«جنوب أفريقيا».. كوميديا الموقف في عرض جماهيري

عبدالمحسن الشمري 

 

نجح الفنان عبدالعزيز المسلم في تقديم خلطة فنية حققت لعرضه الاخير «جنوب أفريقيا» النجاح، واستفاد المسلم من تجاربه السابقة في تعزيز علاقته بالجمهور، ولم يبخل في تقديم كل ما من شأنه إضفاء المزيد من التشويق والإبهار والكوميديا على العرض المسرحي الذي يتواصل هذه الأيام على مسرح نادي القادسية.

المسرحية من تأليف المسلم وإخراجه، كما أنه يلعب أحد الادوار الرئيسية فيها إلى جانب الثنائي أحلام حسن وشهاب حاجيه، إضافة إلى عدد من الأسماء الأخرى مثل عبدالله البارون، سعيد الملا، هيا الشعيبي، هاني الطباخ، عبدالله الرميان، عبدالله المسلم، سعاد سلمان، علي الفرحان وعدد من الوجوه الشابة إلى جانب فرقة استعراضية.

المسرحية محاولة حقيقية للتقريب بين المسرح النوعي والمسرح الجماهيري، تحتفظ بطابع خاص في احترام ذائقة الجمهور إلى حد بعيد، مع الإشارة إلى أن بعض الممثلين خرج عن النص رغبة منه في كسب ود الجمهور العريض الذي تفاعل مع العرض.

 

 قضية اجتماعية

يستند النص إلى قضية الطلاق في المجتمع وتأثيره في الفرد والأسرة، من خلال حكاية شاب يقع في شر أعماله بعد أن طلق زوجته ثلاث مرات، وفي الوقت الذي تتزوج الفتاة رجلا آخر يحاول طليقها العودة إليها بشتى الطرق، وتجري الأحداث في منتجع بجنوب أفريقيا يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص الذين يأتون إلى هذا المكان بأهداف مختلفة منها التجارة أو السياحة.

وخلال مجرى الأحداث تتناول المسرحية أمورا جانبية أخرى منها مشاكل كرة القدم، والعنوسة وسواهما، وتتواصل الأحداث في أجواء يغلب عليها الرعب والخوف والمفاجآت كظهور الأسود والحيوانات المفترسة.

وفي حوارات الممثلين بعض النصائح المباشرة لقضايا اجتماعية واقتصادية، إلى جانب الإشارة إلى بعض الأحداث السياسية في محيطنا العربي، وهذه التوليفة من القضايا يقدم المؤلف بأسلوب السهل الممتنع،كما أن النص يترك مساحة لا بأس بها للممثل بالارتجال حول ما يطرحه من أمور.

 

كوميديا الموقف

من الأمور الجميلة في عرض «جنوب أفريقيا» ان هناك مساحة واضحة لكوميديا الموقف، وهذه المساحة أعطت العرض روحا جميلة، وكانت الكوميديا عامل جذب لأنها خرجت في الكثير من الأوقات عن الإضحاك من دون سبب، وكانت من صميم العمل وهو أمر يحسب للمسرح الجماهيري ويقربه كثيرا من الأعمال النوعية التي لا تميل إلى الإضحاك لمجرد الإضحاك.

وقد شكلت حلام حسن مع شهاب حاجية ثنائيا متجانسا، وكانت أحلام كما عهدناها، حافظت على صورتها التي عرفت بها في الاعمال النوعية، واستغلت قدراتها في الأداء خير استغلال، وكشف شهاب عن موهبة كوميدية حقيقية، أما الفنان عبدالعزيز المسلم فقد برز بعفويته وتلقائيته المعهودة، شكل مع أحلام وشهاب ثلاثيا متناغما إلى حد كبير، وكان هذا الثلاثي نجم العرض بلا منازع، خاصة أنه يشكل العود الفقري للعرض المسرحي.

 

عامل جذب

جاءت السينوغرافيا لتشكل عاملا مساندا للفكرة الأساسية التي انطلقت منها المسرحية، خاصة في تحديد مكانها، أي جنوب أفريقيا، واعتمدت على الإبهار والتشكيل الفني الملائم للبئية التي تدور فيها الأحداث، والتي غطت مساحة كبيرة من خشبة المسرح، وكانت الإضاءة عاملا مهما في إضفاء الشكل الجمالي الخاص بالعرض المسرحي، واستمدت الموسيقى من الألحان الخاصة بأفريقيا.

ونجح الإخراج في تقديم صورة جمالية من خلال تحريك الفرقة الاستعراضية، وإدخالها من عدة أماكن في الصالة، كما كان اللون الأسود مناسبا لأزيائها.

وقد وضح خلال العرض المسرحي مدى التجانس والتناغم بين فريق العمل الذي ظهر بصورة الفريق الواحد معظم فترات العرض التي اقتربت من ثلاث ساعات.

 

———————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – القبس  

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *