“عطيل شكسبير” يلبس ثوبا مغربيا يهوديّا بأمريكا

قام مغني الأوبرا الفرنسي ومنتج المسرحيات الغنائية دافيد سريرو بإعادة تشخيص دور بطل المسرحية التراجيدية “عطيل”، للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، والتي أعيدت صياغتها بطريقة مغربية يهودية، هذا الشهر بمركز التاريخ اليهودي في مانهاتن الأمريكيّة.

وحسب موقع “جيروساليم بوست” فإن المسرحية تتألف من خمسة فصول، تدور أحداثها بين البندقية وقبرص، ويعتقد أنها كتبت سنة 1603، وهي مستوحاة من قصة إيطالية بعنوان “النقيب المغربي”، كتبها سينثو، تلميذ جيوفاني بوكاتشو.

وتدور أطوار المسرحية حول أربع شخصيات رئيسة، هي عطيل، الجنرال المغربي في جيش البندقية، وزوجته ديدمونة، والملازم كاسيو مساعد عطيل، وحامل الراية ياجو المنافق؛ كما تتنوع مواضيعها بين العنصرية والحب والغيرة والخيانة.

وفي قراءته للمسرحية، يقيم الموقع الإسرائيلي الشخصية البطلة بنحو إيجابي، رغم الاختلاف العرقي، وهو أمر غير مألوف في الأدب الإنجليزي بزمن شكسبير، إذ تحكي المسرحية قصة مواطن مغربي أسمر البشرة، اسمه عطيل، وهو شخص وصف بكونه أمينا وصريحا ومحبا للخير، بالإضافة إلى تميزه بالتواضع ونبذ الخيانة.

وقبل الشروع في العمل، قام دافيد سريرو بإحاطات واسعة همت تحليلاتها المسرحية وشخصياتها، كما حرص على إدخال مجموعة من المكونات ذات الطابع المغربي اليهودي، كإيقاع “الدربوكة” في التركيب الصوتي، باعتبارها آلة القرع المستخدمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والبلقان.

وتحضر العبارات المغربية بشكل لافت في هذه المسرحية، ويتم تداول عدد منها في الحوارات، إذ تمت إعادة إخراجها وفق قالب يهودي مغربي، “يحتاج أيضا إلى تبسيط اللغة وتغيير بعض التفاصيل”، على حد تعبير “جيروساليم بوست”.

ومن أبرز التغييرات التي طالت المسرحية مسألة تمثل الشاي في الثقافة الشعبية المغربية، كأبرز المشروبات التي يتناولها المغاربة، وهذا ما دفع بالقائمين على العمل الفني إلى استبدال “المشروبات الروحية” بالشاي في أحد مقاطع المسرحية.

التغييرات التي طرأت على المسرحية تجد لها عددا من المبررات لدى دافيد سريرو، الذي اعترف باستبدال بعض المقاطع من أجل تيسير المسرحية بشكل أكبر، موردا أن أفضل ما يميز أعمال شيكسبير هو إمكانية تكيفيها مع مختلف السياقات الثقافية .

ولم يخف الفنان الفرنسي رغبته في نشر أعمال شيكسبير بشكل أكبر، وعلى نطاق واسع، نظرا للإنتاجات الكبيرة التي قدمها في مجال المسرح الغنائي، وتحديثه أعماله، لكي تتلاءم مع التطورات التي عرفها العالم.

———————————
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – هسبريس

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *