دينا أمين: التجريب هو أحد شروط المسرح ولن نتمكن من التطور والتقدم إلا بالتجريب : رزاق رمضان

كانت دورة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر هذا العام دورة شديدة الخصوصية، نظرا لاحتفال المهرجان بمرور 25 عاما على إنشائه، لذا حرصت «مسرحنا» على التواصل مع إدارة المهرجان والتعرف على كواليس هذه الدورة، والبحث عن إجابات لاستفسارات البعض عن فعاليات المهرجان في يوبيله الفضي، وأسلوب إدارته، التقت «مسرحنا» بـ د. دينا أمين مدير المهرجان وكان لنا معها هذا الحوار.
– بداية كيف كانت تجهيزات المهرجان هذا العام خصوصا أن دورته الحالية هي دورة اليوبيل الفضي للمهرجان؟
لقد بذلنا أقصى جهدنا ليكون المهرجان هذا العام مختلفا ومميزا بمرور 25 سنة على انطلاقه، وكنا نأمل أن تكون انطلاقة هذه الدورة الخاصة جدا في بداية الصيف، ولكن نظرا لضيق الوقت بدأنا في شهر يونيو بورش العرائس من سويسرا، وورشة أزياء من إنجلترا وورشة دكتور جمال ياقوت من مصر، بالإضافة إلى إقامة ندوات لإحياء ذاكرة المهرجان، كما عرضنا تسجيلات لعروض سبق لها التقديم في خلال سنوات المهرجان السابقة، وما زلنا نأمل بعد انتهاء المهرجان في استكمال الندوات والورش.

– بالنسبة للعروض المصرية ما هي معايير اختيارها وهل يمكن أن يزيد عددها في الدوارت القادمة؟
لقد كانت هذه السنة مختلفة في اختيارنا للعروض المصرية تحديدا، فقد تم اختيار مجموعة من العروض المصرية التي فازت بجوائز المهرجان في السنوات السابقة مثل (الطوق والأسورة _ وخالتي صفية والدير _ قهوة سادة _ كلام في سري)، وقد تم اختيارها وإعادة تقديمها احتفالا بمرور 25 عاما على انطلاق المهرجان، أما بالنسبة للعروض الفائزة في المهرجان القومي للمسرح المصري، فمشاركتها تلقائية لأن لائحة المهرجان تلزمنا باختيار العروض التي حصلت على جائزة القومي.
– كيف تم اختيار العروض الأجنبية والعربية وهل هناك بعض الأسباب السياسية في اختيارها؟
بالنسبة للعروض العالمية ليس لها معايير سياسية إطلاقا في الاختيار، واختيارنا لها اختيار فني بحت، فنحن كإدارة مهرجان بحجم وقيمة التجريبي والمعاصر دائما نسعى لتقديم كل ما هو جديد، كما نسعى لاختيار فرق جديدة من بلاد جديدة.
– وما هو الجديد في اختيارات العروض الأجنبية هذا العام؟
من أهم الخطوات الجديدة التي سعينا لإنجازها فيما يخص اختيارات الدول والعروض هذا العام، هو اختيارنا لدولة سويسرا كضيف شرف للمهرجان لتقدم عرضين (ومان جانج) وهو عبارة عن عرض مايم وماسك والعرض الثاني (جوي واي) وهو من العروض السويسرية المتميزة؛ لذا أود أن اشكر دولة سويسرا لتشريفها لنا ودعمها للمهرجان بالمشاركة في اليوبيل الفضي، أيضا هناك تنوع كبير في الدول والعروض المشاركة وهناك عروض كبيرة وأخرى صغيرة لتكون هذه الدورة بانوراما واسعة لأغلب العروض المسرحية المتميزة في أكثر من دولة من الدول المشاركة.

– هل العروض الأجنبية المشاركة يمكن أن يتم استضافة المتميز منها للعرض داخل مصر أكثر من ليلة بعد المهرجان؟
– أتمنى أن يحدث ذلك ولكن هذا الأمر يجب لتوافره توافر ميزانية ونحن لا نحصل على ميزانية توفي بهذا الأمر، خصوصا أن هناك عروضا كثيرة في هذه الدورة تستحق العرض في مصر لأكثر من ليلة، فمن أكثر العروض التي أتمنى عرضها مرتين (ومان جانج)، ولكن هذا سيكلفنا كثيرا لاستضافتهم وإقامتهم وحصولهم على أجر كبير لأنهم محترفون، ولكنني أتمنى أن ندرس هذا الأمر في المستقبل وأن يتم استضافة عروض متميزة لمدة أطول وأن نجوب بها محافظات وأقاليم مصر وليس العاصمة فقط.

 – بالنسبة للورش التابعة للمهرجان كيف تم اختيار المدربين؟ وما هي الأهداف التي ترجوها إدارة المهرجان من هذه الورش؟
أعتبر الورش من أهم عناصر المهرجان الإيجابية، وأنا فخورة جدا أنني المسئولة عنها؛ لذا أبذل أقصى جهودي فيها بكل تفانٍ وحب، فالورش بالنسبة للمهرجان هي خدمة عامة للمجتمع الفني والمسرح، فنحن نسعى من خلالها لفتح المجال لأكثر عدد من المسرحيين الشباب والمحترفين والهواة لينفتحوا على التكنيكات والحركات المسرحية المعاصرة والجديدة، كما نسعى أيضا أن تكون الورش من بلاد ومدارس مسرحية مختلفة منها بريطانيا وسويسرا وألمانيا والمجر، فتعدد واختلاف الثقافات واختلاف المناهج يخلق نوعا من الثراء والاستفادة لكل المتدربين، كلٍ في المجال الذي يحبه ويريد أن ينمي قدراته فيه، مثل (رقص درامي – تمثيل – كتابة مسرحية – تصميم أزياء – عرائس) فنحن نحرص على أن تكون جميع فروع المسرح موجودة في هذه الورش.

– علق بعض المسرحيين الشباب على المقابل المادي لبعض ورش المهرجان بأنها باهظة فما رأيك في ذلك؟
بكل وضوح ميزانية المهرجان محدودة ولا تسمح بتوفير أجور مناسبة للمدربين بالورش ومن هنا لجأنا لهذه الطريقة حتى نتمكن من إقامة ورش تفيد المسرحيين في مصر وتوفي من خلالها أجر المدرب، ولم يكن من وراء ذلك أي هدف ربحي فكل ما نطمح به هو تحقيق إفادة للحركة المسرحية في مصر من خلال المهرجان، ونحن نتلقى دعما جيدا من مثل (سفارة أمريكا – وسويسرا – أي تي أي – والهيئة العربية للمسرح) ومن خلال مساعدتهم يتم دعم متطلبات كثيرة بالمهرجان منها الورش والمدربون.

 – وهل ميزانية المهرجان لا تسمح بإقامة جميع الورش دون مقابل مادي؟
– الورش التي تقام قبل بدء المهرجان لا تسمح بدعمها بشكل مجاني لأنها تقام قبل صرف ميزانية المهرجان، وهذا أمر خارج عن إرادتنا، أما بالنسبة للورش الذي تقام أثناء فعاليات المهرجان فهي ورش مجانية بلا مقابل وتحظى بكامل الدعم من قبل المهرجان.

 – وماذا عن دعاية المهرجان والتواصل مع فعالياته من خلال السوشيال ميديا؟
نملك صفحة خاصة للمهرجان ويتولى الإشراف عليها متخصصون في مجال السوشيال ميديا، ويوجد عليها تفاعل كبير وتواصل مستمر من الشباب وأسئلة واستفسارات كثيرة، ونحن نجتهد بصدر رحب للتواصل مع الجمهور والرد على جميع التساؤلات.

 – من وجهة نظرك هل التجريب في المسرح أثر بالإيجاب على الحركة المسرحية في مصر؟
التجريب هو سنة حياة المسرح ولن نتمكن من التطور والتقدم في المسرح إلا بالتجريب، فبدون تجريب لن نستطيع تقديم رؤية مستقبلية لمسرحنا، فمن واجبنا أن ندعم التجريب حتى نستطيع رؤية الاتجاه الأمثل لتطوير الحركة المسرحية في مصر، فنحن باعتبارنا مسرحيين لن نستطيع استخدام القوالب القديمة الكلاسيكية كما هي، لأن ذلك يؤدي إلى انتهاء المسرح؛ لذا أرى أن التجريب أمر أساسس ومهم لنجاح الحركة المسرحية.

 – ما الذي تتمنينه للمهرجان والحركة المسرحية في مصر خلال الفترة القادمة؟
أتمنى زيادة الميزانية لنوفر أكبر عدد من المدربين في الورش الخاصة بالمهرجان، ولكي نتمكن أيضا من استقبال فرق أكثر واستضافة ورش عالمية لأن هذا المهرجان يمثل مصر ومن واجبنا لها أن يقام بشكل متميز كل عام. فدولة كبيرة مثل مصر تعتبر أكبر الدول العربية وأكثرها خبرة في المجال الفني والمسرحي قادرة على إضافة الجديد للحركة المسرحية في القطر العربي وأيضا على المستوى المحلي في شتى أقاليم الجمهورية.

 – وأخيرا هل واجهتكم مشكلات في دورة المهرجان هذا العام؟
أكثر ما يزعجني هو هجوم البعض على المهرجان بشكل قوي من دون إدراك للموقف، وكنت أتمنى أن نتكاتف جميعا في إظهار المهرجان بأجمل صورة وأن يكون هناك تقدير للجهد المبذول من قبل إدارة المهرجان، فنحن بمجرد انتهاء كل دورة، نبدأ فورا في العمل على تجهيزات دورة العام القادم، ونرصد إيجابيات وسلبيات الدورة المنتهية ونحاول تطوير المهرجان بشكل دائم في كل جوانبه.

__________________

المصدر : مسرحنا

موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *