الهيئة العربية للمسرح
ثمةَ جهد بحثي توثيقي هام تكمن أهميتهِ حينما جمع وأرشفَ جميع رسائل الماجستير والدكتوراه بمجال المسرح في عموم المؤسسات الأكاديمية والجامعية العربية خلال الـ70 عام الماضية وهو الأول والفريد من نوعه على مستوى البحث المسرحي العربي. وقد كان مُتقدماً في فرادتهِ على جميع ما كُتبَ لاحقاً في هذا المضمار، وهو كتاب الباحث العراقي د.عامر صباح المرزوك والموسوم ( دراسة المسرح في الوطن العربي) الصادر عام 2015 عن دار الفرات للطباعة والنشر في بابل العراقية.
وأهميته مُتأتية أنه يدخل ضمن سلسلة الإصدارات المُتواصلة للدكتور المرزوك، التي عُنيت بأرشفة النتاج المسرحي عبرَ دراساتهِ البيبلوغرافية المسرحية، فأهمية هذهِ الدراسات تتمحور حول تفعيل البحث العلمي وتساعد المؤلفين في إعداد الدراسات الأكاديمية وكتابة الرسائل الجامعية من خلال إحاطتهم بأحدث المصادر والمراجع في مجالات اهتماماتهم، سواء أ كانت كتباً أو دوريات أو مواداً سمعية وبصرية أو مصادر ألكترونية.
كما أن الدراسة هذه تفيد المكتبات في عمليات التزويد واختيار وتنمية المجموعات المكتبية والتعريف بالمؤلفات المنشورة والمساهمة في التقدم العلمي للمجتمع والارتقاء بخدمات المعلومات وتنويعها وتوفير الوقت والجهد من خلال الإطلاع على أحدث الإصدارات في مختلف المجالات العلمية.
لقد عمدَ المؤلف الى تقسيم كتابهِ إلى قسمين، ضم القسم الأول (رسائل الماجستير) والقسم الثاني (رسائل الدكتوراه). ورقم الرسائل حسب الحروف الأبجدية لعنوان الرسائل، ثم ذكر أسم المؤلف وسنة الحصول على الشهادة وأسم الكلية والجامعة، ومن ثم ذكر اللغة التي كتبت بها الرسالة إذا كانت مكتوبة بغير اللغة العربية، وعلى مدى 70 عاما.
ومن أبرز مثابات هذا الكِتاب المُتفرد هوَ تضمينهَ عديد الدراسات المسرحية الأكاديمية المكتوبة بلغات أُخرى كالانكليزية والفرنسية والالمانية والتي حوتها الجامعات العربية. كما ضَمْنَّ المؤلف كتابهُ فهارس بأسماء المؤلفين وأسماء الأعلام الذين تم دراستهم ، وأسماء المسرحيات، والمصطلحات والمفاهيم والموضوعات. بالاضافة الى جدول بأسماء الجامعات العربية الواردة ذكرها مرتبة ترتيباً أبجدياً، بُغية تعميم الفائدة العلمية، لذا فالمؤلف د. المرزوك، ومن خلال كتابهِ القيّمْ هذا يُقدم مرجعاً هاماً لجميع الباحثين والمُهتمين العرب بالمسرح عُموماً كما يُظهر الكتاب مدى الإختلافات الواضحة في بُنية الدراسات المسرحية وطريقة تناولها بحثياً وإختلافها من جامعة عربية مُقارنةً بجامعة أُخرى حتى داخل البلد الواحد.
د.بشار عليوي – العراق
