بالمسرح يَقضي مبدعوه على “ثنائية” الولاءات المتناقضة – د.عقيل مهدي

يوم المسرح العالمي – د.عقيل مهدي

بالمسرح يَقضي مبدعوه على “ثنائية” الولاءات المتناقضة

في كل عام ينبري عَلَم مسرحي عالمي, لمخاطبة المسرحيين في العالم, بوعي جمال راق, وموقف إنساني يُعبّر عن ضمير حيّ , مسؤول .
اليوم ما أحوج مسرحنا العربي في الإقتداء بالمنجزات الإبداعية التي حقّقها مخرجونا, وكتّابنا, ونقّادنا, وباحثونا, لجعل خشبات مسارحنا تتسع لجمورها وهي تضخّ لهم بقوة الأفكار والقيم الجديدة, والمختلفة الجديرة بالإتّباع .

إذ يبقى المسرح مفصلاً حيوياً وضرورياً , مؤثراً حتى في المجريات السياسية , وفي تفصيلات السلوك اليومي للمواطن , وتشكيل وعيه الجمالي , وتعمق نزوعه الى الخير , لا الى الشرّ ! في معرفته المسرحية الحرّة , بعالمها التفاعلي الذي تسيّره التكنولوجيا والرقميات , السيبرانية , الأمر الذي يحفزنا على تطوير مسرحنا , لوضع خطط قصيرة المدى , أو طويلة , للإرتقاء بنوعية العروض , وكذلك لإقتراح حلول تتجاوز العقبات والصِعاب التي تحول دون شيوع المسرح في بيئة جماهيرية مستهدفة .

فضلاً عن تفعيل الحضور للعاملين في المؤسسات الرسمية , بما فيها كليات الفنون ومعاهدها , ودوائر الدولة المختلفة , لتحسين وجهات النظر , غير المدركة لدور المسرح في تربية الاجيال , فهو يرتقي بالقيم الخلقية الملتزمة , وبالضرورات الفنية السامية , حرصاً منه على سلامة المجتمع وإغناء ثقافته , في عالم معاصر , بات بمقدوره أن يفرز الانسان المتحضّر , من ذلك الكائن الفطري غير المتعلم وهو خلل تربوي واضح !

بالمسرح يَقضي مبدعوه على “ثنائية” الولاءات المتناقضة , وبرامجها الوصولية , التي أضرّت كثيراً في البنية المجتمعية المتكاملة الأركان , سياسياً واجتماعياً, وثقافياً .. وعلى كافة الأصعدة .

نحن في هذا الظرف الإستثنائي , نبارك المسرحيين في العالم , لمواقفهم الجسورة الشجاعة وتضحياتهم الجسام , وبات كلّ مبدع مسرحي منهم مفكراً حقيقياً يدرك أن المسرح منصة للتعبير عن ( عقل ) الشعب و ( وجدانه ) و ” طموحه ” , ويعي أهدافه لتكريس مستقبل حرّ قادم , سواء في إبداعه الملتزم او بقضاياه الوطنية والإنسانية .

أ.د. عقيل مهدي يوسف
( مخرج مسرحي )
مارس – 2020

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش