( طريق الآلام ، طريق السلام ) مونودراما متنقلة

في عرضها المرافق لقافلة الحجاج الكاثوليكية من المانيا مرورا بإيطاليا وفرنسا وانتهاء باسبانيا ،، قدمت الدكتورة دلال مقاري باوش عرضها المونودراما الأخير ، الذي يحمل عنوان طريق الآلام ، طريق السلام ، الذي قدمت من خلاله تجربة الهجرة والشتات التي يعيشها الشعب الفلسطيني داخل وخارج ارضه ،، لينحو العرض بمادته المسرحية الى التقشف المقصود ،، لكي يتكيف وفق كل الفضاءات المتاحة ، ليكون مرة ( عرض مسرح شارع . ومرة اخرى عرض مسرح حجرة ) هذا التقشف المرن الذي بني على أساس الصورة الظلية ،، والخطاب الجسدي ، وتقنية الراوي التي شكلت الجسر الفني بين عناصر الفرجة المسرحية والجمهور على كافة مستوياته ،،، وبالرغم من القابلية المرنة لتحول صورة العرض وأدواته تبعا لفضاءات العرض ،، الا ان ثلاثة عناصر رئيسية لم تغب عن العروض المختلفة ،، وبقيت محورا أساسيا للحكاية التي خرجت من حطة فلسطينية ( متعددة الاستخدامات ) حملتها الدكتورة مقاري على شكل بقجة ، لتخرج منها الصور والحكايا ومفتاح الدار في فلسطين والفانوس ، ذلك الضوء الرمزي الذي لم يفارق الحكاية . عبر نص متقشف تطعم بثلاث لغات ( عربي إنكليزي وألماني ) عرضت مقاري حكاية الهجرة ،، وآلام الرحيل وذكريات ما زالت طازجة ،، رافقها امل كبير بالعودة والأمن والسلام .
عن تعاملها مع تقنيات العرض ، أكدت الدكتورة مقاري ان الحكاية وادواة العرض كتبت بمرونه لتناسب كل المناخات والأجواء ، حيث ان الصورة البصرية المنفذة بطريقة خيال الظل كانت اكثر العناصر مرونة في العرض لجهة استخدام مصادر ضوئية مختلفة في كل عرض ،، وشاشات عرض مختلفة ( فمرة يكون الستارة البيضاء عبارة عن ملاءة سرير ،، ومرة اخرى يكون القميص الأبيض الذي ترتديه مقاري هو شاشة العرض ،، حتى ان مصادر الإضاءة اختلفت من فانوس ، الى البطارية اليدوية ( البيل ) الى الفانوس السحري ) .
خمس وأربعون دقيقة ، على حكاية تتراوح بين الالم والامل ،، عبر سينوغرافيا متحولة ،، وإكسسوارات متعددة الاستخدامات . كل هذه المرونة والتحول لم تخدش ثبات رسالة النص الموجهة الى العالم بضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفسطينية .
* مصورة العرض الاخت الراهبة تريزيا فاغنر *

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *