«سجينا صدق» تقرع جرس المنافسة في مسابقة «مهرجان الدمام المسرحي»

شهد اليوم الثاني لمهرجان الدمام المسرحي في دورته الحادية عشرة تقديم مسرحيتين هما: «بعيدا عن السيطرة» لفرقة مسرح الطائف من تأليف فهد ردة الحارثي، وإخراج سامي الزهراني، ومسرحية «سجينا صدق» لنادي المسرح بجامعة جازان من تأليف عزيز بحيص، وإخراج أيمن آل مطهر، إضافة للندوة التطبيقية التي ناقشت العرض الأول وعرض «بدل فاقد» الذي أقيم في اليوم الافتتاحي.

وكعادة فرقة مسرح الطائف في التركيز على الأداء الجسدي وقوة النص، أبدع طاقم مسرحية «بعيدا عن السيطرة» في تقديم وجبة فنية متنوعة المدارس الإخراجية جعلت من الدكتور عز الدين عباسي يؤكد في ورقته النقدية بأن العرض متكامل ويقدم مقولة أن إخراج الشخصيات عن سياقها الدرامي سيفسد ما رسمت له الشخصية.

سجينا صدق

وفي العرض الثاني ليوم أمس الأول أبهر نادي المسرح بجامعة جازان الحضور بعرض مميز جسده سالم بحميش، عزيز بحيص، احمد زنوم، عزيز الجلواح، ياسر شولان، احمد الذروي، عمار البريه، عمر شحار، محمد جغدعي، منتظر النشمي، خالد راجح، عبدالسلام سلام، أمجد شويهي، فهد مغفوري، فيما صمم الإضاءة مرتجى.

تناولت المسرحية التي بدأت بغرفة سجن يحتوي على عدد من المساجين الذين تختلف قضاياهم ولكن المحور الرئيسي في العرض كان في الصراع الفكري ما بين العاطفة والعقل، إضافة لمناقشة سجن النفس والروح والتي تختلف نسبته من شخص إلى آخر، وهناك من يستسلم للواقع والأسر الداخلي والضغوط الاجتماعية والنفسية، فيما آخر يحاول ويفكر بل ويجتهد للتخلص وتخليص كل المجتمع من هذه الضغوطات.

بصورة واضحة كان العرض متكاملا بفكرته التي تنادي بالنهوض بالنفس وعدم الاستسلام للأفكار المشوشة دون البحث والتأكد من الحقائق، وبممثليه الذي رموا بأفكارهم وإبداعهم للجمهور دون تعقيد وفلسفة وبلغة عربية فصحى، وأيضا بالحبكة التي كانت من البداية وحتى النهاية سهلة ولم تخرج عن سياق الخط الدرامي.

وعن العرض، قال المسرحي عبدالله جفال: «دائما شباب مسرح جازان يفاجئوننا بما هو جديد، رأينا كيف تم استخدام الفضاء بشكل متكامل، فيما هناك تصاعد دائم في الحدث، لربما هناك سرد كبير وأتمنى أن يكون هناك تعبير جسدي أكثر وأقوى فهو أفضل لهم وللمشاهد، فيما كانت الموسيقى شرقية رائعة وهي مكتملة مع باقي المؤثرات الصوتية، والرائع أن الموسيقى امتزجت بهوية معينة وحددت المكان والهوية العربية، فيما كان أداء الممثلين رائعا وخاصة الممثل الرئيسي فقد كان تحكمه بصوته متقنا بشكل كبير، وبالنسبة للنص فقد كان رائعا بحديثه عن الحقيقة والتماهي معها».
وأضاف الجفال: «هناك علاقة تشابك بين النصوص التي عرضت في المسابقة تتعلق بما يحدث للإنسان وللروح المكنون داخله، وكأن الإنسان يمنع أن يبوح عن ما بداخله، رغم أنه عندما يتحدث بالحقيقة فهو يلامس بعذاباته وإحساسه مع الآخر وهو شيء رائع».

فيما قال مخرج العرض أيمن آل مظهر: «حرصنا كمجموعة على التركيز بإيصال فكرة أن الإنسان بإمكانه أن ينتصر على الروح المسجونة، وإننا كبشر سجناء الروح والنفس والأحلام والطموحات، ولكن بالإرادة والإصرار وبتعاون الجميع وإنكار الذات بالإمكان أن نصل إلى الهدف، فمتى ما امتلك الإنسان الإرادة سيكون بإمكانه ان يتخلص من كل الأوجاع والأحزان والعثرات التي تقف في طريق تحقيق مشروعه وحلمه في أن يصبح رقما صعبا ومحبوبا ومخترعا ومفكرا في مجتمعه ليخدم أمته ووطنه».

بدل فاقد
وفي الندوة التطبيقية لعرض افتتاح المهرجان والذي قدمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام بعنوان «بدل فاقد» من تأليف عبدالباقي بخيت، وإخراج راشد الورثان، ذكر المسرحي عبدالله الجفال في ورقته النقدية أن العمل جسد الهروب من الواقع الذي نعيش فيه وآثر الغلو فيما وراء الواقع.

وقال الجفال: «استخدم المخرج التعبير الجسدي لتقديم شخصية حفار القبور، فيما الشخصيات الثلاث الآتية إلى المقبرة ضمن الظروف السوداوية الرديئة فترفض المقبرة إيواءهم بين الأموات وهم الساعون إلى دفن مسروقاتهم وقتل الحفار، كما يتضح محاولة المخرج لإخفاء ملامح الزمان والمكان، والذي يمكن تقديره بثلاثة أيام تقريباً من خلال السينوجرافيا، التي يحسب له التعبير عن الأحاسيس أكثر من تبيانها للزمن، وهناك غموض بالنسبة لاستعمال الأرقام، حيث تعطى الجثة الأخيرة رقم 555 حسب تسلسل الميت، لكن هناك في الخلفية رقما أكبر من هذا الرقم، مما ينفي التسلسل..».

————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – موقع تريكات

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *