«شغل الزر» عرض يقتحم عوالم الخيال العلمي

فرقة «أبوظبي الوطني» كسرت به القاعدة في مهرجان دبي لمسرح الشباب
«شغل الزر» عرض يقتحم عوالم الخيال العلمي

حين تبحث عن الخيال العلمي في المسرح العالمي، تكتشف أنه حالة نادرة، فقلة من المشتغلين في المسرح طرقوا أبواب هذا الأدب الذي توغلت فيه السينما. لذا تكاد حكايات الخيال العلمي أن تكون عملة نادرة في المسرح العربي تحديداً، حيث لم يسبق أن طرقت قضاياه إلا بأعمال قليلة لا تزيد على أصابع اليد الواحدة، ليبدو أن فرقة مسرح أبوظبي الوطني، قد حاولت كسر القاعدة، ودخول منافسات مهرجان دبي لمسرح الشباب، بعرض «شغل الزر» الذي يقتبس أحداثه من قصة حملت توقيع إيتون لونستن في التأليف، ليأخذ المسرحي عمر غباش على عاتقه مسؤولية ترجمتها واعدادها للمسرح.
 
عرض «شغل الزر» الذي أخرجه أحمد المرزوقي، شكل نصاً مفتوحاً على صراعات مختلفة، ما بين الأجيال نفسها، وصراع العلم والأخلاق، وكذلك صراع الطبقات الاجتماعية، ورغم ما وقع فيه العرض من اشكاليات بعدم اجابته عن تساؤلات كثيرة، الا أن انتقاء فكرة مستوحاة من الخيال العلمي، كان كفيلاً أن يفتح شهية المسرحيين الشباب، الذين أثنوا على هذه الخطوة، معتبرين اياها «خطوة جريئة».
 
اجواء ابتكارية
 
أحداث «شغل الزر» تدور في كراج مهجور يقع في مزرعة نائية، يلتقي فيها بروفيسور جامعي، وطالب يدعى «علام» ترك مقاعد دراسته قبل 4 سنوات، بعد محاضرة للبروفيسور ذاته تحدث فيها عن نظرية علمية تدور حول امكانية صناعة آلة تمكن من السفر عبر الزمن، ويتمكن الطالب من انجاز هذه الآلة، وعندما كشف عنها أمام البروفيسور، حاول الأخير أن يثنيه عن تشغيلها، وطالبه بتفكيكها، الأمر الذي يضطر «علام» إلى التخلص منه.
 
صراع غير مكتمل
 
النقاد الذين اجتمعوا في الندوة التطبيقية التي ادارها خالد علي، رأوا في العمل «خطوة مبتكرة» كونه يسلك طريق الخيال العلمي، وذلك رغم اتفاقهم على أن الصراع في العمل لم يكن مكتملاً، وخاصة بعد بلوغه ذروته، حيث توقع الجميع أن ينتهي العرض بعد أن ينقل مشاهديه نحو المستقبل، وهو ما لم يحدث، وهو رأي تشبث فيه أحمد رجب الذي قال: «الفكرة كانت مبتكرة، ولا سيما انها تسقط الضوء على فكرة أن العلم مستمر حتى على جثة الأحلام»، وبين أن الحركة على الخشبة كانت سهلة لدرجة اختفى معها الإبهار.
 
طموح زائد
 
من جانبه، اكد مهند كريم أن العرض تضمن ثيمة الخيال العلمي الغريبة والتي لم يسبق أن جسدت على خشبة المهرجان، مشيراً إلى أن هذا العرض سيقع بلا شك في مقاربة مع السينما التي قدمت أعمالاً كثيرة في هذا المجال. وقال: «الفكرة بحد ذاتها جميلة، واختيارها كان أمراً جيداً، ولكنها كانت تحتاج إلى تطوير في أداء الفنانين وإدارتهم وكذلك السينوغرافيا». وأضاف: «المخرج بدا في العرض طموحاً، ولكنه لم يتمكن من تحقيق أي من طموحاته في العرض»،
 
في رده على تساؤلات الجميع، أكد عمر غباش أن هذا العرض هو عمل شبابي وليس في مهرجان احترافي، وقال: في هذا العرض لا نطمح للمنافسة، بقدر ما نود أن نقدم عرضاً مسرحياً، مؤكداً أن هذه الأعمال نادرة في المسرح العربي. وأضاف: اعتقد أنه يجب علينا أن نعمل على تهيئة الجمهور والمسرحيين لآفاق جديدة، وأن نفتح الباب أمام المسرح لأن يناقش قضايا جديدة، عبر البحث عن قضايا جديدة لجذب الجمهور.
 
وأشار غباش إلى أن العرض تضمن العديد من خطوط الصراع، أولها بين العلم والأخلاق، وكذلك بين الأجيال نفسها، الى جانب الصراع الطبقي الذي يمكن تحليله بناءً على تأويلات عديدة.
 
علاقات
 
إلى جانب شغل الزر شهد مهرجان دبي لمسرح الشباب أيضاً عرض الليل نسي نفسه وهي من تأليف محمد سعيد الضنحاني واخراج ابراهيم القحومي، وجاء هذا العرض بقالب انساني، حيث تناول فيه العلاقات الاجتماعية، وتدور أحداث العمل حول ثلاث شخصيات من عائلة واحدة، أحدهم يبحث عن الأموال والثاني يبحث عن الحب، فيما الثالث يبحث عن الحياة والأمل.
——————————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية –  غسان خروب – البيان

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *