(ختام الدورة الأخيرة لمهرجان طائر الفينيق المسرحي)سوريا

 

عين(ختام الدورة الأخيرة لمهرجان طائر الفينيق المسرحي)سوريا

مهرجان طائر الفينيق المسرحي الحادي عشر 2019

ستكون الدورة الأخيرة إن لم تسعفنا الجهات المعنية …

المهرجان الذي يقدم عروضه بالهواء الطلق على الكورنيش البحري في مدينة “طرطوس” وعبر مسيرته التاريخية الحافلة بالأمنيات والأحلام التي فاز بعضها بالولادة وتعثر البعض الآخر نتيجة معوقات جلها محلية ومقدور عليها من قبل الجهات المعنية بزرع الجمال ابداعا فنيا روحيا لإنسان هذا المجتمع الطامح للأمان بظل الكلمة الطيبة واللحن الشيق والصورة النابضة بالحياة أملا بأن القادم أجمل .. لقد سعت فرقة طائر الفينيق منذ الدورة الأولى للمهرجان وحتى اليوم تقديم كل جميل محمول على نوايا طيبة بريئة حاملها حب الوطن وإنسان هذا الوطن العصي على الطامعين والمنافقين والغدارين الفاسدين محليا وعربيا ودوليا .. وبعيدا عن سرد التفاصيل المخجلة كانت الدورة الحادية عشر .. مشكورة الجهات التي ساهمت بإنقاذ المولود من الموات .. وكانت الحياة وكانت العروض والاسكتشات والمعرض الفني التشكيلي والرقصات الفنية التراثية في حفل الافتتاح الذي كان مساء يوم الأحد 25/8/2019 بحضور الشخصيات الرسمية والشعبية ومع الترحيب والكلمات الترحيبية بدأت الفعاليات على الشكل التالي:

اليوم الأول:

فرقة “البحارة” للفنون الشعبية والمسرح الراقص قدمت لوحة فلكلورية راقصة من التراث الشعبي .. ثم قدمت فرقة طائر الفينيق مسرحية “ورشة عمل” تأليف وإخراج: الأستاذ فؤاد معنا الذي أوضح قائلا: “أن العمل يعرض معاناة مجموعة من الشباب والشابات الهواة الذين يمتلكون موهبة التمثيل المسرحي ولكن لا يلقون الدعم اللازم ويسعون لإيجاد المكان المناسب لتقديم مواهبهم مؤكدين أن الحلم حق مشروع للإنسان”.

وبيّن الأستاذ فؤاد معنّا: “أنّ فرقة طائر الفينيق وطوال سنوات عملها ومنذ تأسيسها في العام 1999 تُعنى وتهتم بالهواة وتعدهم هدفها، إذ تقدم كل عام عدداً من الهواة بأكثر من عمل مسرحي، كذلك هذا العام تتبنى /13/ هاوياً وهاوية ليشاركوا في المهرجان لأول مرّة، مؤكداً على أن المهرجان تقتصر فعالياته على الأعمال المسرحية التي تقدّم في الهواء الطلق”.

وقد طالبت إدارة فرقة طائر الفينيق المسرحية من مجلس مدينة “طرطوس” مساحة على الكورنيش لبناء مسرح مكشوف مع متمماته من كواليس وغرفة ممثلين ومكياج وسواها تكون قابلة للإزالة مستقبلا .. وكللت مساعيها بالنجاح وحصلت على موافقة مجلس المدينة بالقرار8 تاريخ 27/1/2016 ..والقرار رقم 57 تاريخ 14/3/2016 .. ولكن الفرحة لم تكتمل فقد تم طي القرار بقدرة قادر .. لذا أعاد الممثلون التذكير والمطالبة في سياق العرض المسرحي “ورشة عمل” وقد جاء الحوار بالقول:

–      بدنا مساحه دايمه .. نقيم عليها بيت للمواهب .. كل شهر.. يخرّج

ميات الشباب للحياة.

–      ما بدنا نعيش ع مواقيت مدراء المراكز .. وروتين المواعيد المنتهية

.. والمنهية لألنا

–      بدنا تخصّصولنا مساحة رمليه دايمه.. وتعتبروها لمقهى.. انما..

مقهى للمواهب

–      بدنا هيك مكان نسميه بيت المواهب.. ويكون متاح لكافة المواهب

المسرحية والموسيقية والفنون الشعبية .. ومواهب الرسم والنحت..

وللمواهب الأدبية والشعرية والرياضية.

–      ما بدنا نكبر ونفكّر نترك هالبلد.. بدنا نعيش هون .. بدنا نعيش

الوطن بفكرنا.

–      نحنا أبداً ما بدنا نهرب من الوطن.. إنّما بدنا.. بدنا ما يهرب منّا

الوطن.”

 

وأقيم على هامش المهرجان معرض فني تحدثت عنه مشرفته الفنانة التشكيلية “هناء إبراهيم” بأنه يعكس تكامل الفنون مع بعضها وخصوصا المسرح وما يحظى به من حضور جماهيري مبينة أن المشاركين ينتمون لأعمار متباينة وأعمالهم نتاج لتدريب تلقوه طوال فصل الشتاء فجاءت على شكل رسومات على الكرتون بالألوان المائية.

الطفلة “رهف خضر” 11 عاما التي جسدت بلوحتين طبيعة البيئة الساحلية لمدينة طرطوس رأت أن كل فنان يعبر عما بداخله بشكل خاص ومختلف في حين أوضحت الشابة “هند الريس” والتي شاركت بثلاث لوحات متعددة المواضيع أن أهمية المعرض تكمن في كونه يضم فنانين هواة ومحترفين كباراً وصغاراً إضافة إلى مرافقته لعروض مسرحية ما يوسع أفق المشاهدة لكليهما.

اليوم الثاني:

شاهد جمهور مهرجان طائر الفينيق المسرحي الحادي عشر في ثاني أيامه عملين مسرحيين هما (سعادة البصارة) و(تصبحون على وطن).

العمل الأول من تأليف: الأستاذ  فؤاد معنا، وفكرة وإخراج محمد ديب الذي أوضح قائلا: أن (سعادة البصارة) تدور أحداثه في إطار كوميدي عن بصارة تتنبأ لشاب وفتاة التقيا مصادفة في حديقة عامة بأنهما سيتزوجان ويعيشان حياة سعيدة ليكتشفا أن هذه السعادة المتوقعة زائفة وينتهي بهما الأمر إلى الموت دون تحقيقها.

الممثلة جوانا عيده المشاركة بالعمل نوهت بأهمية المسرح المكشوف الذي يعطي كلاً من الممثل والجمهور راحة وتقارباً أكثر ويمنح فرصة لعدد أكبر من المشاهدين لرؤية العمل والتفاعل معه بشكل مباشر.

العرض الثاني  كان بعنوان “تصبحون على وطن”  تأليف وإخراج: الأستاذ فؤاد معنا الذي أوضح قائلا:  “مجموعه تعيش في “مقهى الوطن” على تخومه. لبسوا الحفاضات واقعاً بما يرمّز حقيقة لعدم السماح لأحد بالتعبير عن رأيه بأي موضوع من مواضع الوطن بلا “موافقه مسبقه” إلى أن كان الوقت الذي ظهر فيه الخطاب الديني .. حيث تركت السلطة الحبل على غاربه لكل من يريد طرح رأيه الديني تحت اعتبار أن هذا الخطاب يدعو لعبادة الله .. إلى ان حدث كل ما حدث في سوريا .. ويتبيّن هول الواقع عندما يتم طرح سؤالين “حول القومية وحول الطائفية ” فنجد العديد العديد منهما بين السوريين.. لكن عندما كان السؤال: “ولك مين فيكن سوري؟”. كان جواب الجميع: أنا سوري انا سوري.. فالوطن هو السقف الذي يجب أن يكون الجميع تحته”.

الممثلة رنيم عدبا تحدثت عن تجربتها الأولى على المسرح والصعوبة التي لمستها في البداية ولكن التدريب المستمر أتاح لها فرصة التغلب على الخجل بينما أوضح الممثل علي غريب أن العمل يتحدث عن تأثير الحرب على الشباب وضعفهم أمام الضغوطات لكن في النهاية الشعب السوري بمختلف شرائحه قادر على التغلب ومواجهة ظروف الحياة لأنه شعب ينبض بالحياة والعطاء والتجدد.

اليوم الثالث:

تابع جمهور المهرجان فقرات هذا اليوم والتي تضمنت اسكتش “ولعيه” من تأليف وإخراج:  أكرم سمعان وهاني معنا والذي تعرض عبر الموقف الكوميدي بعضا من قضايا الشباب السوري ومعاناتهم في الحياة بطريقة ساخرة.

ثم تم تقديم “مينودراما” بعنوان “لست ضلع رجل” تأليف: الأستاذ فؤاد معنا .. وإخراج: سناء محمود .. يتمحور حول أنثى تقضي حياتها لا تملك قرار ذاتها وتطغى على تصرفاتها أنها ليست أكثر من ضلع رجل .. وبات عليها أن تصرخ وتسمع العالم صرختها.. تمثيل “رنيم عدبا” وهذه تجربتها الأولى في الوقوف على خشبة المسرح .. ولكن موهبتها وحماسها وشغفها بالمسرح شجع الكاتب والمخرج على تحميلها مهمة شاقة وهو العرض المينودرامي الذي يحتاج بالضرورة لخبرة تراكمية مميزة للممثل البارع باستخدام أدواته ليفي العرض المينودرامي حقها بالحركة والحوار واستحضار الشخصيات .. وكانت المغامرة .. وكانت التجربة .. شكرا للممثلة الشابة “رنيم عدبا” جرأتها وحماسها .. وتعب وتدريب المخرجة “سناء محمود” ..

اليوم الرابع ومسك الختام:

الفقرة الأولى تكريم جميع المشاركين في المهرجان فنيا ومعنويا وماديا بتقديم براءة شكر وتقدير من إدارة المهرجان …

وختام المسك عرض مسرحي كوميدي ساخر بعنوان “فيس تو فيس” والذي حمل المشاهد الكوميدية رسائل تبين مخاطر الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي .. وأنه أصبح مرضا ساريا في المجتمعات يؤثر سلبا على الأطفال بالدرجة الأولى واليافعين والشباب والأسرة بشكل خاص ..وقد تفاعل الجمهور مع العرض المسرحي وصفق طويلا ..ويبقى السؤال: هل فعلا تحسسوا وشعروا بفظاعة الأثر السلبي لاستخدام التواصل الاجتماعي .. وسيبزلون من وقتهم لأنفسهم وأسرهم؟؟؟

والمهرجان أقيم برعاية كريمة من وزارة السياحة ووزارة الثقافة

وبالتعاون والدعم من مجلس مدينة طرطوس …

الشكر الكبير لمجلس مدينة طرطوس ولرئيسه القاضي ” محمد خالد زين لدعمهم الكبير والمشاركة بالمهرجان .. والشكر للسيد ” علي حسن الشمالي” رئيس جمعية الخضر .. ورئيس بلدة الطليعي .. ولكل السادة الذين وثقوا بالمهرجان: قيس محمد شركة تكنوبيتون .. علي عبيدان لتجارة السيارات .. خالد الطويل لتجارة السيارات .. أنور المرعي المتحدة للأدوية …

ونختم بكلمة مدير المهرجان والتي قال فيها: أسجّل الشكر الكبير للرفيق أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي لاهتمامه ورعايته مهرجاننا.. كما وأسجّل الشكر لمجلس مدينة طرطوس ورئيسه القاضي محمد خالد زين لدعمنا ومشركتنا مصاريف المهرجان منذ عام 2017.

أمّا بعد:

فقد حدثني عيسى بن هشام.. انه وبعام 2014 وكان وقت مهرجاننا السادس.. كان هذا الرصيف الصخري القابع راء المنصة “لوكيشن” لحلقه تلفزيونيه تتضمن مادّه شعريه يصوّرها وبطلها وزير الثقافة آنذاك.. وعندما وصل هذا المكان.. كان لا بدّ أن تلفت انتباهه هذه المنصة بديكورها وكواليسها .. وخاصة لافتتها بطول تسعة أمتار وعرض متر ونصف.. مكتوبا عليها مهرجان طائر الفينيق المسرحي السادس.. وعندما رأى السيّد الوزير أن المهرجان مسرحي وعروضه مكشوفه في الهواء الطلق.. كانت تلك الصدمة الإيجابية كفيله بتوقيف حلقته الشعرية .. قصد مكتبه الوزاري.. وأثار موضوع المهرجان مع الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية .. وبدأ يتباهى ويفتخر بأن لدينا مسرحاً مكشوفاً.. ولدينا مهرجان تقتصر فعالياته على المسرح المكشوف في الهواء الطلق.. هذا المهرجان الذي لا يوجد مثيله في القطر ولا بالعالم العربي .. وبدأت وزارة الثقافة تغدق علينا دعمها اللامتناهي .. وتقدّم لنا كامل الإمكانات للارتقاء بالمهرجان والسموّ به ليضاهي نظراءه في العالم “إن وُجِدَ نظير له”.

وهنا بدأت محافظة طرطوس تعتبر هذا الانجاز يخصّها .. فهذه الظاهرة المسرحية “مسرح الهواء الطلق” كان لدنها ومن أرض محافظتها .. وبدأ سباق الدعم بين المحافظة والوزارة لمهرجاننا .. حتى بتنا لا نتحمّل .. لا نتحمّل كل هذا الدعم .. وبتنا نخاف تلك الغبطة والسعادة الغامرة ان تودي بنا لارتفاع الضغط بالدم أو السكتة القلبية.. وعليه:

أنا فؤاد معنَّــا وحفاظاً على صحتي المنكوبة وخوفاً من مضاعفات الدعم أعلن .. أعلن وأنا بكامل قواي العقلية المعتبرة وطنياً .. أن هذه الدورة الحاديه عشره آخر.. آخر دورات مهرجان طائر الفينيق المسرحي.. إلاّ.. إلاّ إذا…..

تكملة كلمة مدير المهرجان تكملون قراءتها في عمله المسرحي القادم “ورشة عمل”..

ورشة عمل مسرحيه تضمّ كامل الممثلين الجدد في فرقتنا.. فكما عودناكم .. بمهرجاناتنا لم نعتد تقديم الأعمال الجديدة فقط .. بل اعتدنا كذلك تقديم الهواة الموهوبين الجدد في أعمالنا كل عام.. وبهذا العمل المسرحي 13 ممثل بينهم 11 جدد في فرقتنا.. ضمنهم 10 يصعدون خشبة المسرح لأول مرّه.. كما يوجد بينهم ثلاثة وردات صغيرات.

ورشة عمل.. مسرحيه لفرقة طائر الفينيق المسرحية.

تمثيل: محمد ديب- علي علي- علي غريب- نورا ديوب- لبنى رسلان- جوانا عيده- رنيم عدبا- علي محمد- هيا محمد- حيدره طوفان- جسيكا حسين- ميرنا حمود- زينب حمود.

مساعد مخرج: سناء محمود.

تأليف وإخراج: فؤاد معنَّــا”.

كنعان محيميد البني – سوريا

 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …