عاصفة صينية فى افتتاح مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر

وكأن القدر أراد أن ينصف الرجل الذى وُلد على يديه هذا الحدث المسرحى المهم المتوقف منذ ست سنوات، ففى هذه الأيام التى يحتفى فيها المسرحيون بميلاد الخوجة – كما يحب دوما أن يسمى نفسه – د. فوزى فهمى الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون والرئيس السابق لمهرجان المسرح التجريبى،
تنطلق الليلة بدار الأوبرا أولى فعاليات المهرجان بعد أن أضيفت صفة المعاصرة لاسمه، وكأنها مكافأة عملية تؤكد لأستاذنا أن البذرة التى زرعها قبل 28 عاما قد أتت ثمارها اليوم بإصرار إدارة المهرجان برئاسة د. سامح مهران على عودته فى ثوب جديد استكمالا لمسيرته..
 
وقد تم اختيار العرض الصينى «عاصفة رعدية» للمخرج شين داليان لافتتاح عروض المهرجان الليلة بمناسبة عام مصر الصين الثقافى، ليتوالى بعدها تقديم العروض العربية والأجنبية بالمجان للجمهور وحتى يوم 30 سبتمبر الجارى، على أن يكون ذلك بلا تسابق على أية جوائز، أسوة بأهم المهرجانات المسرحية العالمية، وهو ما أثار تحفظ كثير من أبطال الفرق المشاركة فى المهرجان لإلغاء فكرة التسابق باعتبارها حافزا ومشجعا لهم ومؤهلا عمليا للمشاركة فى مهرجانات دولية أخرى، ولكن فرحتهم بعودة المهرجان كانت أكبر دليل على استجابتهم للأمر، خاصة أن منهم من كانت ولادته الفنية خلال الدورات السابقة لنفس الحدث.
 
ومن المنتظر أن يكرم المهرجان فى حفل الليلة الفنان جميل راتب ومحمد الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح وعددا من أهم المسرحيين فى العالم، كما سيشاهد الجمهور 13 عرضا مصريا بعد اعتذار عرض «سيد الوقت» عن المشاركة، و17 عرضا أجنبيا وعربيا منها عرضان لتونس وعرضان للإمارات وعرض للبنان وعروض أخرى من أهمها عرض «خواريز» الأمريكى والذى ناقش فيه مخرجه المكسيكى الأصل جذور العنف فى بلدته المكسيكية «خواريز» مستعينا بالوثائق التى أسست لها أمريكا وحولتها لأساطير عبر شاشاتها التليفزيونية.
 
وفى الوقت الذى يعيد فيه المهرجان ترتيب أوراقه تواجه إدارته تحديات كبيرة أدت إلى استياء المسرحيين، منها تأخر إعلان جدول العروض بسبب ترتيبات وصول الفرق العربية والأجنبية حتى الأيام الأخيرة قبل انطلاق الفعاليات، وهو ما تسبب فى ارتباك بروفاتهم، على المسارح المخصصة لعروضهم، بينما يسعى مجلس إدارة المهرجان لترسيخ أقدامه مؤسسيا بتخصيص ميزانية مستقلة له، وهو ما سيعزز من استقراره ومصداقيته دوليا، بالإضافة لإقامة عدة ورش فنية مجانية لمتخصصين دوليين فى مجالات الحركة الجسدية للممثل ومناهج التمثيل الحديثة والعلاقة بين السينوغرافيا والإخراج والكتابة المسرحية، بجانب عقد مائدة مستديرة لرؤساء أهم المهرجانات المسرحية عربيا ودوليا لإنشاء بروتوكول تعاون فيما بينها، كما ستقام عدة ندوات يقودها د. حسن عطية تناقش أهمية صفة المعاصرة التى أضيفت لاسم المهرجان بدءا من هذه الدورة، بالإضافة لأهمية التجريب دون أن يكون تخريبا للذائقة الجمالية.
 
—————————————————
المصدر : جلة الفنون المسرحية – باسم صادق – الأهرام

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *