جميل راتب وقيمة الفنان المتواضع/ امال بكير

فنان يحمل كل معانى كلمة أو وصف فنان.. ايضا يحمل صفة إنسان.. بدايته فى الفن لم أشهدها فقد كان أحد فنانى المسرح الفرنسى وكانت بعضا من صوره تصل إلينا.

إنه الفنان القدير الرائع جميل راتب.

أهم ما شاهدته فيه هو بعض المسرحيات وأيضا عددا من المسلسلات ولعل أهمها كان مسلسل محمد صبحى «ونيس» الذى إستغل فيه جميل راتب فى هذه المسلسلات والتى أستشعر أن ما جمعه مع جميل راتب هو الحب.

الحب المتبادل بين صبحى وجميل راتب.

فى طفولتى كنت اسمع عن شارع لايطلق عليه اسم شارع ولكن يطلق عليه «سكة».. سكة راتب وراتب هذا هو والد جميل راتب وسمى المكان باسمه وباسم القصر الذى يقع فيه بمنطقة الحلمية الجديدة حيث كنت اشاهده.. أى القصر عندما أذهب إلى جدتى التى تسكن فى هذه المنطقة.

ما لمسته طوال علاقاتى به هو منتهى التواضع.. يهتم بالصغير والكبير.. يذهب الى حفلات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. لايبحث عن أصدقاء له ولكن يجلس مع أول مائدة يحتلها شباب الفنانين.

شاهدته فى عدد كبير من حفلات السفارة الفرنسية فى القاهرة وفى إحدى الحفلات كان المفروض أن يحصل على جائزة كبيرة من الدولة الفرنسية ولكن ربما لتأخر إعلان هذا التكريم وتقديم الجائزة له.. خرجت من السفارة وكتبت عمن كان فيها وبعض الملامح ولم أذكر بالطبع جائزة أو ميدالية تكريم جميل راتب.

صباح اليوم التالى كان عتابه لى عن عدم ذكر هذا التكريم. عتابا يتسم بمنتهى الأدب. مجرد عتاب بسيط وكان بالفعل هو خطأ منى أنى غادرت السفارة قبل إعلان التكريم، التكريم الذى أسعدنى وأسعدنى بعودة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر هو هذا التكريم الذى حصل عليه الفنان جميل راتب وكان فى نهاية التكريمات ليظهر على خشبة المسرح مبتسما وهو على كرسى متحرك حيث أصبح لايقوى على السير.

كانت نظرته للجماهير نظرة تحمل معانى كثيرة من الحب والامتنان وأيضا الشكر الذى كان يعبر عنه بمجرد ابتسامة وإشارة من يده.

كان المنظر الثانى الذى أعجبنى هو تصفيق الجمهور لمدة تقترب من ثلث ساعة ولم يكن هناك تصفيق فقط ولكن وجدت الصالة بكامل من هو موجود بها يصفقون وهم واقفون ربما لم أشاهده لأحد غيره برغم قلة أعماله نسبيا.

قدم كلمة حيا فيها بعضا من فنانى المسرح وكانت تحيته الثنائية هى كما لو كان ليس فى استطاعته أن يفعل أكثر من الإشارة بيده محييا الجمهور الذى وثقت فى كيفية إقدامه للفنان البسيط الجميل المتواضع وأكرر حبنا المتواضع.

شكرا لرئيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر على هذه اللفتة وعلى من شارك معه فيها بأن كانت نهاية الاحتفال بافتتاح مهرجان القاهرة هو تكريم جميل راتب

المصدر/ الاهرام

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *