«سينما» ليس مثل كل السينمات / طه رشيد

 

نشر / محمد سامي موقع الخشبة

هل يستطيع الفنان في هذه المرحلة ان يقدم قراءة موضوعية وجريئة للواقع العراقي؟ وخاصة ان التغيير الكبير الذي حصل بعد التاسع من نيسان قد فتح ابواب حرية التعبير على مصراعيها! ( سيعترض بعض الاصدقاء محتجا لان بعض المسؤولين يقيمون دعوات ضد الصحفيين وسأقول لهم هذا ثمن حرية التعبير!)وكانت من نتائجه الاولية دفن مقص الرقيب داخل قبر الدكتاتور مما فسح المجال لكتاب ومخرجي المسرح أن يخوضوا تجاربا لم تخطر ببالهم، حين كان المخبر – المثقف يفتش بين السطور عن المحذور ايام النظام المقبور.
دعونا نطو صفحة الماضي ونعش هذه الايام فرحة تجربة جديدة للمسرح العراقي تقدمها الفرقة الوطنية للتمثيل.
تجربة تثبت بأن الفنان العراقي قادر على ان ينافس السياسي بقراءته الصحيحة للماضي والحاضر من أجل مستقبل أمن يعيش فيه جميع أبناء الوطن بسلام.
قراءة بعيدة عن التشنج والتخندق الطائفي او الاثني او العرقي او الحزبوي الضيق.
قراءة تذكرنا بحديث غرامشي عن المثقف العضوي مخرجا كان أم ممثلا. قراءة تدلنا على مثقف يستخدم كل ادواته من أجل المساهمة في التغيير المنشود.
هذه التجربة يقودها الفنان المبدع كاظم النصار، مؤلفا ومخرجا،بالرغم من شح الموارد المالية المخصصة للإنتاج. وهي امتداد لتجاربه السابقة التي يحلو له أن يضعها في خانة « الكابريه السياسي»، كوميديا سوداء تسير على خطى المثل العربي «شر البلية ما يضحك». وما أكثر « البلاوي» في وطننا المكتوي بالحروب والفساد والمحاصصة!
يساهم مع النصار مجموعة من الممثلين المتميزين في المسرح العراقي الجاد: اياد الطائي وباسل الشبيب و علاوي حسين وزيدون داخل والفنانة ازهار العسلي.
« سينما « النصار لا تشبه بقية السينمات لأني على يقين بأن المتلقي لن يكتفي بمشاهدة نفسه في هذا المشهد او ذاك، بل سوف يتساءل عن سبب ما جرى وما يجري للبلد وسوف يبحث عن سبب الأزمات المتتالية التي نعاني منها جميعا. وبالتالي لن يعطي صوته مجددا لمن كان سببا في كل هذا الخراب!

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *