رحيل الفنان الاماراتي محمد الحمر

الحمر1

رحيل الفنان الاماراتي محمد الحمر

فقدت الساحة المسرحية في الامارات فنان مخضرم، واحد اعمدة فرقة مسرح الشارقة الوطني، الفنان محمد الحمر..الذي اعطى سنوات من حياته للمسرح، يتذكر المسرحيون لمحمد الحمر مواقفه الانسانية. فقد كان رحمه الله صديق الجميع، وسند الجميع..في السنوات الاخيرة انقطع عن المسرح، لكن بصماته واضحة وتعيش بيننا الى اليوم..

كتب عنه المسرحي والمؤرخ عبدالاله عبدالقادر مقالة في صحيفة البيان في 29 ابريل 2012 يقول عنه:
إنه مبدع يعرفه أبناء جيله، وبشكل خاص يعرفه المخضرمون منهم، وقد يجهله الشباب الذين دخلوا المسرح، أخيراً، مع الموجات الجديدة للعروض التي تشكل خارطة اليوم المسرحية.

محمد الحمر.. أحد أقدم الأعضاء في مسرح الشارقة الوطني.. وهو فنان مخضرم في مشاركاته المسرحية.. وعاش كل السنوات التي عانى خلالها المسرح مخاضاً كبيراً.. ولم يكن يطلب مكافأة مالية بقدر ما كانت تهمه المشاركة، وليس بالضرورة أن يكون بطلاً.. إنما يكون موقعه مناسباً لطاقته وشكله ومقوماته، ولم يحقق ثروة طيلة فترة عمله في المسرح، بل كان يعيش مستفيداًمن جهده الذاتي في عمله الوظيفي.

لم يكن سهلاً لمحمد الحمر، أن يترك عمله لثلاث ساعات أو أكثر، ذلك لضرورات البروفات، ولا أذكر أنه تأخر عن موعد ما طوال فترة تجاربي معه، وكان ملتزماً بموعد البروفة، مهتماً بأيام العرض، حريصاً على وحدة العرض المسرحي، بل البنية المسرحية.

ولم يهمل عمله الأساسي الذي هو مصدر رزقه . فكان عمل هذا الرجل عجيباً جداً، خاصة في ظل ما كان يتحمله من أعباء في عمله المهني، ولكنه كان يقدم في عمله على الخشبة، جهوداً مميزة ومتفانية، طيلــــة ساعـــات مـــن الجهد والعــرق والمعاناة، ومن ذلك عمله أثنـــاء البروفات، لا بل العجيب من محمد الحمر، قدرته على التوفيـــق بيـــن العملين، وموقعهـــ المتميـــز على الخشبــــــة، وكذلك دوره الذي يناط به على مجمل المسؤوليـــات في مسرح الشارقــــة الوطني.

الحمر2
محمد الحمر

محمد الحمر في طبيعتـــه معارض، حينما يجد اعوجاجاً، حسب رأيه. وهو صريـــح في ما يحمــل من آراء أو علاقـــة إنسانية مع الآخر، وعلمته حياته العسكرية، أن يكون مستعداً أينما يكون عمله ودوره، هو لا يدعــي ثقافة عميقــة، ولكنه صاحب رأي، ولا تملك إلا أن تحترمـــه لجديته، ولواقعيته، هو فنان فطري لم يتعلم المسرح في أكاديمية أو معهد أو مدرسة، إنما امتلك التألق من خلال تميزه في الأداء، وعشقه لفن المسرح، وجديته في العمل التي جاءت جزءاً من شخصيته العسكرية.

يرتبط التاريخ الفني لمحمد الحمر، بالسنوات الأولى من عمر مسرح الشارقة الوطني، وهو بذلك يعتبر أحد رواد حركة المسرح في الإمارات، وأيضاً من المؤسسين لهذا المسرح الذي ظل في صدارة الفرق المسرحية المعطاءة.
ولعل من أوائل المسرحيات التي لعب فيها محمد الحمر، دوراً رئيسياً، مسرحية “شمس النهار” في عام 1977، وذلك مع: الراحل صقر الرشود، عبد العزيز المنصور. وكانت هذه المسرحية من تأليــف توفيـق الحكيم، ومن إعداد عبد الله السعداوي الذي رحل هو الآخر إلى البحرين، ليشكل هناك تجربة متميزة.

(عن صفحة جمعية المسرحيين) 

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.