حكاية أوغاريتية.. آخر العروض المسرحية في مهرجان المسرح الجامعي باللاذقية

تواصلت فعاليات اليوم السادس لمهرجان المسرح الجامعي الخامس والعشرين بعرضين مسرحيين “أحوال” لفرقة السويداء و”حكاية أوغاريتية” لفرقة معاهد اللاذقية.

واستطاع العمل المسرحي حكاية أوغاريتية الغوص في الميثولوجيا التاريخية بطريقة فنية مبتكرة مزجت بين الرقص التعبيري والسرد الدرامي لاستعراض قصة “أقهت بن دانييل” أحد أشهر الشخصيات الأسطورية الأوغاريتية في التراث السوري القديم الذي عالج قصته الكاتب سجيع قرقماز بعد بحث وتعمق كبيرين ليخرجها فؤاد وكيل كعرض متكامل قدمته مواهب شابة من فرع معاهد اللاذقية التابع للاتحاد الوطني لطلبة سورية.

وتتحدث تفاصيل الحكاية عن دانييل القاضي العادل الذي وهبته الآلهة ابنه أقهت بعد طلبه منها بشكل متواصل ليكون أقهت أفضل الرماة والصيادين من بني جيله ويحصل على القوس الذي باركته الالهة لكنه يفقد القوس ويفقد حياته بعد ان يقتله اثنان من ابناء احد القبائل المعادية لتقوم شقيقته بالانتقام لروحه بعد أن يوكلها والدها بهذه المهمة.

ولم يغب عن العمل الذي استمر قرابة خمسين دقيقة عنصر التكثيف والسرعة في تتالي الاحداث وتوظيف الاضاءة والموسيقا بالشكل المطلوب لتكتمل العناصر الفنية مع رشاقة الممثلين وادائهم المتميز على خشبة المسرح.

وأوضح المؤلف سجيع قرقماز أن العمل يحاول استعادة أساطير وملاحم سورية قديمة لعل أبرزها الأسطورة الأوغاريتية التي تضم أكثر من قصة ورواية قام بإعادة صياغتها وتقديمها للمسرح من جديد بأسلوب مفعم بالدراما والاحاسيس العالية وقال في تصريح لـ سانا قدمت هذه المسرحية في مرة سابقة واخرجها الفنان لؤي شانا بطريقة مختلفة عن هذه المرة التي أتى فيها العمل متكاملا دارميا مع الحفاظ على عنصر التابلوهات الراقصة التي اعتمدت في المرة الماضية ولعل أبرز فكرة يطرحها العمل تمسكنا بتراثنا وتاريخنا الذي قدم اهم مقولة سلام للعالم اختتم بها العمل احمل معولك ولنزرع الأرض سلاما لبني البشر في اشارة الى ان السوريين رجال حرب في وقت الحرب ورجال سلام في وقت السلم.

الابتعاد عن الديكور المعقد والتأكيد على فكرة البساطة وترك النص يأخذ المشاهد الى المكان الصحيح أفكار اعتمدها المخرج فؤاد وكيل لإنجاح العمل لافتا انه يتعامل مع تاريخ عمره آلاف السنين ويحتاج جهدا مضاعفا لاستحضار روح ذلك الزمن الذي تعامل فيه الاوغاريتيون مع الحجر والرسائل المدونة عليه فكان دوره منصبا على فك رموزها واسقاطها على الواقع.

أما الممثل نضال عديرة الذي افتتح المسرحية باكتشافه للوح الأوغاريتي لتبدأ بعدها سردية الاحداث اشار الى ان اثبات الذات للممثلين يكون على خشبة المسرح فالمخرج قام بمهمته بإعدادهم وتهيئتهم للوصول الى الإحساس المطلوب كما ان الممثلين المخضرمين ساندوا المبتدئين بالنصح وتوجيه طاقتهم على المسرح بالشكل الصحيح لافتا الى ان عمق العمل يأتي من كونه يحمل رسالة سلام عمل النص والممثلون على تكريسها ليخرج العمل متكاملا قدر الامكان للجمهور كما ان جو المنافسة السائد في المهرجان دفع الجميع لتقديم أفضل ما لديهم مع حصول الجميع على خبرات جديدة واطلعوا على تجارب فنية منوعة زادت من رصيد المشاركين.

وفي المسرح القومي قدمت فرقة السويداء عرضا ثانيا لمسرحية عكست آلام الحرب واوجاع الشباب المفعم بالحياة والطامح لغد أفضل.

http://www.sana.sy/

 

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *