“ثورة دون كيشوت” عرض مسرحي تونسي يناقش عبثية الثورة

636099113368081749

ناقش العرض المسرحي التونسي “ثورة دون كيشوت” تاليف واخرج وليد الداغسني، عبثية الثورة ومآلاتها التي لم تنتج زخما يدفع باتجاه النهوض وانتجت كائنات مدعية اكثر تشوها من سابقيها.

العرض المسرحي التونسي الذي قدم على مسرح مركز الحسين الثقافي ضمن مهرجان عشيات طقوس المسرحية في دورته التاسعة، نهض على حرفية الاداء التمثيلي والحركي العالي، واتكأ على مدرسة ما بعد الدراما مقتربا من اسلوبيتي العبث والرمزية، حيث وظف المخرج فيه تقنية الكولاج في عرض اللوحات المسرحية التي عبرت عن تكرار الصورة العبثية وتبادل الادوار لما يجري في بعض الساحات العربية التي اجتاحتها التغيرات السياسية.

العرض الذي لم يخلو من الكوميديا الخفيفة واستند فيه المخرج على الخرافة بمختلف عوالمها بتداخل مع الراهن، يستهل مشاهده بشخصية دون كيشوت على كرسي متحرك للدلالة على استغراقه في العجز من القيام بفعل يأتي بتغيير حقيقي، يطرح في لوحاته عددا من القضايا التي عاشتها على وجه الخصوص تونس ولم تجد حلا، ومنها اغتيال عدد من الشخصيات السياسية التونسية وتواطء الاجهزة الامنية، والتطرف والتكفير، وسطحية الاعلام العربي الرسمي في تناول القضايا المؤثرة والتعامي عن الحقائق وتجميل البغيض، واغتصاب الوطن ومقدراته والذي يبرر باعذار واهية.

جاء النص المنطوق في العرض المسرحي بالمحكية التونسية باستثناء اللوحات التي كانت تظهر فيها المذيعة التي تحدثت في الفصحى في متابعتها للاحداث، ومحملا بالمضامين والدلالات رغم رمزيته العالية، في الوقت الذي جاءت فيه الموسيقا كعنصر دراما تورغي للنص غير المنطوق معبرة عن اللحظة الدلالية للوحة.

السينوغرافيا جاءت متممة للعرض في مختلف عناصرها لاسيما ثلاثية الالوان الاحمر والاسود والابيض، التي ميزت الملابس التي تجلت في المشهد الختامي في الثوب الابيض الممتد الذي ارتدته الفنانة اماني وزين بحروف هيروغليفية ومسمارية وعربية كناية عن الحضارة الضاربة في العمق، والاضاءة وبما حملته من دلالات لاسيما لوحة المحكمة التي وفق المخرج فيها بانشاء تكوين بصري من بقعة إضاءة على الخشبة عبرت عن الميزان في لوحة المحكمة والتقاضي من اجل الفتاة القاصر التي تعرضت للانتهاك الجسدي من راشدين، علاوة على عربة الزبالة” الصندوق الخشبي المستطيل والتي شكلت قطعة الديكور الرئيسة والمحورية في العرض حيث هي رحم الثورة المنتهكة والذي انجب انتهازيين، علاوة على المكياج والاكسسوارات الاخرى.

وشارك في التمثيل: اماني بلعج ومنى التلمودي ومنير العماري ويحيى الفايدي وناجي قنواتي.

وكانت عرض الافتتاح العراقي “استيراد خاص” للمخرج علاوي حسين، طرح قضايا العراق وما يعيشه من صراعات طائفية وارهاب، باسلوبية لم تبتعد عن الكوميديا الخفيفة.

وتحدث العرض عن زوجين وجارين منذ الطفولة فرقت بينهما الصراعات الطائفية فيما هما يمارسان مبارة في لعبة التنس الارض التي تعبر عن ذلك الصراع ومثلت فيه الشبكة حدود وهمية فرقت ابناء الشعب الواحد ويتنافس كل طرف على مدها باتجاه الاخر لتوسعة تلك الحدود، في الوقت الذي يدير فيه اللعبة رجل في ملابس غربية انيقة يؤدي دور حكم المباراة الذي يفرض شروطه ليستمتع باللعبة ومشاهد الصراع.

كما عرضت في المهرجان مسرحيتا “الصورة رمادية” للمخرج الشاب محمد عشا من الاردن، و”طاح راح” للمخرج ابراهيم ارويبعة من المغرب.

–(بترا) م ت/ اع 19/9/2016 – 07:36 م

http://www.petra.gov.jo/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *