الدورة الأولى – مصر 2009

 

الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي في مصر ( 2009 )

 

 

  •   كلمة السيد الأمين العام أ.اسماعيل عبد الله في الافتتاح
  •   رسالة اليوم العربي للمسرح 2009: الفنانة المصرية سميحة أيوب
  •   كلمة السيد رامندو ماجمدار رئيس الهيئة العالمية للمسرح (أي. تي. أي)
  •   كلمة السيد رئيس المهرجان د.أشرف زكي
  •  

     


  

كلمة اسماعيل عبد الله – الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

في افتتاح الدورة الأولى

مهرجان المسرح العربي (مصر)

6/5/2009

جئناكم والموعد نجمة

قبلة تهوي إليها الأفئدة

واحة وحّد نور الصبح في أحضانها كل الجهات

سحابة تمطر في كل فصول الكون لحن الأغنيات

أحلامنا أنفاسنا أسماؤنا أرواحنا

ترسم في كبد السماء حروفها من ذهبٍ

يا مصر يا جنــة الدنيــا ومعناها            من قبل ان تبدأ الاكوان مسراهــا

الشمس هامتها والمجد قامتـــها             والحق رايتهـا والحب سيمـاهـا

يا عطـــر هاجر يا ريحان ماريا         مجـد العروبـة يعلو من محياهـا

وعطرت مريم العذراء ساحتـها            ونسمة الروح طافت فى حناياهـا

مبارك شعبها من بدء نشأتــها              والله فى محكم الآيات سماهــا

والعلم والدين ماضيها وحاضرها          والعلم والدين للآتى جناحـاهـا

في مساء مسرحي عربي إبداعي جداً.. وفي يوم مشهود هو الأنفس على الأنفس.. تتمايل عناقيد البهجة وتمتزج مشاعر الفرح بمشاعل الفكر والأمل والنور.. في لحظات يتحضر لها التاريخ.. ليسطّر على صدر أوراقه عناوين جديدة تضاف إلى عقد الإبداع المسرحي العربي.. عناوين للجهد والعمل الدؤوب.. عناوين للفكر والمعرفة والتواصل.. عناوين اقتحمت بنا سماوات معرفيّة جديدة.. تتألق في رحابها الخشبة.. ويستشرف بها المستقبل.

اليوم تتعطّر أنفاسنا ولأول مرة بهذا الجمع المسرحي المبارك الطامح إلى تحقيق الحلم الذي داعب منذ زمن خيالاتنا، بعد أن تم بحمد الله وفضله، تشكيل الهيئة العربية للمسرح، التي أوعز بإنشائها راعي الإبداع وحامي المسرح، الذي أنار لها الدرب.. وحمل بين يديه الشمعة والقلم.. رجل الدولة والفكر.. صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات، حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، لينطلق اليوم مهرجان المسرح العربي الأول، في مصر الكنانة.. أم الدنيا.. التي عانقت النور وتعلقت بها الأفئدة واهتدت بفكرها وثقافتها وريادتها كل القوافل والدروب..

هذا المهرجان الذي كلنا أمل أن يجمعنا نحن المسرحيين العرب على كلمة سواء، في موعد هامٍ للتلاقي والتواصل والحوار.. نصل ما انقطع..  ونوحد الخطى.. ونطلق الرؤى.. من أجل مسرح عربي هادف وجاد.. قادر على تجديد دمائه وشحذ هممه ليساهم مساهمة فاعلة في تنمية مجتمعه.. متواصلاً مع الفكر الإنساني في كل بقاع الدنيا.. متمسكاً بهويته وإرثه الثقافي والحضاري.. منفتحاً.. محاوراً.. منيراً.. هادياً.. وساعياً من أجل خير البشرية جمعاء.

اليوم.. هو يوم للتاريخ وللأجيال وللمسرح، يوم طويت فيه كل الأمكنة، واختصرت أطول المسافات، لتجتمع النفوس المغرمة بمسرحها، فتحرّك ما هو ساكن وتستنهض الهمم، وتدعمها وتبرزها وتلم شملها، فينمو هذا الغض ويكبر، ليؤتي أكله مسرحاً عربياً فاعلاً واثق الخطوة والهدف.

نتمنى لمهرجاننا المسرحي هذا النجاح والاستمرارية.. ولأهدافنا نحن المسرحيين السداد.. ولمسرحنا العربي المزيد من التألق والإبداع.

والآن حان الموعد لمشاهدة رائعة جديدة من روائع سلطان الفكر والثقافة مسرحية شمشون الجبار والتي تتشرف الهيئة العربية للمسرح بأن تكون باكورة إنتاجاتها المسرحية.. هذه الرائعة التي أهداها سموّه إلى الشعب الفلسطيني الصامد بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م.

أحلى الأوقات نتمنّاها لكم مع مسرحية شمشون الجبار

تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي

إخراج الفنان القدير الدكتور أحمد عبد الحليم

يشارك فيها كوكبة من نجوم المسرح العربي والإماراتي

ومن إنتاج الهيئة العربية للمسرح

الشاعر جمال إسماعيل حمدان

حََاوَلْتُ أُدْرِكُ سِرَّ مِصْرَ, وَنِيْلَهَا

           فَاحْتَرْتُ فِيْ أَمْرِيْ,   وَتَاهَ دَلِيْلِي             

إِنْ غِبْتُ عَنْهَا.  لاَ تُفَارِق مُهْجَتِيْ       

       حَتَّىَ   أَعُوْدَ    إِلَىَ   ضِفَافِ النِّيلِ              

فَإِذَا أَتَيْتُ,   فَمَا  أُقَاوِمُ  سِحْرَهَا

        وَتَخِرُّ   أَرْبَعَتِيْ      مِنَ    التَّبْجِيْلِ              

قَارَنْتُ   مِصْرَ بِغَيْرِهَا,  فَتَدَلَّلَتْ

 وَعَجِزْتُ   أَنْ   أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ                  

مَا السِّرُّ مِصْرُ؟ فَمَنْ سِوَاكِ لِعَثْرَتِيْ

هَلْ مِنْ سَبِيْلٍ فِيْ شِفَاءِ غَلِيْلِيْ؟          

لَكِ مِنْ إِبَاءِ الشَّامِخَاتِ إِلِىَ العُلاَ

فِيْ    كُلِّ    حَقْلٍ    مُثْبَتٍ   بِدَلِيْلِ            

هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ

         عَقِمَ     الزَّمَانُ     بِمِثْلِهَا    كَبَدِيْلِ               

رَفَعَ    الإِلَهُ مَقَامَهَا,   وَأَجَلَّهُ

          فِيْ الذِّكْرِ,  وَالتَّوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْلِ                

جَاؤا بِيُوْسُفَ مِنْ غَيَاهِبِ ظُلْمَةٍ

           أَرْضَ العَزِيْزِ,  فَكَانَ خَيْرَ نَزِيْلِ                   

مَنْ فِيْ الشِّدَادِ سِوَاكِ مِصْرُ تَكَفَّلَتْ

             بَيْتَ   النُّبُوَّةِ   مِنْ عَطَاءِ نَبِيْلِ؟                   

والنِّيْلُ   يَتْبَعُ وَحْيَ مُنْشِئِ قَطْرِهِ

      كَالطَّيْرِ حِيْنَ الوَحْيِ,  عَامَ الفِيْلِ            

يَحْنُوْ    عَلَىَ   طِفْلٍ   فَنَامَ   بِمَهْدِهِ

            فَلَكَمْ   لِنِيْلِكِ   مِنْ   يَدٍ   بِجَمِيْلِ؟                

فيِ    طُوْرِ   سَيْنَاءٍ   تَجَلَّىَ   رَبُّنَا

           فوْقَ    الكَلِيْمِ,   بِأَوَّلِ   التَّنْزِيْلِ              

وَكَذَا البَتُوْلُ,  أَتَتْ  لِمِصْرَ بِإِبْنِهَا

         تَبْغِيْ   الأَمَانَ,  وَتَحْتَمِيْ  بِمَقِيْلِ           

يَكْفِيْكِ   يَا   أَرْضَ   الكِنَانةِ هَاجَرٌ

مِيْلِىْ   بِتِيْهٍ,  يَا  كِنَانَةُ  مِيْلِي  !

يَا (أُمَّ إِسْمَاعِيْلَ): وَصْلُكِ وَاجِبٌ

         مَنْ   عَقَّ مِصْرَ فَقَدْ أَتَىَ بِجَلِيْلِ           

بِثرَاكِ   يَرْقُدُ   خَيْرُ   عِتْرَةِ مُرْسَلٍ

           طِيْبٌ يَفُوْحُ,   وَبَلْسَمٌ   لِعَلِيْلِ              

هَذِيْ   عِنَايَةُ   قَادِرٍ   خُصَّتْ   بِهَا

            مِصْرٌ,   لِتَبْقَىَ  مَوْضِعَ  التَّفْضِيْلِ                

بُوْرِكْتِ مِصْرُ,  فَلاَ  أَرَانِيَ بَالِغاً

حَقَّ الْمَدِيْحِ,  وَإِنْ جَهَدْتُ سَبِيْلِي !

قَدْ شِئْتُ إِطْنَاباً,  وَعُذْرِيَ  أَنَّنِيْ

أَطْفَأْتُ حِيْنَ بَدَا سَنَاكِ فَتِيْلِي  !

فَالنُّوْرُ أَنْتِ,  وَلاَ ضِيَاءَ إذَا انْضَوَىَ

            عَنَّا  ضِيَاؤُكِ ,  يَا  عَرُوْسَ  النِّيْلِ              

يَا مِصْرُ: يَرْعَاكِ الإِلَهُ كَمَا رَعَىَ

تَنْزِيْلَهُ   مِنْ   عَابِثٍ   وَدَخِيْلِ   !!

 إسماعيل عبد الله

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

 6 / 5 / 2009

 

   

رسالة اليوم العربي للمسرح

 6 / 5 / 2009

كتبتهات وألقتها المبدعة المصرية

السيدة سميحة أيوب

 

    في هذه المناسبة لا يملك شخص مثلي إلا أن يلتفت إلى الوراء – وليس في ذلك ما يعيب، فالتاريخ هو تجربة الإنسان الكبرى، ولا يملك إلا أن يتطلع إلى الأمام، فالمستقبل هو منارة الحاضر وبوصلته.

لا أملك إلا أن أعود إلى تجربتي المسرحية، وقد عايشت عقوداً عدة، صعد فيها المسرح وصعدت معه إلى الذرى.. وفي بعض الأحيان تراجع المسرح وقلوبنا تعتصر.. فالمسرح كان لنا البيت والأهل والوطن.

كان حلماً ورسالة.. رفعته أجيال على أكتافها، واحترق فيه مَنْ احترق، وتعذب فيه مَنْ تعذب، لكن السعادة سادت الساحة بأكملها.

تجملت الحياة بكلمات بديعة.. وخطوات على الخشبة الحبيبة.. وذلك التصفيق الذي يأتي فجأة كأنه قبلة الحياة.. فيجعل من المسرح مسرحاً.. ومن البشر بشراً.

من يعيش على جنبات المسرح.. يتنفس المسرح، ولكنه يجهل أو يتجاهل شيئاً واحداً.. هو إسدال الستار.. فحياة المسرحي بلا ستار.. النهاية.. إنها رحلة ممتدة إلى الأبد.. موغلة في الآتي..

سنظل نحلم بالمسرح.. ونتمنى كما تمنى الشاعر المصري صلاح جاهين أن تبنى دار أوبرا في كل قرية.

أحلم للمسرح أن يكون رسالة لأصحابه.. تسلم وتصل إلى محبيه.. ويؤدي دوره المرجو.. في السلام الاجتماعي والتواصل الإنساني والحوار البناء ورقي الوجدان.. وفي رفعة الأمة.

وتلك مهمتنا جميعاً.. الدولة.. والمجتمع المدني والمشاهد.. والناقد.. وقبل هؤلاء وبعدهم.. صناع البهجة المسرحية.