جامعة قسنطينة تفتح أبوابها لأيام “سيرتا شو لفن المونولوغ “

بهدف دعم المواهب المسرحية بالقامات الجامعية

جامعة قسنطينة تفتح أبوابها لأيام “سيرتا شو لفن المونولوغ “

نسرين أحمد زواوي

 

افتتحت أول أمس، بكلية الفنون والثقافة بالمدينة الجامعية عين الباي بولاية قسنطينة، فعاليات الطبعة الأولى من التظاهرة الثقافية “سيرتا شو”، بحضور كل من عميد الكلية وبعض الوجوه الفنية، وستستمر التظاهرة التي حملة هذه السنة اسم الراحل “حسين كحلوش” مؤسس أول فرقة مسرحية بجامعة قسنطينة إلى غاية 07 من شهر ديسمبر الجاري.

جاء تنظيم هذه التظاهرة، نزولا عند رغبة طلبة الإقامة، المدعومة بمبادرة من جمعية السفير الثقافي، حيث أعلن المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية، عبد الحق بودراع، أن المدينة الجامعية في قسنطينة تحوي عديد الهياكل التي من شأنها توفير الفضاء المناسب لاحتضان التظاهرة، والسماح للطاقات الابداعية الكامنة في طلاب الأحياء الجامعية بالانفجار والظهور للعلن حيث قال :”أتمنى أن يمتلئ هذا الفضاء بالإبداعات، لأنني أؤمن بطاقة الطلبة التي ستنفجر في الجامعة وتساهم في تنوير المجتمع”، مضيفا بالقول:”نزلنا عند رغبة الطلبة والطالبات أعضاء جمعية السفير الثقافي، ونظمنا هذه الأيام الخاصة بفن الـ “وان مان شو”، عملا بتعليمات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرامية إلى إنعاش الفضاءات الثقافية والرياضية والإبداعية …على مستوى الجامعة، نحن في خدمة الطالب ولا يسعنا سوى فتح المجال أمام مبادراته وتوفير الامكانيات المادية والهيكلية لها، للمساهمة في تنميته الفكرية والإبداعية إلى جانب التحصيل البيداغوجي الذي يتلقاه”، ومن جانبه أبدى الهادي لطرش، رئيس الندوة الجهوية لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، دعمه للعمل على بعث النشاط الثقافي والرياضي والإبداعي في الجامعة، قائلا :” مبتغانا هو المساهمة في مساعدة الطالب على الوقوف على قدمين، القدم الأولى ممثلة في التحصيل العلمي، والثانية في الحياة الجامعية والإبداعية وتفاعله مع محيطه… وبالتالي أشكر كل الطاقات التي تساهم في بعث هذه الطاقة ” .

الراحل كحلوش مكرّم الطبعة…والتونسي خالد بوزيد ضيف شرفها

عرف الافتتاح الرسمي لتظاهرة “سيرتا شو”، عددا من التكريمات التي خص بها المنظمون، عائلة حسين كحلوش، الذي حملت الطبعة الأولى اسمه عرفانا له بما قدمه من خدمات للجامعة والمسرح الجامعي، إلى جانب كل من مدير الثقافة لولاية قسنطينة، والفنان حسان كشاش، والتشكيلي قرقور عبد الحق، والفنان التونسي خالد بوزيد، الذي عبر عن سعادته بالقول :”سعيد جدا بمقاسمة إخوتي الجزائريين هذه الفرحة المسرحية”، مشيرا إلى وجود مشاريع كبيرة مسرحية وسينمائية وتلفزيونية، بين تونس والجزائر في القريب، واصفا إياهما بالبلد الواحد الذي لا تفرقه سوى الحدود الإدارية . 

كما تابع الحضور عرضا كوريغرافيا حمل عنوان “لن نموت”، للمخرج رمزي دفوس، وعرضا آخرا بتقنية الرسم على الرمال، قدمه التونسي لحبيب غربي، وأخرجه علي يحياوي. 

التكوين أهم محطات الطبعة الأولى من “سيرتا شو”

تهدف “سيرتا شو”، إلى جانب تفجير الطاقات الطلابية الابداعية، لتوفير دورة تكوينية في مجال الـ”وان مان شو”، ترتكز على ورشتي الكتابة والإخراج، بتأطير من مختصين أمثال، إسماعيل سوفيط، نور الدين مرواني …. يتسابق فيها الطلبة الجامعيون على خمس جوائز وهي على التوالي، سيرتا الذهبية، الفضية، البرونزية، جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الجمهور، بإشراف من لجنة التحكيم التي يترأسها المخرج المسرحي جمال قرمي، والمكونة أعضاءها من عنتر هلال، رابح هوادف، وعبد الله حملاوي، وفتحي كافي، أما المحاضرات والنقاشات المسرحية والأكاديمية، فلها نصيبها من “سيرتا شو”، حيث تمت برمجة عدد من اللقاءات مع عز الدين جلاوجي، ومحمد زتيلي، على مستوى كلية الفنون والثقافة.

شباب جامعي طموح على خشبة كلية الفنون القسنطينية

وقف أمسية أول أمس السبت، أربعة من الطلبة الجامعيين الذين اختاروا خوض غمار تجربة التمثيل وبالخصوص دخول مجال المنافسة في فن الـ”وان مان شو”، ممثلين مديريات الخدمات الجامعية التابعة للولايات التي جاؤوا منها، طامحين إلى البروز وتعريف الجمهور بمقدرتهم على التعبير عن أنفسهم، وحتى وإن لم يحصلوا على إحدى الجوائز الخمسة المرصودة للفائزين، يكفيهم وضع أولى الخطوات في هذا المجال الذي أحبوه، والمستعدين لمواصلة مشوارهم فيه.

قدمت الطالبة ياسمين كرفاسي عرضها “معيشتي مع ميمتي”،  وقالت ياسمين التي تمثل مديرية الخدمات الجامعية لولاية ميلة، أنها تطمح إلى مواصلة المشوار، وأبدت أملها في الاستفادة من توجيهات المؤطرين الذين سيساهمون في تكوين الطلبة لتطوير قدرتها.

أما مروة شايب راسو، التي تمثل جامعة باتنة، فقد استصعبت الوقوف لأول مرة على خشبة المسرح، وقالت أن عرضها “شعونا خرطي”، يتناول الفرق بين الأجيال واختلاف النمط المعيشي الذي جعل بعض كبار السن يغالون في تمجيد الماضي، وامتداح حياتهم وتقريبها في الوصف من المثالية، إلى حد جعل الجيل الجديد يسخر منها، ويجدها مجرد هراء و”خرطي”، إضافة إلى انتقادها نوع من البشر يتأفف من كل الظروف وكل الحالات فرحا كان و حزنا، هناء كان أو نكدا …

كما وقف على خشبة كلية الفنون والثقافة بقسنطينة، محمد الصديق عكال، الطالب الجامعي من ولاية سطيف، مقدما عرضه “الممثل”، تحدث فيه عن تقاليد الزواج التي غيرها زمن السرعة والتكنولوجيا، كما طرق موضوع الهجرة غير المشروعة “الحرقة”.

ومن جانبه، اختار الطالب عبود محمد فتحي، من جامعة المدية، الأسلوب الإيمائي، تقديم عرضه “حكمة شيخ”، الذي انتقد الاتكالية التي يعانيها شباب اليوم، حثا إياه على ابتكار فرص تخرجه من روتين البطالة القاتل.  

————————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *