“خواريز” عرض جدلي في أعين الجمهور.. بين الصراع الأسطوري بمدينة القتل وتقنيات الصورة وموسيقى البوب

قدمت يوم  الاثنين على خشبة المسرح الصغير فرقة “مسرح ميتيو” الأمريكية عرضها “جواريز” إخراج وتأليف رابين بوليندو في إطار فعاليات الدورة الــ 23 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران.
وتدور قصة العرض حول مدينة جواريز وهي مدينة واقعة على الحدود بين أمريكا والمكسيك أطلق عليها الصحفيون هناك اسم “عاصمة القتل في العالم”، والمدينة تمثل ومضة مضيئة داخل العاصفة التامة للاقتصاد الذي توجهه السياسة، واستهلاك العقار الأمريكي، وفساد الحكومة، والحماسة الدينية، والفخر العائلي كلها جميعا من داخل المنظر الطبيعي لحد السياسات، وتبدأ أحداث العرض بإجراء سلسلة من اللقاءات والتحقيقات مع سكان المدينة، فيما يزيد عن عامين، لاستكشاف المنظر الطبيعي الأكثر تعقيدا لحدود المكسيك من ناحية الولايات المتحدة.
حيث كانت التناقضات، والتاريخ، والأسطورة داخل وحول المنظر الطبيعي الفريد هي دافعه نحو ذلك التوثيق، وقد رسمت الفرقة التي وصفت عرضها بالميثيولجيا الوثائقية بقيادة روبين بولندو المخرج الفني لمسرح ميتو، خريطة فنية تشتمل على نسخ حرفية طبق الأصل، واستثمار عميق للأصالة الجسدية في الأداء.
يصور العمل ممثلي مسرح ميتو كشهود على الذاكرة والأسطورة، كما يصورهم كأدوات نقل العديد من القصص والتي تخلق خريطة معاصرة للحد الجدلي الغير معقول. العرض اقتربت مدة عرضه من الـساعة والنصف أعد ولحن موسيقاه آدم كوتشيران
وقال رابين بوليندو مخرج العرض إن فرقته تعمل على مسرحة الإعتقادات الراسخة لدى المجتمع سواء أساطير أو معتقدات دينية أو طقوس ما من خلال إحالة جميع المشاهد الحياتية المعاصرة المعقدة إلى أساطير إغريقية قديمة وبسيطة تضح فيها الصراع بين الخير والشر والعمل على مسرحتها بشكل حداثي لتتناغم مع الأحداث الواقعية المراد معاجتها مسرحيا.
وتعددت آراء الجماهير حول العرض فيرى فادي فوكيه فنان الديكور المسرحي، أن العرض لا يحتوي على صورة مسرحية موضحاً أن استخدام الفلاشات ومعدات التسليط الضوئي والداتا شو أخفت جميع الملامح الجمالية التي يجب أن يتمتع بها المشهد المسرحي.
بينما يرى محمد خليفة “طالب جامعي” أن العرض الأمريكي مبهر للغاية، واستخدم تقنيات غريبة على المسرح المصري، ونجح في توظيف آلات العرض التلفزيوني في عمل مسرحي جيد، وهذا المعنى الأدق لمفهوم التجريب.
بينما امتدحت مروة عبد الرسول “مهندسة صوتية” استخدام موسيقى البوب وتطويعها داخل العرض بحرفية شديدة حتى أقترب من أن ينضم لعروض الميوزكل كما أشارت لجودة النص والحكي فيه مؤكدة أن النص يحقق مفهوم الحداثة.
واستاء عدد من الحضور من انخفاض درجة حرارة المسرح بسبب الهواء القارس البرودة من أجهزة التكييف مما دفع العشرات لمغادرة العرض في منتصفه.
حضر العرض عدد من نجوم ومسؤولي المسرح من بينهم المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح والفنانة سلوى محمد علي.

———————————————————————————

مجلة الفنون المسرحية – مهرجان القاهرة للمسرح العاصر والتجريبي

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *