عــرض رقــص معاصـر يرتـدي جبّـة المســرح/الهادي جاء بالله

ضمن البرمجة الخاصة بأيام قرطاج المسرحية للدورة الـ18 تمّ مساء الأحد 20 نوفمبر الجاري تقديم عرض تحت عنوان «ياسم» وهو من تصميم شيرين حجازي واخراج موسيقي وعزف حي لصابرين الحسامي وتم انتاجه من قبل شركة المشرق للإنتاج بمصر.
وقد جسّد أدوار الرقص كل من شيرين حجازي وأماني عاطف ونغم صلاح. هذا العرض الذي تواصل طيلة خمس وأربعين دقيقة جاء ضمن المناخ المسرحي في أبعاده الشكلية… بواسطة أضواء ثابتة وركح خال من المتممات ما عدى مكان خاص لضابطة الايقاع  البارعة صابرين الحسامي. انطلق العرض برباعي من الراقصات وقد ارتدين كساء أحمر طويلا. هذه الانطلاقة مباشرة في الرقص جاءت على هدي إيقاع مشرقي قبل أن تتقلّص المجموعة الى ثلاث.
اللوحات الراقصة تتصاعد حينا وتنخفض حينا آخر في تجانس أخاذ مع الإيقاعات الموسيقية وضابطة الايقاع صابرين الحسامي. ومثل هذا التناغم الحيوي أحكمت ترجمته ثلّة الركح…
حركات الجسد تراوح بين الشتات والتجميع… وهذا المعطى المرفود ببعض إشارات ملامح الوجه شكّل ملامح نصّ مسرحي يتحدث عن المرأة والحرية والأسطورة في آن… تتالت اللوحات الراقصة والتي لم تنقطع مثلها مثل الايقاع الذي تواتر في وصل حميم مع حركات الراقصات. هذا التمثل للإيقاع وحركة الجسد كان ينتهي في كلّ مرة لنسج احدى اللوحات التي تعلن عن نهاية النسق الكلّي بطريقة آسرة.
عرض «ياسم» الذي كان خاليا من الكلام استطاع أن ينفذ الى المتلقي بواسطة تعبيرات ثنائية ما بين الحركة والايقاع كانت أشدّ بلاغة من حكمة الكلام وإضافة الى ما سبق ذكره، فإن العناصر النسوية المكونة للعرض وفكرته وتجسيده كانت وفيّة للإعتمالات الخاصة بالمرأة بشكل عام. وهذا المعطى أسهم هو الآخر في لعبة التوليف التي جمعت عدة عناصر، وعلى رأسها أصل الفعل ألا وهو العنصر النسوي المبدع والوفي لمشاعره التي أحسن التعامل معها وأخرجها عبر هذه التوليفة الكليّة.
عرض «ياسم» يعدّ احدى التجارب التي تقول المسرح وبقية الفنون الأخرى بأقل التكاليف من حيث المادة، ومثل هذا التقشّف رفد الجانب الحسّي للعرض والذي استساغه الحضور وتفاعل مع لوحاته، تفاعل كان وراءه أيضا حسن التوظيف الاجرائي للراقصات والإيقاع الشرقي المعاصر وزمن العرض أيضا والذي لم يتجاوز 45 دقيقة.

المصدر/ ايام قرطاج المسرحية

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *