجي أحد أقسام المعهد العالي للفنون المسرحية لإتاحة الفرصة للخريجين ممن يمتلكون رؤية إخراجية أو ممن قدموا عرضا مسرحيا أو أكثر بصفة مخرج على خشبة المسرح بالتعاون مع احدى المنظمات الشعبية.

وأشار جلول إلى أن هناك خططا طموحة في المسرح القومي بأغلب المحافظات ومنها عروض محافظة حلب التي ستنفذ بعضها من خلال مهرجانها الثقافي والمشاركة باحتفالية يوم الثقافة عبر عروض مسرحية لمدة أسبوع في أغلب المحافظات مبينا أن المديرية حرصت العام الماضي على أن يشاهد جمهور المسرح في المحافظات عروض المحافظات الأخرى والعروض التي قدمت في دمشق.

ويقدم المسرح القومي حاليا عرضين في محافظة حماة ومدينة القامشلي إضافة لعمل لفرقة ازرع للفنون الشعبية وعروض للأطفال في درعا.

تقديم نحو 43 عرضاً مسرحياً خلال العام الماضي بين دمشق وباقي المحافظات بزيادة 15 عرضاً على عام 2016

وسيشهد يوم المسرح العالمي هذا العام حسب مدير المسارح تقديم عرض شجرة الدردار نص هشام كفارنة واخراج الفنان ايمن زيدان مبينا أن مهرجان طرطوس الثقافي في اذار القادم سيتضمن عروضا للكبار ولمسرح العرائس.

ودعا جلول كل المخرجين المسرحيين المخضرمين المبتعدين عن المسرح إلى العودة لتقديم عروضهم على خشبة المسرح القومي مبينا أن الجمهور السوري ذواق وناقد متمرس وينتظر دائما العروض المسرحية المميزة.

وقال جلول “تم العام الماضي تقديم نحو 43 عرضا مسرحيا بين دمشق وباقي المحافظات بزيادة 15 عرضا على عام 2016 حيث تنوعت هذه العروض بين مشاريع الفنانين المخضرمين والشباب والعائدين للمسرح بعد فترة انقطاع وحظيت بحضور جماهيري كبير” معربا عن أمله أن يكون هذا العام افضل من العام الماضي.

وحول المشاركات الخارجية أوضح جلول “كانت لنا مشاركة ادارية وحوارية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي العام الماضي وسنشارك هذا العام بالمهرجان عبر عروض مسرحية كما تلقينا دعوة لمهرجان مسرح الطفل في مدينة كركوك العراقية إضافة لمشاركة في مهرجان قرطاج” مبينا أن هناك مؤشرات لعدة دعوات للمشاركة في مهرجانات مسرحية أخرى.

وأضاف جلول “كانت لنا مشاركة فعالة في مهرجان قرطاج المسرحي العام الماضي من خلال عرض ستاتيكو من تأليف شادي دويعر واخراج جمال شقير الذي حصد ثلاث جوائز كما شاركنا بمهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس من خلال عرض”هن” للكاتبة والمخرجة آنا عكاش ضمن المسابقة وعرض اختطاف للفنان أيمن زيدان كضيف على المهرجان”.

وأكد جلول أنه ليست هناك أزمة في المسرح السوري مع امتلاكنا كل مقومات العمل المسرحي من الناحية البشرية وقال ما ينقصنا اليوم هو تحسينالاجور المادية لمن يعمل في المسرح حيث شهد العام الماضي رفع لميزانية الإنتاج ولأجور العاملين في العروض المسرحية وسيكون هنالك رفع آخر خلال هذا العام معتبرا أنه مع ذلك فإن هذه الأجور تبقى دون الطموح للوصول إلى ما يوازي الجهد المبذول في العمل المسرحي باختصاصاته.

ووفقا لمدير المسارح والموسيقا فإن الطموح اليوم يرتكز على بناء مسارح جديدة بإمكانات استيعاب كبيرة ومجهزة بأحدث الوسائل التقنية في المحافظات وإنشاء بنية تحتية مناسبة لاستقبال العروض المسرحية والموسيقية الضخمة.

وستشهد الفترة القادمة حفلات موسيقية لفرق ماري بقيادة المايسترو رعد خلف وأخرى لفرق فنون شعبية كأمية وجلنار وأجيال والمهرة مشيرا إلى أن الحفلات الموسيقية تقام ضمن الاسابيع الثقافية في المحافظات وفي نشاطات منفردة.

وعبر جلول عن تفاؤله بمستقبل المسرح السوري وقال “لم نتوقف عن العمل في أصعب الظروف حيث كانت قذائف الإرهاب في كل مكان ومع ذلك كانت صالات المسارح ممتلئة بالجمهور المتعطش للمسرح والفن.. والظروف اليوم تتحسن بشكل ملحوظ في كل النواحي والمستقبل سيكون افضل مع اتساع الطموح على الصعد كافة”.

محمد سمير طحان  – دمشق – سانا

كنعان البني – سوريا