تقرير اليوم الأول لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

وزارة الثقافة و الهيئة العرية للمسرح تطلقان مهرجان فلسطين الوطني للمسرح.
الدورة الأولى تتحدى المنع و محاولة الاحتلال عرقلة المهرجان.
بسيسو: انطلاق المهرجان بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، يؤكد على ضرورة العمل الثقافي العربي الداعم لفلسطين وقضايا الانسان والحرية.
بيان الهيئة :  كل المسرحيين العرب في كل مكان معكم سنكون يوماً ما نريد.
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح – يوسف الشايب – رام الله.
على الرغم من الغصة التي عاشها المسرحيون الفلسطينيون بمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسرحيين العرب الوصول إلى رام الله، إلا أن القصر الثقافي في هذه المدينة شهد، مساء الخميس، حفل إطلاق الدورة الأولى من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، والذي يستمر حتى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح.
وشهد اليوم الأول للمهرجان، عرضاً مزج ما بين المسرح وفنون السيرك حمل اسم “سراب” من إخراج البريطاني بول إيفانز، وتمثيل: محمد أبو طالب، وأحمد أبو طالب، ونور أبو الرب، وهزار عزة، ومرح أشمر، وعلاء أبو الرب، وعصام أبو سنينة، لفرقة مدرسة سيرك فلسطين، وهو عمل تطرق بأسلوب مزج ما بين “الأكروبات” وحركات الخفة وتلك التي تعتمد اللياقة البدنية لمحترفي السيرك، وما بين لغة الجسد التي تأرجحت ما بين مسرح ورقص معاصر في لوحات أدائية رشيقة ومعبرّة فردية وثنائية أحياناً، وجماعية في غالبها.
وتطرق العمل إلى المصاعب التي يواجهها اللاجؤون في جميع أنحاء العالم، وإن كان ينحاز لحكايات اللجوء الفلسطينية دون إفصاح، خاصة وأن المهرجان كما العرض ينتظم في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وهي النكبة التي لا تنتمي للماضي لكونها فعلاً مستمراً، بل إن العمل وفي لوحات مزجت ما يعرف بالمهارات السبع في السيرك، احتملت تأويلات عدة من بينها محاكاة المأساة السورية، أو حصار قطاع غزة، أو التغريبة الفلسطينية في العام 1948، بل ظهرت وكأنها محاكاة لمستقبل لربما بدأ بالفعل في حاضر يركض .. مستقبل مليئ بمزيد من التهجير لأصحاب الأرض في فلسطين، وغيرها.
الوجه القبيح للاحتلال
وأكد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو أنه لم يعد خافياً ذلك الاستهداف الممنهج للثقافة الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال، يتمثل في إفشال الفعاليات الثقافية المختلفة ما بين مهرجانات ومؤتمرات وندوات تنظمها الوزارة أو المؤسسات الثقافية الفلسطينية، وذلك عبر منع المبدعين العرب و وفد الهيئة العربية للمسرح ومبدعينا من قطاع غزة المشاركة في هكذا فعاليات.
جاء ذلك تعقيباً على تعسف سلطات الاحتلال في سياسة استصدار التصاريح للمبدعين من الدول العربية ومن قطاع غزة للمشاركة في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح ومقرها في الشارقة، منذ مساء اليوم، وحتى الأول من تشرين الثاني المقبل.
وأضاف بسيسو: سياسات الاحتلال هذه لن تثنينا عن الاستمرار في تنظيم الفعاليات الثقافية، والسعي نحو مد المزيد من الجسور مع عمقنا العربي، لأن هدفنا هو إنهاء الاحتلال، وأن تكون الثقافة الفلسطينية ممثلة لفلسطين في العرب، وحاضرة في الوطن، بل وتشكل حاضنة للإبداع العربي أيضاً من على أرضها، مؤكداً هذه إجراءات عنصرية تتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية، فمن حقنا تنظيم فعاليات ثقافية على أرض فلسطين، ما من شأنه المساهمة في دعم نضالنا وصمودنا على أرضنا في مواجهة الاحتلال، وسعينا إلى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال بسيسو: كنا نتمنى أن يكون ضيوفنا من المبدعين العرب، وممثلو الهيئة العربية للمسرح شريكنا الاستراتيجي في إقامة هذا المهرجان، بيننا هنا على أرض فلسطين، كما كان مخططاً، وهو حال الفرق العربية والمبدعين من قطاع غزة، ولكنه الاحتلال الذي يمعن في الإفصاح عن وجهه القبيح دوماً في استعداء الثقافة واستعداء الوجود الفلسطيني.
ووجه وزير الثقافة الفلسطيني رسالة إلى المبدعين العرب، قال فيها: نؤكد لكم أننا لن نستسلم، وسنواصل عملنا الدؤوب، وتنظيم فعالياتنا الثقافية، ودعوة أشقائنا العرب، كي يكونوا جزءاً من دعم صمودنا على أرضنا .. التعسف في سياسة استصدار التصاريح هذه، ليس إلا جزءاً من سياسات الاحتلال التي تنتهك حقوق شعبنا كل يوم، سواء في القدس العاصمة أو الخان الأحمر أو الأغوار أو غزة وكل أنحاء فلسطين.
ولفت بسيسو الى ان انطلاق المهرجان بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، يعد خطوة اساسية نحو تفعيل العمل العربي الثقافي المشترك، ويؤكد على ضرورة العمل الثقافي العربي الداعم لفلسطين وقضايا الانسان والحرية.
وقال: يعد هذا المهرجان بالنسبة لنا مناسبة بالغة الاهمية للتأكيد على ضرورة التكامل في الفعل الثقافي، واهمية مد جسور الشراكات الوطنية والعربية والدولية من اجل النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني، وتعزيز قدرة المواجهة الثقافية امام سياسات الاحتلال الهادفة الى عزل فلسطين عن عمقها العربي والانساني، و أكد بأن هدف هذه الدورة التأسيسية يتمثل في التاكيد على ضرورة الصمود والعمل من اجل رسم ملامح مستقبل ثقافي يقوم على دعم الابداع وصونه رغم التحديات، بالاستناد الى جهود الرواد الذين شكلوا ملامح الهوية الثقافية الفلسطينية.
بيان الهيئة: سنكون يوماً ما نريد
وتقديراً لجهودها والقائمين عليها، فضل بسيسو، في الحفل الذي قدمته الفنانة الفلسطينية نسرين فاعور، قراءة بيان الهيئة العربية للمسرح، وصدر تحت عنوان “سنكون يوماً ما نريد”، وجاء فيه: إليكم في فلسطين التي ترحل لها عيوننا كل يوم، إليكم و أنتم تطلقون الدورة الأولى من “مهرجان فلسطين الوطني للمسرح” مهرجاناً لفلسطين، كل فلسطين، هذا المهرجان الذي حلمنا به معاً منذ العام 2013، و عملنا من أجله في العامين الماضيين لكي يرى النور الآن، ليكون مسحة حرية تمسح جدراناً و أسلاكاً تثخن البدن الواحد.
وأضاف البيان: كنا نأمل كما كان المخطط أن نكون معاً اليوم على أرض فلسطين ضمن وفد الفنانين العرب: فرقة دوز تمسرح بمسرحية “الخادمتان” المغربية من إخراج جواد الأسدي، والدكتور عبد الرحمن بن زيدان من المغرب، ةالدكتور محمد المديوني من تونس، وأيمن السعيداني  من تونس، الدكتور سامح ماهران عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح من مصر، والدكتور نبيل بهجت من مصر، ومن الأردن كل من: محمد الضمور، وحسين الخطيب، وحكيم حرب، وفيصل دراج، ومحمد بني هاني، وسوسن دروزة، والدكتور مظفر الطيب من العراق، ومن سوريا: الدكتور عجاج سليم، سلوى حنا، والدكتور حبيب غلوم من الإمارات، واسماعيل عبد الله  الأمين العام للهيئة العربية للمسرح من الإمارات، والدكتور يوسف عايدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح من السودان، والحسن النفالي مسؤول الإدارة و التنظيم في الهيئة العربية للمسرح من المغرب، وغنام غنام مسؤول النشر و الإعلام في الهيئة العربية للمسرح من الأردن، ومن فريق الهيئة: ريما الغصين سكرتاريا تنفيذية للهيئة العربية للمسرح، وأمل الغصين مسؤولة العلاقات العامة، وحسن التميمي مسؤول الموقع الإلكتروني للهيئة العربية للمسرح.
وختم البيان بالقول: كل هؤلاء كانوا قادمين من أجل المسرح الفلسطيني الذي يشهد اليوم ولادة أول مهرجان وطني للمسرح في تاريخها، لكننا نقدر حجم المعاناة و الضغط الذي تواجهون، و الذي يمارس على الفعل الثقافي كواجهة نضالية، من هنا نقول لكم، نحن و كل المسرحيين العرب في كل مكان معكم، نتمنى لكم النجاح و التوفيق. إن هذا إلا دافع لمزيد من التعاون و العمل و الأمل… و نردد جملة درويش “سنكون يوماً ما نريد”.
معرض الأرشيف ذاكرة المسرح الفلسطيني
وكانت فعاليات المهرجان انطلقت بمعرض يحوي صوراً وملصقات  نادرة من أرشيف المسرح الفلسطيني، بحضور وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. صبري صيدم، والفنانة نادرة عمران ممثلة الهيئة العربية للمسرح، ونخبة من المسرحيين والفنانين، والمهتمين.
وحول المعرض، قال الفنان والمخرج المسرحي الفلسطيني فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان: يساهم هذا المعرض في توثيق تجربة الحركة المسرحية الفلسطينية عبر الوثائق، والمنشورات، والملصقات، والصور، وغيرها، حيث استطعنا أن نحصل على أكثر من خمسمائة وثيقة تؤرق لمسيرة المسرح الفلسطيني، واختير جزء منها ليكون في معرض خاص ضمن فعاليات المهرجان، وعلى مدار أيام انتظامه.
وكان عبد الرحمن قال في كلمته “نحن المسرحيون لا مفر لنا الا ان نحاول توحيد جهودنا حتى نتجدد باستمرار وحتى لا تنطفئ شعلة المسرح”، معرباً عن أمله في مأسسة هذا المهرجان واستمراريته.
جدير بالذكر أن المهرجان يحتوي على ثمانية عروض مسرحية فلسطينية تتنافس على جوائز أفضل ممثل، وأفضل ممثلة، والسينوغرافيا، وجائزة تأليف النص، وجائزة الإخراج، وجائزة أفضل عرض، في حين تعرض ثلاث مسرحيات في إطار العروض الموازية لكون أن من بين إدارات الفرق المنتجة له أعضاء في اللجنة العليا للمهرجان، في حين يتعذر عرض مسرحية “الحرب والسلام” لمسرح الجميع في غزة، ومسرحية “الخادمتان” لفرقة دوز المسرحية من المملكة المغربية، وكلتاهما كان من المقرر عرضها في إطار العروض الموازية، وذلك بسبب سياسات الاحتلال في استصدار تصاريح دخول الأراضي الفلسطينية، فيما تنتظم أيضاً، وضمن فعاليات المهرجان، ندوات متخصصة، وورش عمل.

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *