النساء يهيمنّ على الدورة الـ75 من مهرجان أفينيون للمسرح

تستضيف أفينيون في جنوب شرق فرنسا، المعروفة بـ”مدينة البابوات”، من الـ5 إلى الـ25 من يوليو الدورة الـ75 من مهرجان أفينيون المسرحي، وهو التظاهرة الأبرز في العالم إلى جانب مهرجان إدنبرة. وعلى امتداد أيام المهرجان سيكون محبّو الفن الرابع من مختلف أصقاع العالم على موعد مع أبرز الأعمال المسرحية والعروض الحية، في تحد للواقع الذي فرضه كورونا والذي أضرّ بالمسرح والمسرحيين بشكل لافت.

أفينيون (فرنسا)- بعد إلغائه العام الماضي بسبب تفشي جائحة كوفيد – 19 انطلق مساء الاثنين مهرجان “أفينيون” الفرنسي للمسرح والعروض الحية في دورته الـ75 التي ستستمر ثلاثة أسابيع من 5 إلى 25 يوليو الجاري.

ويحاول المهرجان العريق، الذي أسّسه المخرج جان فيلار سنة 1947 ويديره منذ سنوات الكاتب والمخرج المسرحي أوليفييه بي، تحدي الجائحة من خلال إجراءات استثنائية في تقديم لعدد من العروض لمحبي الفن الرابع، من بين ذلك أنه فُرِض على الجمهور ارتداء الكمامات، ولكن دون تشدد في فرض قيود على عدد الحضور.

وقال بي إن المهرجان هذه السنة سيكون “مميزا فعلا” ويتضمن 30 عرضا أكثر من المعتاد.

تحدي الجائحة

برنامج المهرجان يتضمّن 46 عملا مسرحيا إضافة إلى عروض في الرقص والأداء ستكون متنفسا للمسرحيين والجمهور

افتتحت النسخة الجديدة من مهرجان أفينيون مسرحية أخرجها البرتغالي تياغو رودريغيز الذي سيخلف بي في إدارة المهرجان العام القادم، والعرض مستوحى من نص “بستان الكرز” للكاتب الروسي الراحل أنطوان تشيخوف الذي كتبها سنة 1904، وتتناول موضوعا أساسيا هو فقدان الثقة في المستقبل وهو ما يعيشه العالم اليوم في ظل هذه الجائحة.

وشاركت في هذه المسرحية الممثلة الفرنسية التي كتبت رسالة اليوم العالمي للمسرح لسنة 2017  إيزابيل هوبرت، في عرض تابعه جمهور المسرح بتعطش في “قصر الباباوات” الفضاء الأساسي للمهرجان الذي يتّسِع لأكثر من 2000 مقعد، فيما بيعت تذاكر كل العروض الـ11 التي سيشهدها هذا الفضاء.

ولا تزال جائحة فايروس كورونا المستجد تلقي بظلالها على المهرجان، حيث أُلغيَ العرض الذي كان مقرراً لمصممة الرقصات من جنوب أفريقيا دادا ماسيلو ضمن فعاليات هذه النسخة من الحدث المسرحي البارز، وذلك بسبب حالات إصابة بالفايروس بين أعضاء الفرقة، وفق ما أعلنه منظمو التظاهرة.

وسجلت جنوب أفريقيا، التي تعتبر الدولة الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد – 19 في القارة الأفريقية، رقماً قياسياً في نهاية الأسبوع الماضي بلغ 24 ألف إصابة جديدة في يومٍ واحد.

وأصدر المهرجان بياناً جاء فيه “يؤسفنا إعلامكم بأن الفريق الفني لعرض لو ساكريفيس لمصممة الرقصات دادا ماسيلو لن يستطيع مغادرة جنوب أفريقيا وتقديم العرض المقرر في إطار الدورة الخامسة والسبعين”.

وأوضح المهرجان أن “عدداً من أعضاء الفريق مصابون بفايروس كورونا أو خالطوا أشخاصا مصابين”. وترك للمشاهدين “الاختيار بين إبدال تذاكرهم ببطاقات لعروضٍ أخرى أو استرداد ما دفعوه”.

وتُعرَف دادا ماسيلو بتطعيمها الباليه الكلاسيكي بالرقص الأفريقي، وكان يُفترَض أن تقدم بهذا النمط باليه “طقوس الربيع” الشهيرة لسترافينسكي التي صممها في الأصل فاسلاف نيجينسكي. وكان من المقرر أن يقدم هذا العرض سبع مرات بين 17 و24 يوليو الجاري.

ورغم ذلك يأمل المهرجان في أن يتمكن خلال يوليو الجاري من أن يواصل بطريقة مميزة إقامة دورته الخامسة والسبعين بعدما اضطر إلى إلغاء دورة العام الفائت بسبب الجائحة، وهو ما خلف خيبة أمل كبيرة لدى محبي الفن الرابع الذين يرون في الدورة الجديدة فرصة للتعويض.

ويتضمّن البرنامج 46 عملا مسرحيا إضافة إلى عروض في الرقص والأداء، وتشكل النساء للمرة الأولى نسبة 46.5 في المئة من أصحاب المشاريع.

مدير جديد

 

المهرجان هذه السنة سيكون "مميزا" ويتضمن 30 عرضا أكثر من المعتاد
المهرجان هذه السنة سيكون “مميزا” ويتضمن 30 عرضا أكثر من المعتاد

 

أعلن مهرجان أفينيون عن تجديده إدارته بعد سنوات من إدارة أوليفييه بي؛ حيث سيسلم الأخير المشعل للمخرج البرتغالي تياغو رودريغيز مديرا لمهرجان أفينيون الفرنسي اعتبارا من خريف 2022، ليصبح أول أجنبي يقود الحدث المسرحي العريق.

ويُعتبر رودريغيز من أبرز المخرجين المسرحيين في أوروبا، ويعرفه المتابعون بتوجّهه نحو مسرح حي، وقد تولى منذ 2014 إدارة مسرح دونا ماريا الثانية الوطني في لشبونة. وسيتولى منصبه الجديد في سبتمبر 2022، على أن يقدم نسخته الأولى من المهرجان في يوليو 2023، بحسب ما أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو في أفينيون.

وقال رودريغيز خلال مؤتمر صحافي في قصر الباباوات، الموقع الرئيسي في المدينة والمهرجان، “إنه أجمل مهرجان مسرحي في العالم، إنه مغامرة أعد بتكريس كامل طاقاتي لها، في محاولة للمساهمة في هذا الاحتفال الكبير بالحرية الفنية ونشر الثقافة”.

وأضاف “أود أن أشكر فرنسا، البلد المضيف ذا المجتمع المتنوع والمنفتح، التي احتضنت ولا تزال تحتضن الكثير من المهاجرين والمنفيين، من بينهم الكثير من البرتغاليين، خصوصا والدي الذي هرب من الدكتاتورية في البرتغال”.

يأمل المهرجان في أن يتمكن خلال يوليو الجاري من أن يواصل بطريقة مميزة إقامة دورته الخامسة والسبعين بعدما اضطر إلى إلغاء دورة العام الفائت بسبب الجائحة

وجاء تعيين تياغو رودريغز (44 عاما) قبل ساعات من تقديم نسخته من مسرحية “بستان الكرز” لتشيخوف، مع إيزابيل أوبير في “لا كور دونور” (باحة الشرف)، حيث يُقدم العرض الافتتاحي لمهرجان أفينيون تقليديا.

رودريغيز مولود في 16 فبراير 1977 لأبوين ملتزمين، أب صحافي شيوعي وأم طبيبة اشتراكية، بعد ثلاث سنوات من ثورة القرنفل التي أدت إلى سقوط الدكتاتورية في البرتغال.

ويتحدث رودريغيز الفرنسية بطلاقة، وهو يعرف المهرجان جيدا إذ قدّم فيه مسرحية “أنطونيو وكليوباترا” لشكسبير عام 2015 و”سوبرو” سنة 2017.

ويعد مهرجان أفينيون أشهر مهرجان مسرحي في العالم والأكثر عراقة، وقد نجح على امتداد دوراته الماضية في أن يصبح واحدا من المواعيد الأساسية على أجندات صنّاع المسرح حول العالم، فخلال أيامه يبث المسرح روحه في كافة زوايا المدينة على امتداد شهر كامل (شهر يوليو)، وفيه تتم مناقشة وعرض ما يشغل ذهن المسرحيين من أسئلة وقضايا راهنة، ما يجعله المناسبة التي ينتظرها جلّ مسرحيي العالم للالتقاء والاطلاع على الحركة المسرحية وعلى تنوع تجاربها.

 

المخرج البرتغالي تياغو رودريغيز يعتبر من أبرز المخرجين المسرحيين في أوروبا ويعرفه المتابعون بتوجّهه نحو مسرح حي، وقد تولى منذ 2014 إدارة مسرح دونا ماريا الثانية الوطني في لشبونة وسيتولى منصبه الجديد في سبتمبر 2022
المخرج البرتغالي تياغو رودريغيز يعتبر من أبرز المخرجين المسرحيين في أوروبا ويعرفه المتابعون بتوجّهه نحو مسرح حي، وقد تولى منذ 2014 إدارة مسرح دونا ماريا الثانية الوطني في لشبونة وسيتولى منصبه الجديد في سبتمبر 2022

 

https://alarab.co.uk/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني