زيدان لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية: اجعلوا المسرح حلمكم ولو كذبتم على أنفسكم

“لم يترعرع” كما قال مازحاً في أسرة فنية تحب الفن أو تعمل به، لكنه أحب الفن وتحديداً المسرح الذي أعطاه من روحه التي ما كانت لتبلغ بعد الرابعة عشرة من عمره عندما بدأ ملقناً متميزاً وينال أجراً جيداً في تلك الفترة..
في الرابعة عشرة أيضاً، زار الفنان أيمن زيدان معظم المحافظات السورية من خلال جولة عمل خاسرة استمرت خمس وخمسين يوماً، لكنها أثمرت مع تجارب وجولات أخرى جعلت من الملقن المتميز، ممثلاً مسرحياً وتلفزيونياً ومخرجاً متميزاً..عمل في المسرح الجامعي وصنع عربة جوالة للمسارح جال بها في أرياف دمشق ووصل بها إلى الحسكة..هكذا بدأ الحلم والعشق للمسحر، فكانت المرحلة الأكثر أهمية في تلك الفترة في قرية بيت سحم، يقول زيدان: أخذت قبو هناك وتبرع لنا بعض أصحاب المناشر بالخشب، ومن ثم أتتنا تبرعات من الأهالي وقدمنا هناك الملك هو الملك في باحة إحدى المدارس.
مراحل حياتية ومهنية عديدة خص بها الفنان أيمن زيدان طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية الذين أحبوا تكريمه في ملتقاهم ملتقى الإبداع الذي يقيمونه كل فترة ويخصصونه للقاء شخصية فنية لها بصمتها ودورها في الحركة الفنية السوريّة، بشفافية وصدق وعفوية وبما يتمتع به من روح دعابة تحدث زيدان عن الهم الفني الشخصي والهم المسرحي والتلفزيوني والدرامي..
وأما البداية، فكانت مما تعلمه الفنان من صحبته الصادقة مع القدير الراحل سعد الدين بقدونس ومما أردا أن يتعلمه الطلاب في بداية مشوارهم، يقول زيدان: تعلمت من سعد الدين بقدونس أني في مهنة قد تأخذني إلى مكان لا أريده، تعلمت أن أعمل على حلمي وأن أدافع عنه وأحميه.وأضاف زيدان متوجهاً بالحديث إلى الطلاب: صحيح أننا عانينا من قلة الإمكانيات والأدوات وكنا نعتمد على ذواتنا كثيراً وعشنا ظروفاً مهنية صعبة انتظرنا بفارغ الصبر تأسيس المعهد وانتظرنا أيضاً كي ندرس به، وعانينا من قلة التكنولوجيا، لكن ظروفكم اليوم أصعب بكثير، لأنكم جئتم في وقت صعب صحيح أن التكنولوجيا متوافرة وبشكل كبير لكن يجب أن نسخرها لخدمتنا وخدمة حلمنا.
ونصح زيدان طلاب المعهد بأن يكون لكل منهم زاوية يركن إليها كل فترة يتذكر أحلامه ويدافع عنها ويقدّر إلى أين وصل، وأضاف: النجاح نوعان الأول آني والثاني تقادمي، وللأسف ذاكرة الناس في المشهد العربي لا تمتلك القدرة الشديدة على الاحتفاظ.
وقال: نحن لسنا بخير والمسرح ليس بخير والظرف العام كذلك، والحقيقة لا أعرف كم التربة العربية صالحة لأن نزرع بها شجرة صالحة تثمر وتكبر.
ونبّه زيدان الطلاب إلى أهمية المسرح كحلم أصيل، يقول: حلمنا كان مسرحياً بحتاً أنا لم أعمل في التلفزيون إلى بعد تخرجي بست سنوات خلالها رفضت أكثر من عمل في بلدنا الذي كان ينتج فقط مسلسلين أو ثلاثة في العام، رفضت لأن حلمي الأصيل هو المسرح، صحيح فيما بعد حلمنا بالتلفزيون لكنه كان حلماً طارئاً على الحلم الأصيل الذي أحاول دائماً الحفاظ عليه، لأن المسرح هو الحائط الذي نأتي ونستند إليه ونستمد من الطاقة.
وتابع زيدان: بالتلفزيون كنت انتقائياً، وبعد فترة صرت أشعر أني أصبحت أسير الفيديو، في عام 1988 اشتريت “موتور” من خلاله كنت أصل إلى مواقع التصوير لكن بعد الفيديو صار هناك أنماط حياة جديدة، وهنا أصبحت المعايير تتعرض لاختبارات وامتحانات عديدة، هل تهزمك أو تهزمها؟ صراع جديد من نوع جديد.
وأكّد زيدان إلغاء الحساسية بين التلفزيون والمسرح وغيرهما من الفنون، البقاء للجيد والناجح أينما كان في المسرح أو التلفزيون، يجب ألا نربط الشهرة بالمسرح، هناك مسرحيون عالميون لم يشتغلوا في التلفزيون قط ومع ذلك يتمتعون بشهرة كبيرة، ، أريد أن أقول لكم عندما تجعلون من المسرح حلمكم حتى لو كذبتم على أنفسكم، هذا يعطيكم قوة إضاقية حتى لو لم نشتغل مسرحاً، وحتى لو لم يتحقق الحلم.

 

نجوى صليبه- تشرين أونلاين

 

http://www.tishreenonline.sy/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *